زعيم الاعتدال سعد الحريري:خريطة طريق سداسية لحماية لبنان…انتخاب رئيس*حكومة جديدة*انسحاب الحزب من سوريا*مواجهة الارهاب*طوارىء لمواجهة النزوح*انتخابات…ولا للتمديد للمجلس
وهنا نص الكلمة التي ألقاها الحريري عبر الشاشة، من جدة في المملكة العربية السعودية، خلال حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامه «تيار المستقبل» غروب أمس في مجمع البيال وإفطارات باقي المناطق:
أيها الأحبة المجتمعون في هذه الأمسية المباركة، من عكار وطرابلس والكورة، وزغرتا والضنية والمنية، من بيروت وصيدا والعرقوب وإقليم الخروب وجبل لبنان، من البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط وبعلبك والبترون وجبيل وعرسال، إخوتي ورفاقي في تيار المستقبل وفي خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أصحاب السيادة والسماحة والفضيلة، أيها الضيوف الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الأخوة والأخوات،
في بداية كلمتي في هذه الأمسية المباركة من الشهر الفضيل، لا بدّ لي أن أستذكر معاناة إخوة لنا جميعاً في فلسطين، يواجهون عدوانا إسرائيليا ظالما قاتلا مجرما، فيما المجتمع الدولي يراقب الاجتياح الجديد عن بعد، ويكتفي بإطلاق الدعوات لضبط النفس، ولا يبادر إلى خطوات عملية توقف المجزرة الجارية ضد الشعب الفلسطيني.
إن المجتمع الدولي مسؤول أخلاقيا وإنسانيا عن تغطية جرائم إسرائيل، من حصار غزة إلى مشاريع الاستيطان، إلى مؤامرة تهويد القدس والاعتداء على المسجد الأقصى.
إن السكوت عن جرائم اسرائيل وتبرير عدوانها على الشعب الفلسطيني سيقطع الأمل بكل مبادرات السلام ويفتح الطريق أمام موجات جديدة من العنف والتطرف وعدم الاستقرار.
وهذا ما يدعونا إلى تجديد الدعوة لوقف العدوان الاسرائيلي فورا، وإيجاد آلية دولية فاعلة لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
أيها الأخوة والأخوات،
عاماً بعد عام، نلتقي في شهر الخير والعدل والمحبة والإيمان، فيما العديد من الأوطان العربية ومن بينها لبنان، تتوطن فيها قواعد الشر والظلم والتعصب والكفر بتعاليم الله.
دور أخلاقي وسياسي
لكنكم أنتم، معشر المؤمنين والطيبين والصابرين في هذا البلد، برحمة الله عز وجل، الصامدين في دوركم السياسي والأخلاقي والديني في الانحياز لقيم الاعتدال والانفتاح والتسامح وهي المعاني الحقيقية لشهر رمضان المبارك.
لن نتوقف بإذن الله عن اللقاء في هذا الشهر الكريم، وعن تبادل التهاني بحلوله والدعاء لأن تحلّ البركة والمحبة والسلام في بيوتكم وبيوت اللبنانيين جميعاً.
طوال سنوات، كنا نقول إن لبنان في عين العاصفة وأن المسؤولية الوطنية توجب على كل المسؤولين والقيادات سلوك الخيارات التي تحمي الاستقرار الوطني وصيغة العيش المشترك.
وها نحن الآن نعيش دخول جزء كبير من العالم العربي في عين العاصفة، ونشهد على فصل خطير من الانقسامات والصراعات الطائفية والمذهبية، كما نشهد على انهيار منظومات سياسية وعقائدية شكلت لسنوات طويلة أرضاً خصبة لاستدعاء الفتن والإرهاب والحروب الأهلية.
الموضوعية والصراحة تفرضان علينا الاعتراف أنه سيكون من الصعوبة بمكان عزل لبنان عزلاً تاماً عن هذه المخاطر وإقامة سياج سياسي وأمني واقتصادي يحميه من هبوب العواصف المحيطة خصوصا مع استمرار مشاركة حزب الله في الحرب السورية.
ولكن المسؤولية الوطنية تلزمنا في المقابل عدم الاستسلام لهذا الواقع واعتبار الوقوع في الهاوية قدراً لا مردّ له.
اللبنانيون لا يحتاجون لمعجزة لكي يؤمّنوا شروط الوقاية من الانهيارات القائمة حالياً في سوريا والعراق وفي غير مكان من العالم العربي.
