Site icon IMLebanon

رسائل سعودية لحزب الله

 

فتح الاستحقاق الرئاسي جسور التواصل غير المباشر بين السعودية وحزب الله لمعرفة موقف الأخير من الاستحقاق المذكور، علماً بأن الرياض لا تعتزم القيام بأي مبادرة في هذا الصدد، فيما واصل الرئيس أمين الجميل تحركه على الخط نفسه بالتوازي مع إبداء سمير جعجع استعداداً مشروطاً لانسحابه

بينما يراوح الاستحقاق الرئاسي مكانه في ظل الانقسام الحاد بين قوى 8 و14 آذار، علمت «الأخبار» أن السعودية بعثت برسائل إلى حزب الله، تطرح فيها أسئلة بشأن الاستحقاق. ومن الأسئلة التي وجهتها الرياض إلى الحزب: هل يريد فعلاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب، أو يفضّل الفراغ؟ كذلك سألت عن اسم المرشح التوافقي الذي يرى الحزب أنه الأفضل لرئاسة الجمهورية.

فردّ حزب الله بأنه معني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، وبأن مرشحه هو رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، مؤكداً أن الأخير قادر على أن يكون مرشحاً توافقياً. وسأل الحزب «الوسطاء» الذين نقلوا الرسائل عمّا إذا كانت السعودية بصدد القيام بمبادرة في لبنان أو لا، فردّ السعوديون بالنفي.

وفي السياق ذاته، لا يزال السفير الأميركي دايفيد هيل يسوّق لفكرة أن وصول عون إلى الرئاسة يساهم في تعزيز الاستقرار في لبنان، فيما لا تزال السعودية وفرنسا تعارضان هذا التوجه.

شرط جعجع للانسحاب

من جهة أخرى، برز موقف لافت لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أبدى فيه استعداده للانسحاب من المعركة في حال تم الاتفاق على مرشح آخر من 14 آذار، في وقت واصل فيه رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل جولته على القيادات السياسية لبحث موضوع الاستحقاق وسبل إنجازه.

بري: لماذا لم ننتخب رئيساً؟

في غضون ذلك، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري رداً على سؤال من زواره مساء أمس عن إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدة المتبقية من المهلة الدستورية: «السؤال الذي يجب أن يطرح هو لماذا لم ننتخب رئيساً حتى الآن؟».

ورداً على سؤال عن الجدل القائم بشأن أن المجلس لا يستطيع أن يجتمع بعد 25 أيار الجاري إذا لم ينتخب رئيس الجمهورية، أكد بري أن صلاحية المجلس التشريعية منفصلة عن صلاحيته انتخاب الرئيس، وأنا أدعو بالتوازي إلى جلسات تشريعية وأخرى انتخابية للرئيس»، ورأى أن الذين يثيرون هذا الجدل يرمون إلى تعطيل دور المجلس وتكرار تجربة ما بعد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما امتنع عن حضور جلسات المجلس وانضم إليه تيار المستقبل وقوى 14 آذار، ومع ذلك استمررت في توجيه الدعوات إلى جلسات رغم أن بعض هيئة مكتب المجلس النيابي خالفوا القرار الذي اتخذته الهيئة بعقد الجلسات. وأنا وجهت دعوة إلى جلسة من أجل سلسلة الرتب والرواتب الأربعاء وإلى انتخاب الرئيس الخميس لأنه اليوم العاشر الذي يسبق انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وحتى لا يقال إن المجلس لم يجتمع في هذه المهلة». وقال: «سأظل أوجه الدعوات مع أن مهلة الانعقاد الحكمي في الفترة الأخيرة لم تعد ذات قيمة لأنني استخدمت صلاحياتي في توجيه الدعوة إلى جلسة الانتخاب».

من جهة أخرى، عرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان موضوع الاستحقاق الرئاسي مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في قصر بعبدا. وكان الراعي التقى جعجع في بكركي، وأعلن الأخير أنه يسحب ترشيحه من الانتخابات الرئاسية إذا تم التوافق على اسم شخصية أخرى من قوى الرابع عشر من آذار.

