خرج ميشال سليمان من القصر الجمهوري بعد انتهاء ولايته الدستورية، حاملاً معه همّ الفراغ الرئاسي. يوم تحديد الجلسة الأخيرة كان مجلس النواب فارغاً الاّ من موظف كان يطمئن بعض النواب الذين يستحقون رواتبهم ان لا جلسة اليوم. هم النواب الذين تهافتوا على التمديد لأنفسهم. لست ملمّا بالشؤون الإدارية لجمهوريتنا الشقيقة، لكي أتساءل من المسؤول عن تسليم النواب رواتبهم الشهرية. حبذا لو كانت الجمهورية جمهورية وليست تجمّعاً من ضدّين، واحد مع الوطن وآخر مسجّل فقط في دوائر النفوس أنه لبناني، في حين أن لبنان آخر همومه.
في العودة الى رواتب النواب، لم يكن من الأجدى توزيع هذه الرواتب على المستشفيات التي تحتضن الأطفال المصابين بالسرطان، ذلك أن سرطان مجلس النواب هو أخطر بكثير على الوطن من مرض السرطان المعروف، مضافاً اليه وباء الكوليرا ووباء الكورونا. فيا فخامة الرئيس، بعد عودتك الى منزلك في عمشيت، أصبح اللبنانيون اكثر تعلقاً بك، وكانت طمأنتك لهم عميقة الأثر، بأنك ستبقى مواطناً من هذا الشعب تكافح لتحويل لبنان الى وطن افضل؛ الوطن الحضاري العلماني، تاركاً لبنان الطائفي ينهش فجعاني الكراسي الضخمة وحتى الطبليات الصغيرة.
بعد مغادرتك بساعات، طمأننا سماحة الأمين العام بلهجة شماتة انه سيختار للجمهورية رئيساً لا يشبهك، رئيساً يحركه سماحته بالريموت من مخبئه. فالريموت كونترول كاد في ولايتك ان يأكله السوس، لأنك لم تقبل أن تكون آلة أو دمية. لبنان الذي صمد في وجه العثمانيين ثم السوريين، سيصمد بالطبع في وجه العثمانيين والسوريين المحليين.
نحبك ونحترمك.