Site icon IMLebanon

«دواعش» الخطف يهدّدون السلم الأهلي

الجيش يصدّ المسلحين في الجرود.. و«حزب الله» ينكفئ في القلمون باتجاه الحدود

«دواعش» الخطف يهدّدون السلم الأهلي

 

تحت هول مشهدية الخطف والخطف المضاد مناطقياً ومذهبياً، يقف البلد حابساً أنفاسه على شفير منزلق فتنوي سحيق تستعر نيرانه في هشيم المنطقة بينما يجهد العقلاء من أبناء الوطن للجم تمددها إلى الداخل على بساط «دواعش» العصر، سواءً أولئك الإرهابيين خاطفي العسكريين أو من يحذون حذوهم وينتهجون نهجهم في خطف المواطنين «على الهوية» لغاية خبيثة في نفوسهم الأمّارة بالفتنة بين المذاهب والطوائف. ولأنّ في فعل الخطف المذهبي وغير المذهبي «داعشية» موصوفة تتماهى مع تلك المتمركزة في الجرود ووراء الحدود، كاد «دواعش» الخطف في البقاع خلال اليومين الفائتين أن يشعلوا فتيلاً فتنوياً هددت شرارته بتفجير السلم الأهلي برمته لولا حكمة الحكماء من أهل المنطقة والدولة الذين سارعوا إلى تدارك الأوضاع والحؤول دون تدهورها دراماتيكياً على المستوى المذهبي.

إذ وبينما كانت خطوط الاتصال والتواصل مشغولة على أكثر من خط رسمي وسياسي وحزبي في سبيل تأمين إطلاق المواطنين العرساليين الذين اختطفوا في بعلبك إثر شيوع نبأ استشهاد العسكري عباس مدلج على يد خاطفيه من تنظيم «داعش» الإرهابي، تفجرت الأوضاع الميدانية مجدداً مع إقدام مسلحين يستقلون «غراند شيروكي» أمس على اختطاف أحد أبناء «سعدنايل» أيمن صوان أثناء مروره على الطريق الدولية في منطقة الطيبة، الأمر الذي أطلق موجة غضب عارم لدى أبناء بلدته تجسّدت بعملية قطع طرق وخطف مضاد طال 7 مواطنين على خلفيات مناطقية وسرعان ما نجحت الاتصالات التهدوية في إعادة فتح الطرق المقطوعة وإطلاق سراح المخطوفين «كبادرة حسن نية» في مقابل الجهود المبذولة لتأمين الإفراج عن صوان.

دهم وتوقيف 

وفي هذا السياق، شنت وحدات من الجيش عمليات دهم وتفتيش في بلدتي «بريتال» و«الطيبة» أمس شملت منزل خاطف صوان المدعو حسين طليس الملقّب بـ«حسين جميلة» وعمدت إلى توقيف «امرأتين إحداهما زوجته» كما أكدت مصادر أمنية لـ«المستقبل»، بالإضافة إلى توقيف عدد من المقرّبين منه بعد مداهمة منازلهم في المنطقة. وإذ وضعت هذه التوقيفات في إطار «تضييق الخناق على طليس ودفعه إلى الإفراج عن رهينته»، أكدت المصادر الأمنية العمل على إطلاق صوان كما المدنيين المخطوفين من أبناء عرسال «خلال الساعات المقبلة»، مشددةً على كون «الوضع لا يزال تحت السيطرة الأمنية والعسكرية».

أما على المستوى السياسي، وبينما أعربت مصادر وزارية لـ«المستقبل» عن تفاؤلها بنجاح الاتصالات السياسية الجارية على مختلف المستويات في إخماد نيران الفتنة وتطويق الأعمال المخلة بالأمن والسلم الأهلي في البلد، أبدت أوساط رسمية عاملة على خط اتصالات التهدئة لـ«المستقبل» استغرابها «لغياب «حزب الله» عن السمع خلال الساعات الأخيرة»، موضحةً أنّ «مسؤولي الحزب المعنيين باتصالات التهدئة الجارية بين المناطق انقطعوا فجأة أمس عن التجاوب مع هذه الاتصالات».

مشيك يطمئن أهله

وبالتزامن، أفيد بأنّ عائلة مشيك تلقّت اتصالاً هاتفياً من ولدها عباس أحد العسكريين المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية طمأنها خلاله إلى أنّ جميع العسكريين بخير، وطالبها بالتحرك والتظاهر ومطالبة «حزب الله» بالخروج من سوريا.

اشتباكات وصواريخ

على خط موازٍ، اندلعت مساءً اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في جرود عرسال وفي منطقة «وادي الرعيان»، فيما أفادت مصادر أمنية «المستقبل» عن معارك عسكرية أخرى وقعت أمس بين عناصر من «حزب الله» وأخرى من المجموعات المسلحة في جنوب جرود المنطقة، لافتةً الانتباه إلى أنّ «هذه المعارك لا علاقة لها بملف المخطوفين العسكريين بل هي متصلة بتقدّم الثوار السوريين في القلمون حيث اضطر «حزب الله» إلى الانكفاء والتراجع تحت وطأة هذا التقدّم باتجاه الحدود اللبنانية»، في وقت شنت مقاتلات النظام السوري سلسلة غارات ليلاً على جرود المنطقة.

تزامناً، سقط عدد من الصواريخ في البقاع بين بلدتي «اللبوة» و«النبي عثمان» وفي بلدة «حورتعلا» كما في سهل بلدة «طاريا» مصدرها السلسلة الشرقية، وفق ما أعلنت قيادة الجيش في بيانات متلاحقة، مؤكدةً عدم وقوع إصابات في الأرواح وأنّ وحداتها عمدت على الأثر إلى تسيير دوريات واتخاذ إجراءات في المناطق المستهدفة، بينما تولى الخبراء العسكريون الكشف على مواقع انفجار الصواريخ.