الجميّل يلتقي فرنجية وجنبلاط

أما الجميّل فقد التقى في بنشعي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية قبل أن يلتقي في بكفيا مساءً رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. وأكد الجميل «وجوب أن ننتخب رئيساً قادراً على مواجهة كل الاستحقاقات، وهذا لا يتم إلا بالتفاهم بعضنا مع بعض، ويجب أن يكون هناك شعور بالمسؤولية لدى كل القادة، بدءاً بالموارنة».

من جهته، رأى فرنجية أن «الفراغ في الموقع الرئاسي هو وسيلة ضغط علينا وليس معنا»، مشيراً الى أنه سيكون دائماً مع النائب ميشال عون الذي هو من يقرر مسار المعركة الرئاسية.

بدوره، أكد جنبلاط في حديث تلفزيوني أن «الأمور معقدة في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي في ظل الانقسام بين كتلتي 8 و14 آذار». وشدد جنبلاط على أن «نصاب الثلثين أساسي في الاستحقاق ولا يمكن الركون الى النصف زائداً واحداً».

أبلغ حزب الله الرياض أنه معني بانتخاب رئيس جديد في أسرع وقت وأن عون مرشحه

وفي السياق، أبلغ النائب سامي الجميّل، خلال اجتماع عقد قبل أيام في منزل الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل، وضم شخصيات في قوى 14 آذار، ترشيح والده الرئيس أمين الجميل بسبب صعوبة استمرار السير بترشيح جعجع، لكونه ليس توافقياً. ورأى مصدر في الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن كلام الجميل الابن «استكمال للحرب الباردة بين حزبي الكتائب والقوات، والتي وصلت الى أوجها». كذلك فإن الجميل كان يتماهى مع موقف ابنه، «فهو منذ أسبوع كان يعيد تذكير زواره بارتكابات القوات في المتن وكيف أزاحته خلال الحرب الأهلية»، إضافة الى «انزعاجه من الاستنهاض الذي سبّبه ترشح جعجع الى الرئاسة ونقله الصراع الى مكان آخر، فاغتاظ من تحييده». وأضاف المصدر أن نواب تيار المستقبل لم يسمحوا للجميّل الابن بالاستفاضة في طروحاته، مؤكدين له أنه «لا يوجد مبرر حتى الساعة للبحث في أي اسم آخر، إلا إذا كان مرشحاً باستطاعته تأمين الفوز». كذلك جاءت مواقف وزير الاتصالات بطرس حرب والنائب السابق فارس سعيد في الإطار نفسه.

وأكد المصدر أنه لم يعد لكلام الجميل أي قيمة «خصوصاً بعد زيارة والده معراب، إذ إن الصفحة السوداء طواها القياديان». أما عن السبب الذي دفع رئيس حزب الكتائب الى انفتاحه على القوات وزيارة جعجع، فهو برأي المصدر لسببين وهما أن «الجميل أراد إيجاد وسيلة جديدة لتسليط الضوء عليه من دون أن يكون عبر إعلان ترشيحه، خصوصاً بعد أن أُغلقت جميع الابواب في وجهه. أما السبب الثاني فهو وضع نفسه على خارطة أي تسوية قد تحصل، حتى لا يكون خارج اللعبة».

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الرابعة بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا لدرس جدول أعمال عادي.

توقيف عباس ومطلوب في الطريق الجديدة

في مجال آخر، ختم قاضي التحقيق العسكري عماد الزين تحقيقاته في تفجيري بئر العبد والرويس، بعدما استجوب القيادي في كتائب عبدالله عزام نعيم عباس في الملفين وأصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقه، وأحال الملف الى النيابة العامة العسكرية.

وفي الموازاة، أوقفت قوة من الجيش في محلة الطريق الجديدة بلال محمود عيسى لإقدامه في أوقات سابقة على ارتكاب جرم إطلاق نار مرات عدة، وترؤسه مجموعة من الأشخاص تهجّمت على أحد المراكز الحزبية في محلة قصقص. وتم تسليم الموقوف الى المرجع المختص لإجراء اللازم.

