متى يأمر الاتراك بأن يرتدوا … الطرابيش؟
قد يخلع البزة الاوروبية ومعها ربطة العنق ويمتطي صهوة الحصان حصان آبائه ليقول انا ملك الشرق وأنا خليفة المسلمين؟
انه الخليفة. بشفافية كاملة الاوصاف وبفظاظة كاملة الاوصاف خاض انتخابات الرئاسة على انه السّني الطوارني ضد من وصفه بمرشح العلويين اكمل الدين احسان اوغلو الذي حاز 38,3 في المئة وهي نسبة لا يستهان بها وعلى الكردي صلاح الدين ديميرطاش الذي نال 9,7 في المئة.
فهل يطلب نقل الكعبة التي لم يحج اليهااحد من سلاطين بني عثمان وبعضهم حمل لقب خادم الحرمين الشريفين الى اسطنبول؟
بعد الآن لن يعود اتا تورك اكثر من ظل اكثر من ذكرى اكثر من اثر بعد عين. هناك رجل واحد في تركيا وفي كل هذا الشرق ويدعى…. رجب طيب اردوغان. انتظروا اي دور ( هائل) سيلعبه بعد الآن بعدما تعثر وتعثر حتى كدنا نقول انه قد يتحول الى احد الدراويش المولوية.
اذا اردتم ان تعرفوا رأي هنري كيسنجر فهو يتجنب العبارات المباشرة. باقتضاب يكاد يقول ان دور بنيامين نتنياهو قد اضمحل لا بل ان الدور الاسرائيلي قد اضمحل. للمرة الاولى وهو اليهودي يرثي لاسرائيل التي لم تعد تنتج الرجال. وكان ناحوم غولدمان وهو احد آبائها قد اقترح ان تتحول الى مأوى ايديولوجي لليهود. شيء ما يشبه الفاتيكان اليهودي. اما هنري كيسنجر فيقترح تحويلها الى الفردوس التكنولوجي.
في هذه الحال على الجنرالات والحاخامات ان يتكدسوا في حائط المبكى. اما هيكل سليمان فيعاد بناؤه للمرة الثالثة بحجارة النسيان!
كثيرون وبينهم وزير الخارجية السابق تحدثوا عن اردوغان بافتتان. ها ان الجميع يتهاوى حتى عبد الفتاح السيسي يترنح من الخطوة الاولى. اردوغان يرتفع. اذاً ها ان السناتور ليندسي غراهام يفاجئنا بالقول: من غير الجيش التركي يستطيع تفكيك « داعش» في سوريا ومعها النظام ومن غير الجيش التركي يستطيع تفكيك «داعش» في العراق ومعها شبح المالكي؟
لشدة افتتانه يكاد يصفه برجل القرن. الآخرون رجال القرون الغابرة. هو الذي شرّع الابواب امام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» لكي يدمر العراق والشام يمكنه الآن ان يوصد الابواب في وجهها كي تزول كما ازيلت الانكشارية على يد احد السلاطين. هل بات السيناريو واضحاً حين يقول غراهام وهو التوأم السياسي والاستراتيجي للسناتور جون ماكين هكذا ضربنا آيات الله في سوريا وفي العراق». ماذا عن لبنان؟
لا يخفى على احد ما قاله البعض في بيت الوسط اي في ليلة العودة بعيداً عن اذني الرئيس سعد الحريري من ان ساعة «حزب الله» قد دقت. كيف؟ قالوا انظروا كيف تحطمت الاستراتيجية الايرانية على ابواب بغداد كما على ابواب دمشق.
ولم يكن اردوغان قد حقق بعد ذلك الفوز المبين.
هل يطلب لبنان العودة الى السلطنة العثمانية؟ ثمة من هو جاهز لتك اللحظة اذا ما تعهد السلطان الجديد الخليفة الجديد بتدمير نظام بشار الاسد في سوريا وما يدعونه «نظام حسن نصر الله» في لبنان.
ولكن فات الذين قالوا في بيت الوسط ان المملكة العربية السعودية التي تقاتل حتى الموت ما تعتبره «الجنون الجيو بوليتيكي» الذي تتلبسه ايران لسوف تقاتل حتى الموت ضد ان يحكم تركي هو زعيم «الاخوان المسلمين» المنطقة وان كان ديك تشيني الذي عاد فجأة الى الضوء يرى ان كل الطرقات ينبغي ان تفتح امام اردوغان باستثناء اسرائيل والخليج، اي باستثناء اسرائيل والنفط.
من الآن توقعوا كل شر مستطير. هو قال: انا السّني العثماني «والاخر هو العلوي او الكردي». للعبارة دلالة اخرى : انا زعيم السّنة في الشرق بل وفي العالم. السؤال المحوري هنا: ماذا يقول السنّة الآخرون؟ بل وماذا تقول السعودية وماذا تقول مصر؟ باكستان تراقص المجهول واندونيسيا التي وجد من يحمل اليها اوبئة الشرق تفضل ان تكون من نمور الشرق الاقصى على ان تكون من خراف الشرق الاوسط.
اردوغان الذي لا يثق بالعرب بل انه يزدريهم، يعتبر انهم استساغوا الاقامة في الثلاجة. لا حول لهم ولا طول. ايران ضربت في سوريا وفي العراق. والقيصر اي فلاديمير بوتين ضرب من الخلف بالتفجير المبرمج للأزمة الاوكرانية وما اعقبها من عقوبات وهذا ما حد من ديناميكيته بطبيعة الحال. قد لا يعترض على اعادة التأهيل الاستراتيجي للدور التركي اي انها اللحظة المثالية للانقضاض واستعادة الامجاد.
لا بأس ان يقول احد المعلقين الغربيين ان اردوغان يشبه بلاده الموزعة بين آسيا واوروبا. هو مسلم لكنه يحلم ان يكون جزءاً من «العالم المسيحي». زرت فاليري جيسكار- ديستان حين كان رئيس لجنة الدستور في الاتحاد الاوروبي، ولطالما كان مذهلاً في ثقافته وفي توقده فماذا قال عن تركيا؟
صدمني حين تحدث عن الدين الآخر والثقافة الاخرى وقال ان الاوروبيين ما زالوا يتذكرون صهيل الخيول العثمانية على ابواب فيينا. لكن اميركا تغيرّت اوروبا تغيرّت لا خشية من تتويج سلطان على الشرق يكون ظلاً لسلاطين الغرب.
رجل يزعزع الخرائط. العالم التركي يمتد الى جنوب القوقاز ويخترق روسيا. والى تركستان الشرقية ويخترق الصين . هل يكون دونكيشوت التركي ام هولاكو التركي؟ لنسأل عرب السلطان.