خريطة طريق
اللبنانيون يحتاجون إلى خارطة طريق تكون فيها الأولوية للمصلحة الوطنية وللاستقرار الوطني على حساب أي مصالح أو ولاءات أخرى.
خريطة الطريق لحماية لبنان تقوم بنظرنا على الآتي:
1- انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء الفراغ في الرئاسة الأولى باعتباره أولوية تتقدم على أي مهمة وطنية أخرى.
2- تشكيل حكومة جديدة على صورة الحكومة الحالية تتولى مع الرئيس الجديد إدارة المرحلة ومواجهة الاستحقاقات الداهمة وإجراء الانتخابات النيابية.
3- انسحاب حزب الله من الحرب السورية.
4- إعداد خطة وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته.
وهنا يجب التأكيد على أن مواجهة الإرهاب هي مسؤولية وطنية تقع على كاهل الدولة وهي ليست مسؤولية جهة أو طائفة بعينها.
5- التوافق على خطة طوارئ رسمية لمواجهة أزمة نزوح اشقائنا السوريين إلى لبنان وتجنيد كل الطاقات الشقيقة والصديقة للحؤول دون إغراق لبنان بتداعيات الأزمة السورية اجتماعياً وأمنياً واقتصادياً.
6- إجراء الانتخابات النيابية في المواعيد التي يحددها القانون وتجنّب أي شكلٍ من أشكال التمديد للمجلس النيابي.
لا تمديد للمجلس
نعم، نحن نريد الانتخابات النيابية في موعدها، ولا نريد التمديد لمجلس النواب، لكن مدخل الانتخابات النيابية، هو انتخاب رئيس للجمهورية، اليوم قبل الغد. لأن انتخابات نيابية من دون وجود رئيس للجمهورية تعني حكومة مستقيلة حكماً، واستحالة تشكيل حكومة جديدة لأن الأسئلة الحقيقية موجودة حول من يجري الاستشارات النيابية ومن يوقع مرسوم تشكيل الحكومة، في غياب رئيس للجمهورية. وإلى ذلك كله، ماذا تعني انتخابات نيابية في غياب رئيس للجمهورية؟ تعني مجلس نواب من دون رئيس للمجلس. فمن من النواب سينتخب رئيسا للمجلس، وهو غير قادر على انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا يعني بكل بساطة دخول لبنان في سيناريو انهيار تام للدولة.
بالتأكيد هناك جهات خارجية وكذلك داخلية تريد هذا السيناريو للبنان. لكننا نحن غير مستعدين لننفذ لها هذا السيناريو. وهذا ليس تبجّحا، بل هذه هي الحقيقية، كما هي.
أيها الاخوة والأخوات في كل لبنان،
أن يتعوّد اللبنانيون على غياب الرئيس وغياب صورته ودوره ومسؤوليته، هو الخطر الذي يتهدّد موقع الرئاسة. وهو تغييب غير مقبول لتلك الرمزية التي يشكلها الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الإسلامي والعربي، وطعن في أساس الصيغة التي قام عليها لبنان وتوافق اللبنانيون من خلالها أن تكون الرئاسة الأولى موقعاً يخصّص حصراً للتداول بين أصحاب الشأن والقيادة والخبرة والكفاءة في الطائفة المارونية.
من هذا المنطلق كان إنفتاحنا على القيادات المسيحية السياسية والروحية لتجنب الوقوع في الفراغ والبحث عن قواسم مشتركة تعين البلاد على مواجهة التحديات والمخاطر، ولمقاربة مختلف المسائل الوطنية بفتح آفاق جديدة للتعاون على إيجاد الحلول بغض النظر عمّا سينتهي إليه ملف الرئاسة. وأقول لكل القيادات: إن لبنان والشعب اللبناني أهم منّا جميعاً. وأي محاولة للقفز فوق صيغة الوفاق الوطني واتفاق الطائف هي خطوة في المجهول لا تضيف إلى الواقع السياسي الراهن سوى المزيد من التعقيد والانقسام والفراغ.
لا ڤيتو على أحد
في كل الحوارات، كان موقفنا أنه لا فيتو لدينا على أحد، وأننا نشارك في كل جلسات مجلس النواب ونؤمّن النصاب مهما كانت النتيجة، وأنه في هذه المرحلة التي يمر فيها البلد، نحن عامل مساعد لانتخاب الرئيس، ولسنا العامل المقرر. وأنه في نظرنا العامل المقرر هو توافق المسيحيين على مرشح، ونحن نوافق عليه سلفاً، من دون أي تحفّظ. والحمد لله، أن حوارنا كان شفافاً، وأننا وضعنا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وطبعاً حلفاءنا، بتفاصيل حواراتنا، وفلسفتنا لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، والتي أساسها أننا، كما غبطة البطريرك، نعتبر الشغور في رئاسة الجمهورية أكبر خطر على لبنان ونظامه الديموقراطي ووجوده.
