حقق تنظيم «الدولة الاسلامية» في عرسال ما لم يحققه في سوريا، والعراق حيث انتشاره الاوسع المعزز بامكانيات اكبر وافعل، من تلك التي يمتلكها في عرسال، حيث انتزع اعترافا سياسيا من الحكومة اللبنانية، وان كان هذا الاعتراف عبر «هيئة العلماء المسلمين» وذلك وفق مصدر في 8 آذار الذي ابدى استياءه الكبير وشكوكه حول كل ما حصل في عرسال رغم كل البطولات التي خاضها ضباط وعناصر الجيش اللبناني.
واشار المصدر الى ان الامور اصبحت مكشوفة لدى القوى السياسية الفاعلة في لبنان ولدى غالبية اللبنانيين الذين احاطوا الجيش بعناية قل نظيرها، الا ان هؤلاء اللبنانيين اصيبوا بخيبة امل وضعتهم امام مفترق طرق كلها تؤدي الى المجهول، وعادت بهم الذاكرة سريعا الى سيناريو نهر البارد الذي دفع ثمنه اكثر من 150 ضابطاً وجندياً و1500 جريح ومعاق.
ولفت المصدر الى ما حققته الهيئة المذكورة التي زودت بقرار من «تيار المستقبل» الذي قضى ايجاد حل سياسي لا عسكري لبلدة عرسال التي خرجت بشيبها وشبابها لقتال الجيش، ومنع المساس بالتوازن العسكري في ريف دمشق، لان عرسال هي المرفأ البري لايصال السلاح والمؤن وكل وسائل الدعم الى ما تبقى من مسلحين في جرود القلمون، والاشارات الخارجية التي كانت توجه «هيئة العلماء» المفخخة للاسراع بايجاد الحل السياسي مع داعش «العرسالية» ومنع سقوطها.
وامام هذا المشهد الغامض سأل المصدر السياسي من سيحمي القرى والبلدات في البقاع الشمالي لا سيما المسيحية منها في ظل سقوط مريع لمسيحيي 14 آذار ومشروعهم الذي انكشف امام اول اشارة تحول في «تيار المستقبل» ونوابه ووزرائه الذين بدأ بعضهم يتحضر ليكون رئيسا للحكومة في المستقبل. ويعتقد المصدر ان عودة النائب سعد الحريري الى بيروت قد تكون لمواجهة هؤلاء ولملمة اوراقه وملفاته التي تبعثرت في الشمال والبقاع وبيروت.
واكد المصدر ان المساعدات القطرية التي ارسلت الى عرسال، والتي اوقفها مواطنون من ذووي العسكريين المفقودين بعد رفض «هيئة العلماء» اخضاعها للتفتيش. منعا لوصول الجيش الى ما كان مخبأ في احدى الشاحنات التي كانت بعداد القافلة، وطالب المصدر بتفتيش كل قوافل المساعدات وتلك التي تنقلها الامم المتحدة، والتي كشف بالامس موظفوها بالدليل القاطع على تواطؤ الامم المتحدة في الحرب على سوريا، وخصوصا التهديد المباشر الذي وجهته اليهودية الايرلندية «مايف ميرفي» كبيرة المعنيين عن النازحين السوريين في لبنان للسوريين الذين قرروا مغادرة عرسال الى مناطقهم في سوريا، وبعد ان وفرت لهم رئيسة دير قاره الاخت ايغنيس اللحام الحافلات ورافقتهم الى منطقة البقاع الاوسط لمساعدتهم بدخول الاراضي السورية، ويبلغ عددهم حوالى 1700 مواطن سوري، وقبل ان يتركوا عرسال قامت ميرفي بسؤال النازحين هل ضغطت عليكم الحكومة اللبنانية او الجيش اللبناني، انتم تعلمون الى اين ذاهبون فانتم ذاهبون الى السجون السورية والمعتقلات واذا رحلتم الى سوريا سوف تواجهون مصيرا مجهولا، وبعد ان تمادت كثيرا في التهديد تدخلت اللحام لوضع حد لها فنشأ شجار حاد بينهما، فحاول جميل توما احد المسؤولين الامنيين في الامم المتحدة ان يكمل ما بدأته اليهودية ميرفي مستعملا اساليب اخرى في التهديد، لكي يستطيع ثني النازحين عن قرارهم، فلجأ هؤلاء الى حجب المساعدات عن النازحين، بحجة انهم يهتمون بالنازحين السوريين وليس بالعائدين.
واستغرب المصدر السياسي تحول تمام سلام من رئيس حكومة كل لبنان وبشكل مفاجئ الى عضو في «هيئة علماء المسلمين» التي يرأسها الشيخ سالم الرافعي، واكد ان من يسعى الى ايصال رئيس قوي الى قصر بعبدا فلن يكون الا العماد عون وغير ذلك مضيعة للوقت.
ونقل المصدر رغبة المسيحيين الذين يعيشون القلق والخوف في لبنان، مما اصاب مسيحيي الموصل في ظل صمت دولي واممي، وتحت راية لا اله الا الله، ان يبقى موقع الرئاسة شاغرا، اذا حاول البعض العمل لرئيس ضعيف.