ما قاله الوزير وليد المعلم بالأمس طبيعي. بل لا شيء أكثر «طبيعة» منه! بل هو لو حكى شيئاً آخر، لدبَّ الهمّ في الرِكَبْ! ولضربت مجسّات التوتر والتوجّس الى مداها، خشية حصول، أو احتمال حصول تغيير في مقاربة «المجتمع الدولي» لمصير سلطة الأسد.
.. طبيعي جداً لسلطة النكران تلك أن تستمر في خطابها وكأن شيئاً لم يتغيّر! أو كأنّ وظائفها التي تعرض طيفها أمام الشراة المفترضين، لا تزال موجودة. أو لا تزال لديها القدرة على تطبيق شيء منها، وخصوصاً وتحديداً في الحرب الإقليمية الدولية المفتوحة ضد الارهاب التكفيري.
«حظّ» الوزير المعلم لم يسعفه كثيراً. إذ قبل ساعات فقط من مؤتمره الاستجدائي، كانت سلطة الأسد تخرج بصفر مكعّب آخر من امتحان ميداني كبير آخر. بحيث انها خسرت مطار الطبقة بعد أن كانت خسرت اللواء 93 في الرقّة! مطار! ولواء دفعة واحدة! وفي موازاة ذلك، كانت الفصائل المعارضة على الجانب الآخر، في الزبداني المحاصرة، تكسر الحصار وتتمدد في اتجاهات تسيطر عليها قوات السلطة وحلفائها، وفي منطقة، كانت التوقعات والأفلام الممانعة وضعتها على سكّة «التحرير» و«التنظيف» التامّين قريباً وقريباً جداً، بعد «إنجازات» يبرود والقلمون عموماً!
يستجدي بشّار الأسد قبول أوراق اعتماده، وتعويمه مجدداً. لكن لم يتقبّل بعد، أن الأمر صار غير وارد.. حتى لو دغدغت فكرة «التعاون والتنسيق» البعض في الغرب، في سياق مدوّنة الخبث المعتمدة إزاء الوضع في سوريا والعراق والمنطقة عموماً، فإن ذلك لم يعد مجديا. معطيات الميدان تدلّ على ذلك. وخبريات الثقات والعارفين والمطّلعين والبصّاصين والسّميعة، تقول ذلك. وموجبات المنطق تقول ذلك قبل أن يقوله مثلاً الناطق باسم الخارجية الألمانية بعد لحظات (لحظات!) من انتهاء المؤتمر الاستجدائي التوسّلي للوزير السوري الخطير!
..في كل الحالات، تدل ديبلوماسية الاستجداء التي أعلنها المعلم، على مُعطى «حسّاس» آخر: نفت مباشرة، وفي لحظة صدق نادرة، ما عمل البعض عندنا في لبنان، في الآونة الأخيرة، على تسويقه من أفلام وروايات وسيناريوات تتحدث عن «تنسيق» و«تعاون» ضارب بأطنابه بين سلطة الأسد وأجهزة الغرب! ولو!؟