لكن الحقيقة أننا لم نعد نستطيع أن نتفرج على تعطيل دائم للنصاب بحجة غياب التوافق المسيحي. وهذا الأمر يهدد أساس وجود لبنان، يعني أساس وجود المسيحيين والمسلمين في لبنان، يعني أساس وجود الدولة في لبنان.
ونحن سنبدأ مشاورات مع حلفائنا في 14 آذار وحوارات مع مختلف القوى السياسية خارج 14 آذار، عنوانها البحث عن أي طريقة لإنهاء حال الشغور في رئاسة الجمهورية وبأسرع وقت ممكن، لكي نتمكن من السير في الاستحقاقات الدستورية اللاحقة، من انتخاب مجلس نيابي وتشكيل حكومة وإستعادة العمل الطبيعي في كل الدولة ومؤسساتها.
رهانات خارجية
أيها الأحبة، إن جعل رئاسة الجمهورية رهينة الانتظار لمتغيرات خارجية تراهن على إعادة تعويم النظام السوري هي ضرب من ضروب المغامرة بصيغة المشاركة الوطنية وبقواعد المناصفة التي كرسها اتفاق الطائف والتي لا نجد لها بديلاً، مهما تبدلت الظروف والمعادلات.
وعندما نتحدث عن إتفاق الطائف، ونتمسك به، فليس لأنه اتفاق ساهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وضعه لإنهاء الحرب في لبنان، بل لأنه في نظرنا، وبحد ذاته، أساس مفهومنا للبنان. مفهوم قائم على رفض التعداد الطائفي والمذهبي لمصلحة الشراكة والعيش الواحد، بغض النظر عن الأعداد. رحم الله من قال: «نحنا وقَّفنا العَدْ!». رحم الله رفيق الحريري.
ويكفي لكل من يوهم اللبنانيين بمشاريع الخروج من الطائف أن ينظر من حولنا إلى كل الدول العربية المشتعلة بحروب طائفية ومذهبية وعرقية، إلى كل مشاريع الحل السياسي فيها، ومشاريع الخروج من الحرب، هي مشاريع قائمة على فلسفة اتفاق الطائف، فلسفة الشراكة الحقيقية بغض النظر عن الأعداد والأكثريات والأقليات.
وليس بالصدفة أن من يتمسكون بالعمق باتفاق الطائف هم «14 آذار»، أي الائتلاف العابر للطوائف، الذي يعتبر معياره الأساسي المصلحة الوطنية، والذي هو النموذج المقترح لكل الدول من حولنا.
أيها الأصدقاء، الأيام والأسابيع الماضية عشنا جميعاً، وعشتم أنتم خصوصاً في بيروت، فترات من القلق والشعور بعدم الاستقرار نتيجة أعمال إرهابية لم تكتمل، بفضل وعي وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية الرسمية التي نتوجه إليها في هذه الأمسية بتحية تقدير وامتنان، ونؤكد على دعمها كي تقوم بدورها في حماية السلم الأهلي وكشف شبكات الإرهاب والقائمين عليها.
حماية المواطنين
مرة أخرى: الدولة هي المسؤولة عن حماية المواطنين والدولة هي المعنية حصراً بملاحقة ومداهمة أوكار الإرهاب والإجرام، وهذا ما يقوم به بنجاح واقتدار الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وسائر الأجهزة الأمنية والقضائية.
مشكلة الإرهاب هي مع جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق، وملاحقة الإرهاب مسؤولية الجميع، تحت سقف الدولة وبأدوات الدولة وأجهزتها. خلاف ذلك، تتحول مواجهة الإرهاب إلى مواجهة مذهبية طرفها الأول، التنظيمات والخلايا التي تنتمي إلى القاعدة وداعش، وغيرها من أوكار الإرهاب، وطرفها الثاني حزب الله، الذي صار جزءاً لا يتجزأ من منظومة القتال في سوريا والدفاع عن نظام بشار الأسد، الذي اختار أن يرمي شرّه على الآخرين، وأن يؤدي اليمين لولايته الزائفة، بصفته نيرون هذا العصر، ولا يمين لمن يفتدي البقاء في سدة الحكم بخراب سوريا وقتل وتهجير مئات الآلاف من أبنائها.
