أوساط وزارية لـ«اللواء»: الدعوات لإعادة التواصل مع النظام السوري لمواجهة الإرهابيّين مرفوضة وتثير تساؤلات
دعم الجيش مسؤولية وطنية وحذار من محاولات توريطه في حرب طويلة
لمصلحة من إمعان بعض القوى السياسية في تحميل الجيش مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في البقاع، بعد معارك عرسال الأخيرة ودفعه إلى الدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع المسلحين الإرهابيين في جرود عرسال ولو كانت تكلفتها البشرية والمادية باهظة؟ فهل من خلال توريط الجيش في حرب مع العصابات التكفيرية المدججة بالأسلحة والعتاد في جرود عرسال امتداداً إلى الداخل السوري في القلمون وإشعال جبهة البقاع يمكن حماية استقرار البلد وحفظ سيادته وصون السلم الأهلي، في وقت تثير دعوات البعض المرفوضة إلى إعادة التواصل والتنسيق بين الجيش اللبناني وجيش النظام السوري لمواجهة «داعش» و»النصرة» تساؤلات كثيرة، في توقيتها ومضمونها، في ظل سياسة العزل العربية والدولية لنظام بشار الأسد ورفض المجتمع الدولي التعاون معه في الحرب على الإرهاب.
وترى مصادر وزارية مخاطر كبيرة في محاولات قوى سياسية محسوبة على «8 آذار» زج المؤسسة العسكرية مجدداً في مواجهات مفتوحة مع التنظيمات الإرهابية في جرود عرسال والقلمون السورية التي عادت إلى هذه المنطقة تحت بصر الجيش النظامي السوري الذي كان وما زال يسعى إلى إدخال لبنان في الصراع الدموي القائم في المنطقة، فهو لو كان جاداً في منع الإرهابيين من التسلل إلى جرود عرسال، لكان فعل ذلك، لكنه يريد أن ينقل شرارة الحرب المذهبية والطائفية إلى لبنان، عله ينجح في تخفيف الضغوطات التي يواجهها ويحصل في المقابل على بعض اعتراف عربي ودولي للمساعدة في إخماد الحريق اللبناني في حال اشتعاله.
وتقول المصادر لـ«اللواء»، إن الحكومة تعي خطورة ما يرسم من مخططات للبنان بهدف إعادته ساحة لتصفية الحسابات، ولذلك كان تحذير رئيسها تمام سلام من مخاطر الشارع ودعوة القوى السياسية جميعها إلى التدخل لمنع انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة، والعمل تالياً على دعم الجيش اللبناني في ما يقوم به من إجراءات لحماية البلد وتنفيس أجواء الاحتقان المذهبي والطائفي السائدة، بدلاً من سعي البعض في المقابل إلى النفخ في بوق الفتنة ومحاولة إشعالها وتحميل الجيش مسؤولية الفلتان القائم لأنه لم يعتمد خيار الحسم العسكري مع الإرهابيين في معارك عرسال، في مقاربة غير مسؤولة لا تعبر عن حقيقة مجرى الأمور، حيث ظهر بوضوح أن هناك من كان يريد استمرار المواجهات العسكرية على حساب دماء شهداء الجيش والمواطنين الأبرياء في عرسال وجوارها.
ورأت المصادر الوزارية أن كافة مكونات الحكومة مدعوة إلى ترجمة التضامن فيما بينها في توفير الدعم المطلوب للجيش في الجهود التي يقوم بها للدفاع عن السيادة ومواجهة الجماعات الإرهابية وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه الظروف الدقيقة وممارسة الضغوطات المطلوبة على قوى الأمر الواقع ومنع الشحن الطائفي والمذهبي ووقف عمليات الخطف والخطف المضاد في البقاع أو غيره والتي وضعت البلد في الساعات الماضية أمام حرب أهلية جديدة اعتقد اللبنانيون أنها أصبحت وراءهم، مشددة على أن لدى القوى السياسية القدرة الكاملة على ضبط الشارع والمحازبين وإرغامهم على عدم القيام بكل ما من شأنه أن يعمق الانقسام بين اللبنانيين ويشرع الأبواب أمام الفتنة البغيضة وجر اللبنانيين إلى التقاتل خدمة لأهداف المخطط الإرهابي الذي يريد تدمير البلد على رؤوس أبنائه.
وتحت هذا العنوان جاء تحذير رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري من مخاطر التحريض السياسي والمذهبي ضد الجيش ومحاولات البعض لإثارة الفتنة بين اللبنانيين، حيث لفتت المصادر الوزارية إلى أن الحريري الذي يستشعر حجم هذه المخاطر على لبنان ووحدة أبنائه، كان واضحاً في دعمه لسياسة الحكومة ورئيسها في مواجهة ما يخطط للبلد من قبل المصطادين في الماء العكر، وفي الوقت نفسه حرصه على رفض انجرار السنة إلى أي فتنة مذهبية مع الشيعة، سبق وأعلنوها صراحة أنهم مستعدون لإحراق المنطقة إذا سقط حكمهم الاستبدادي الجاثم على صدور السوريين منذ أكثر من 40 سنة.