المصارحة؛ أقصر طريق لقول الحقائق لأنفسنا، والمصارحة ستقودنا حتماً لتعرية كلّ «الأكذوبات» السياسية المسمّاة قيادات، والمصارحة تقتضي أن لا نكذب على أنفسنا ولا على القارئ،ولأن «المصالح» ترسم حدود ما نقول، فحرية التعبير هي أكبر «اكذوبة» صدّق اللبنانيون أنّ وطنهم ينعم بها، أي استقلال لأي لبنان لأي سياسيين؟!
غداً، المجلس النيابي سيجتمع اليوم «بلا زغرة» بالمجتمعين»، قال» حتى يتدارسوا الرسالة التي خاطب بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الأسبوع الماضي ضمير المجلس لإتمام الاستحقاق الرئاسي الداهم، وفخامته يعرف «أنّ نصف من في المجلس «لو كان عندهم ضمير» لما «طيّروا» النصاب جلسة تلو الأخرى ، وفخامته يعرف أن لو على رأس المجلس رئيسا عنده ضمير لما «باعد» بين الجلسات أسبوعاً تلو أسبوع حتى يضيّع الوقت الرئاسي الداهم!!
وللمفارقات العجيبة أن الذين «يطيّرون» النصاب ويتبجحون بأنّ هذه هي «الديموقراطيّة» هم أنفسهم المدعوون لتدارس رسالة رئيس البلاد، ونصفهم طعن بشرعيته وقرّر أنه فقد «شرعيته التوافقيّة»، ربما على اللبنانيين في الانتخابات النيابية المقبلة أن يطالبوا كلّ مرشح للنيابة بأن يقدّم بعدم التغيّب أو مقاطعة أو «تطيير» نصاب الجلسات المصيريّة للبنان وشعبه…
طبعاً؛ يتساءل القارئ ما علاقة العنوان بمضمون المقال؛ «كيف لكن..إلو علاقة ونص»، فرسالة المواطن أهم أحياناً وبكثير من رسالة الرؤساء والزعماء، خصوصاً الزعماء الذين «يتغلبطون» في خطاباتهم باسم رئيس البلاد، هؤلاء «زعماء» من نوع خاص لأنهم زعماء «اللفّ والبرم والقلب» بحسب المصلحة، ولأن فخامة الرئيس ميشال سليمان سيودّعنا سعيداً يوم السبت المقبل، فرحاً بحرية ينعم بها لأول مرة بعدما أمضى معظم عمره حبيس الجيش ثم الرئاسة، ويغادرنا سعيداً، فيما نحن خائفون وقلقون على يومنا وغدنا ومستقبل لبنان السعيد ومصيرنا فيه، ثمّة «رسالة ـ قصيدة» كتبتها الزميلة الإعلاميّة منى أبو حمزة، هذه الرسالة استوقفتني مطولاً خصوصاً أنها توجّهت بها إلى رئيس البلاد الذي يغادر السبت ، ومن يدري، قد لا نحظى برئيس بعده حتى تنحلّ العقدة الإيرانيّة، هذا إذا حُلّت!!
قد يبدو لكثيرين أنّ كثيريْن لاذوا بالصمت تجاه ما نزل بعائلة منى أبو حمزة، والحقيقة عكس ذلك، ولكن ما دامت منى أزاحت طرف الستار عن آلامها، فأقل واجبٍ نقوم نردّه إلى منى التي أضاءت سهرات بيوتنا وأعادت الذوق والرقّة والثقافة والجمال إلى ليالينا، أن نتوقف عند رسالتها إلى فخامة رئيس البلاد،وحتى لا تبقى الرسالة حبيسة «صفحتها الشخصية عبر موقع فايسبوك» ها نحن ندفع بها لنضعها بين أيدي قرّاء كثيرين، قد لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً عملياً لمنى ولكن على الأقل، سيشدّون على يد صمودها وعزّتها وكرامتها وإبائها…
وأضمّ وجعي إلى وجع منى أبو حمزة، وأترك لقصيدتها هذا الحيّز المتاح من الكلام وكلتانا تدري أن المتاح أقل القليل من المباح بأن نبوح به:
«إلى الرئيس ميشال سليمان»
«يا ريّسنا وحدك عارف قدّيش الظلم كبير
يا ريّسنا إنت شايف، بس العتم كبير
يا ريّسنا إنت و طالع، نتفة بالطالع ضيعتنا
حبيناها وفديناها وهي بالقلب حطتنا
يا ريّسنا بس تسلّم اتطلع عكل الوجوه
منها زعلان ومتألم ومنها ساكت موجوع
ومنها صفرا صابها برد لحم كتافها مخلوع
يا ريسنا إنت وطالع قدّم عضيعتنا/إذا بعض رجالها نسيونا/هيّ ما نسيتنا / اسألها ، مين الغطى ضهرك/يوم اللي كنتي برداني/مين النجح ومين الوصل/و ضلّو بالقلب خريباني؟
«يا ريّسنا راحوا كتار وجابوني من بلدتنا/تركت بدارنا أصحاب بكيوا بيوم فرحتنا/ وتركت أيمن شهيد عتبان عغربتنا/قلتلو بكرا، من جديد، منثبت عقيدتنا/ورجع أيمن وحب الكلّ وتشرب من ميّتنا/ ومتل البي و متل الجد جمع الضيعة وعيلتنا…
يا ريّسنا إنت و طالع مرّقني لحظة بالبال/إنت العالم، إنت العارف كيف الوضع والحال/لو دموعي بتكفي بخلي دموعي شلال/لو كتافي بتوّفي بحطّهن عكتافي شال/ كل اللي انظلموا كل الما انفهموا/ وانحطوا بالأغلال».