Site icon IMLebanon

دور لبناني في القرار ضد إسرائيل 29 صوتاً لمصلحة غزة وأميركا ضد

شارك لبنان في الاجتماع الطارئ لـ”مجلس حقوق الانسان” الذي عقد الاربعاء في مقر المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة في جنيف، وخصص لمناقشة الانتهاكات التي يمارسها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين في غزة، ولا سيما الشيوخ والنساء والاطفال، بهدف استصدار قرار يدينها بشدة بعد سقوط اكثر من 600 قتيل ونحو 4000 جريح، مع دمار هائل.

وكثفت مندوبة لبنان الدائمة لدى المجلس السفيرة نجلا الرياشي عساكر، بطلب من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اتصالاتها بمندوبي الدول المعتمدين لدى المجلس من الدول العربية و”منظمة التعاون الاسلامي” ودول اميركا اللاتينية وبعض الدول الافريقية للتنسيق والتشاور من اجل تأمين الاصوات المطلوبة، وهي 16 من 47 صوتا، مجموع اعضاء المجلس، لدعوته استثنائيا الى الانعقاد وتحديد موعد التئام الجلسة الذي كان أمس الاربعاء.

ودانت عساكر في مداخلة لها الاعتداءات الاسرائيلية على غزة، وطالبت باسم لبنان وقفها فورا، ورفضت مع 29 ممثل دولة مساواة الضحية بالمعتدي. وبتعبير آخر، طالب مندوبو الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية الاعضاء بذلك، أي ادانة اسرائيل لتسببها بقتل مئات الابرياء، والفلسطينيين بقتل ضباط وجنود اسرائيليين.

وعلمت “النهار” أن انقسامات حادة حصلت بين الفريقين، وان مندوب اسرائيل لدى المجلس ألقى كلمة عنيفة جدا. وافاد مصدر ديبلوماسي أن الدول الاوروبية قررت اتخاذ موقف موحد عندما حاول مندوبان لدولتين التصويت لمصلحة “حماس” نظرا الى تعاطفهما المعروف مع القضية الفلسطينية. ولدى طرح مشروع القرار على التصويت، نال واضعو القرار المدافعون عن الشعب في غزة 27 صوتا، فيما صوتت اميركا ضده، و17 دولة امتنعت عن التصويت.

ودعا المجلس، في البيان الذي صدر، اسرائيل الى وقف عملياتها العسكرية ضد غزة، ودان مصرع الفلسطينيين الذين هم في غالبيتهم من المدنيين، كما دان مقتل اسرائيليين.

وتقرر تشكيل لجنة تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل ضد الانسانية، وكلف رئيس مجلس حقوق الانسان الحالي، وهو مندوب الغابون، اجراء مشاورات عاجلة لتشكيلها ووضع تقرير خلال ستة أشهر عن الجرائم التي ارتكبت في غزة.

ومعلوم أن القرار الذي صدر غير ملزم وليس له أي قوة تنفيذية، لكنه يكتسب اهمية لدى الرأي العام العالمي والعربي، وخصوصا اعطاء امل للفلسطينيين الذين يعانون ضراوة المواجهات العسكرية غير المتكافئة.

وأوضح مصدر ديبلوماسي رفيع لـ”النهار” ان تقرير اللجنة يمكن رفعه الى مجلس الامن من أجل ادانة اسرائيل ومحاولة معاقبتها على الجرائم التي ارتكبتها الى الآن، وهي التي تطوق غزة ولا تستجيب مطلب “حماس” والفلسطينيين في شكل عام بفك الحصار عنها وفتح المعابر ووقف التجاوزات التي أرهقت الناس والمسؤولين.

ونبّه الى ان الاتصالات المكثفة التي اجريت في الايام الاخيرة، من تحرك الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ووزير الخارجية الاميركي جون كيري بين القاهرة واسرائيل، وتحرّك الرئيس الفلسطيني بين مصر وتركيا وقطر من أجل وقف القتال فورا بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية، لم تثمر أي ايجابيات بسبب تبني المبادرة المصرية كما وردت، ورفضتها “حماس” وأيدتها اسرائيل، وبسبب تمسك القاهرة بنصها من دون ادخال أي تعديل تطالب به “حماس” لتضمين ما تطالب به.

وتوقع المزيد من المجازر المحتملة ضد السكان، من سلاح الجو الاسرائيلي، بعد فشل المساعي الدولية التي بذلت واستمرار صواريخ “حماس” بالتساقط في العمق الاسرائيلي، مما عطل المطارات واصاب السياحة بخسائر كبيرة.