ثأر لعرسان سليمان؟

أمنياً، أطلق مجهولون النار أمس على علاء حجير خلال مروره قرب قاعة اليوسف في مخيم عين الحلوة، وهو من جماعة الناشط الإسلامي بلال البدر والمطلوب بمذكرات عدة. ونقل اليوسف الذي أصيب في ظهره بجروح متوسطة إلى أحد مستشفيات صيدا للعلاج. وفيما نفذت قوة من الجيش حراسة مشددة في محيط المستشفى، سجل انتشار مسلح في حي الطوارئ والأحياء التي يتمركز فيها الإسلاميون. محاولة الاغتيال وضعتها مصادر أمنية في إطار أخذ الثأر لاغتيال مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في المخيم الشيخ عرسان سليمان مطلع الشهر الفائت. وتردد حينها أن المجموعة التي ينتمي إليها حجير ورفيقه علي خليل (الذي اغتيل أواخر الشهر الفائت بالطريقة ذاتها) متورطة في اغتيال سليمان. لكن مصادر إسلامية نفت علاقة حجير وخليل باغتيال سليمان، واضعة الجرائم المتنقلة في إطار «محاولة افتعال فتنة في المخيم».

العسيري إلى باكستان

اكدت مصادر رسمية لـ«الأخبار» أن الهدف الأساسي لعودة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى بيروت هو وداع المسؤولين اللبنانيين، وتمهيد الطريق أمام تعيين خلف له. وأبلغ العسيري عدداً ممن التقاهم ان قراراً سعودياً صدر بنقله إلى باكستان، حيث سيعمل بصفته سفيراً للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بصلاحيات واسعة. وكان العسيري قد شغل منصب سفير بلاده في باكستان لمدة 9 سنوات، منذ مطلع العقد الماضي، قبل نقله إلى لبنان. ويُعرف الرجل بصلاته الأمنية وبعلاقاته المتينة بإسلاميي باكستان، حيث السفارة السعودية الأضخم في العالم. وفيما يقول مقربون من العسيري إن مهمته في إسلام اباد ستتركز على القيام بوساطة بين مختلف القوى الباكستانية، قالت مصادر أخرى إن عمله في مركزه الجديد مرتبط بالازمة السورية، وتحديداً بتدريب مقاتلين سوريين في باكستان، وبتجنيد مقاتلين اجانب وإرسالهم إلى سوريا، في استعادة لتجربه بلاده في ثمانينات القرن الماضي، عندما تولت تجنيد السلفيين حول العالم وتجهيزهم للقتال في أفغانستان ضد الجيش السوفياتي.

تعيينات بالجملة

في ملف التعيينات، تتصرّف الحكومة كما لو أنها باقية إلى الأبد. تلجأ مكوناتها إلى تقاسم الحصص، رافضة الاعتراف بأنها حكومة «تصريف أعمال» انتقالية حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا إذا تفاهم المشاركون فيها على فراغ طويل في الرئاسة. مناسبة الحديث عن التعيينات نابعة من جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم، الذي يضم التعيينات الآتية: تعيين رئيس هيئة إدارة صندوق المهجرين (العميد المتقاعد نقولا الهبر الذي قبض تعويضه ويتقاضى راتباً تقاعدياً وسيوظف مجدداً، مدعوماً من المطران الياس عوده، وقد اعترض التيار الوطني الحر عليه. ولم تشمل التعيينات أعضاء هيئة الصندوق رغم أن الهيئة معينة منذ كانون الثاني ٢٠٠٢ لمدة 3 سنوات، أي إن ولايتها انتهت قبل 9 سنوات ولم يتبق منها سوى 4 أعضاء من أصل 9، ولايتهم باطلة).

تعيين مفتش عام في إدارة التفتيش المركزي، رئيس مجلس إدارة المعهد الوطني للإدارة، مدير عام وزارة العدل، رئيس المجلس الاعلى للجمارك (العميد المتقاعد نزار خليل) ومدير عام الجمارك (تثبيت شفيق مرعي) وعضو المجلس الأعلى، مدير عام الاقتصاد والتجارة (عليا عباس)، مدير عام وزارة العمل، رئيس مجلس إدارة ومدير عام المؤسسة العامة للإسكان، وتعيين رئيس اللجنة الادارية للمشروع الأخضر مديراً عاماً للتعاونيات لمدة سنة. كذلك سيمدّد للعميد فؤاد خوري مديراً عاماً للأمن العام بالوكالة، فضلاً عن تعيين العميد الركن رولان أبو جوده مديراً عاماً للأمن العام بالوكالة اعتباراً من 20/7/2014 (تاريخ إحالة خوري على التقاعد).