Site icon IMLebanon

رسالة الى الرئيس المشير عبدالفتاح السيسي

لم يحصل لنا الشرف، بعد، للتعرّف الى سيادتكم شخصياً ولكننا مثل الملايين في هذه الأمة أحببناكم عن بُعد كما أحبّكم الشعب المصري الشقيق الذي حملكم الى سدة الرئاسة.

ونحن نحترم إرادة هذا الشعب العريق، ومع ذلك نود أن نلفت عنايتكم يا سيادة الرئيس الى أنّ موضوع الإعلام هو موضوع دقيق جداً وحسّاس جداً.

صحيح أنّ هناك وزارات إعلام وهيئات رقابة في بلدان العالم، إلاّ أنّ الشاشة الصغيرة دخلت البيوت كلّها من دون استئذان… فلم تعد تجدي الأساليب القديمة نفعاً في حجب المعرفة؟

من هنا نرى يا سيادة الرئيس أنّ الأحكام التي صدرت في حق زملاء إعلاميين قد لا نلتقي معهم في الكثير من مواقفهم، بل أيضاً لنا ملاحظات كثيرة حولهم، إلاّ أنّها أحكام قاسية… ونأمل منكم ونتمنى عليكم أن تتمثلوا بالقول المأثور: «آلة الرئاسة سعة الصدر».

وكلنا ثقة، سيادة الرئيس، بأنكم الرجل الذي يتمتع بالشهامة والأخلاق والمروءة والرجولة والقوة وسداد الرأي.

وانطلاقاً من هذه القِيَم التي تختزنونها في شخصكم الكريم نأمل أن تعيدوا النظر في تلك الأحكام…

وهناك من يقول إنّ الرئيس لا يتدخل في القضاء، هذا جيّد من حيث المبدأ، ولكن ظروف مصر هي أكبر من الحال العادية… وفي إمكان الرئيس أن يعطي التوجيهات من أجل مصلحة مصر وليس من أجل التدخل في القضاء، فمصر هي دولة التسامح والمحبّة… وهي زعيمة العالم العربي…

وفي هذه المناسبة تحضرنا الأحكام القاسية التي صدرت في حق قيادات وكوادر الإخوان المسلمين وبلغت حد الإعدام لكثيرين، ومع اقتناعنا بأنّ الأحكام تصدر عن قضاة كبار نزيهين إلاّ أنّه في هذا الزمن لا يتقبّل المجتمع الدولي هكذا أحكاماً قاسية.

صحيح أنّ الإخوان استخدموا السلاح، وأنّهم قتلوا أحياناً، وأنّهم أساءوا الى المصلحة الوطنية المصرية العليا… ولكن الصحيح أيضاً، أنّ هذه الأحكام تبقى قاسية جداً في قناعة أهل هذا الزمان.

وكلنا ثقة بأنّ سيادتكم ستنظرون الى هذا الموضوع بالمنظار الأبوي الذي تضعكم فيه مسؤوليتكم التاريخية بعد المسؤولية الوطنية والقومية.