Site icon IMLebanon

حيث الشماتة… عادلة!

هل يجب ان نهلل لزعماء سياسيين يعترفون بالفم الملآن مباشرة او مداورة بأن الأزمة الرئاسية ناشئة عن عدم التدخل الخارجي؟ ام تراها فرصة سنحت اخيراً للشماتة، على بشاعة كل شماتة ولو مبررة، لان الانكشاف السياسي الداخلي صار شاملاً لا يوفر فريقاً ولا يتيح لفريق “التشاوف” والغطرسة والاستقواء على غريمه؟

كثير من هذا الانكشاف برز في توازن غريب في “عدالته” مع حقيقة لعلها تبرز للمرة الاولى بهذا النفور الواضح على أيدي زوار اميركيين لبيروت وتفاعل الساسة اللبنانيين مع مواقفهم. لم يكن ثمة فعلاً ما يستدعي اي امر استثنائي في زيارة طغى عليها الطابع الرمزي لوزير الخارجية الاميركي، ومع ذلك بدت تداعياتها اشبه بفحص للرؤى المشوشة لدى القوى اللبنانية. لكن المفارقة التي يمكن الاعتداد بها تتمثل في ملامح تسليم سياسي بأن ممثل اكبر الدول الكبرى أثبت القول بالفعل في شأن عدم تدخل بلاده في الاستحقاق الرئاسي. وحتى السيد حسن نصر الله بدا في لحظة نادرة فريدة متماهياً مع جون كيري في “نصحه” للافرقاء اللبنانيين بعدم انتظار تفاهم إيراني – سعودي لانتخاب الرئيس العتيد.

قبل ذلك، حل في بيروت وفي مصادفة سبقت بأيام الذكرى الثانية لغياب غسان تويني، ريتشارد مورفي الأشهر من ان يعرف. لم يتمالك مورفي نفسه عن توجيه نقد لاذع الى المسيحيين واللبنانيين لغرقهم في تلك اللعنة التي رفعها غسان تويني الى مرتبة “مانشيت” تاريخية من مانشيتات “النهار” عام ١٩٨٨ “مخايل ضاهر او الفوضى”. قبل سنتين كشف مورفي انه لم يطلق التحذير حرفياً بهذه الصيغة بما يستخلص منه ان تويني استلهم المضمون وصاغه بحرفيته الصحافية الاسطورية. مع ذلك اذا بمورفي يقول بالأمس ما يشكل الإثبات الدامغ على ان العلة لا تزال تقيم عندنا كأمس الذي عبر.

نصل الأن الى الأغرب: أميركا تهملنا واميركا تعترف بنا. ١٤ و٨ وما بينهما كلٌ ينظر على هواه. ولكن ما بالكم وأنتم تعترفون جهاراً بأننا متروكون لاستحقاقنا؟ أليس في ذلك ايضاً الاعتراف المدوي بأن معطل الانتخابات انتخب الفراغ؟ لا نساوي بطبيعة الحال بين فريق رشح وانتخب ولم يقاطع وفريق ذهب ويذهب الى مزيد من التعطيل والمقاطعة بل ومد الفراغ الى سائر المؤسسات بما فيها مجلس النواب والحكومة. ولكن هل تراه ذلك الاعتراف بأن لا تدخل خارجياً في الاستحقاق سيكون بدوره الذريعة والتسويغ للتعطيل المتمادي؟ ام تراهم، المعطلون انفسهم، يستدرجون عبثا “مورفي ما” جديداً يكرس التباساً واكب زيارة كيري وتصريحاته لفرض معادلة “مرشحنا او لا جمهورية”؟