أن يكون حزب الله جزءاً من مشروع وطني لبناني تقوده الدولة لمواجهة الإرهاب، شيء جيد. أما أن يكون الحزب جزءاً من مثلّث تقوده إيران وفيه دولة المالكي في العراق ودولة الأسد في سوريا، فهذا يشكل عبءاً كبيراً على لبنان وسلامة اللبنانيين. ومن المظاهر الأخيرة لهذا العبء، تبادل الخدمات الأمنية والعسكرية بين حزب الله وجيش النظام السوري، على حساب السيادة اللبنانية وسلامة اللبنانيين، حيث نشهد في كل يوم، قصفا جويا سورياً للأراضي اللبنانية، بذريعة إسناد المواجهات التي يخوضها الحزب في المناطق الحدودية.
أيها الأخوة والأخوات،
كل تنظيم يرمي بالشباب إلى التهلكة والتفجير هو بالنسبة لنا إرهاب وعدوّ للبنان، وأهل السنَّة في لبنان معنيون كسائر اللبنانيين بمكافحة هذه الآفة ومنع امتدادها ورفض شعاراتها.
أي كلام آخر عن وجود حاضنة للخلايا الإرهابية في الوسط السُنّي هو كلام مشبوه ومرفوض يرمي إلى تبرير الإصرار على المشاركة في الحرب السورية. وهنا أريد أن أكون صريحاً ودقيقاً جداً:
تزوير الإنجازات
هناك من يحاول تزوير إنجازات الخطة الأمنية وتصويرها على أنّها خطة موجهة ضدّ السُنّة في لبنان. نعم هناك تجاوزات وقعت من قبل بعض الأجهزة، وهي تجاوزات مرفوضة وتتم معالجتها.
موقفي واضح: إن أي اعتقال عشوائي وغير مبرّر، مرفوض رفضاً تاماً، وإن أي انتهاك لحقوق المواطنين السياسية والإنسانية، مرفوض أيضاً.
وأي مسؤول يرتكب مثل هذه التجاوزات يسيء إلى الأجهزة الأمنية وعلاقة الناس بالدولة، ويجب أن يحاسب.
لكن، ليعلم الجميع أن كل من ارتكب جرماً بحق طرابلس وأهلها، وساهم في ضرب المدينة سيبقى ملاحقاً بالقانون، مهما حاول التلطي خلف ما يجري في العراق أو سوريا.
إن الذي يمارس الضغط للإفراج عن المرتكبين هو من يفضح دوره في الارتكابات، «وهالمرة، مش حا سمّي، بس فهمكن كفاية، وفهم أهل طرابلس بشكل خاص، كفاية وأكتر!».
نحن ومعنا كل الذين يحبون رفيق الحريري وتيار المستقبل، نحن في بيروت وطرابلس وعكار والمنية والضنية، ونحن، مع كل الحلفاء والأصدقاء، في زغرتا والبترون والكورة، وفي كل جبل لبنان، من إقليم الخروب إلى جرود كسروان وجبيل، نحن، ومعنا كل الأهل الصابرين على الافتراء في البقاع من عرسال إلى مجدل عنجر، ونحن من صيدا إلى كل الجهات في الجنوب، وصولاً إلى شبعا والعرقوب، سنبقى السدّ المنيع الذي يحمي لبنان من الإرهاب وأوكاره.
ولن نتردّد في رفع الصوت بالدعوة إلى تحييد لبنان عن الصراعات المحيطة وتحديداً الصراع في سوريا والعراق. تريدون محاربة داعش والقاعدة، ومنع تمدّد الإرهاب إلى لبنان، تعالوا إذن إلى كلمة سواء، إلى خطة طريق نعبر من خلالها إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتحقيق الإنسحاب من نفق الفتنة والفوضى. إننا من خلال ذلك، لا نقدّم لبلدنا فرصة الانتصار على الإرهاب كما انتصرنا عليه في نهر البارد، لكننا نعطي أنفسنا ونعطي جميع اللبنانيين مساحة للاهتمام بالقضايا الاجتماعية والنمو الاقتصادية وابتكار الحلول للضائقة المعيشية، لأزمة المياه ولأزمة الكهرباء والله يعين!
إنسحاب «حزب الله»
منذ عامين وحتى اليوم، ونحن نطالب ونضغط وندعو لانسحاب حزب الله من سوريا، ومع الأسف اعتقد الحزب أنه هو من سينقذ نظام بشار الأسد. والحقيقة أن أحدا لا يستطيع إنقاذ نظام الأسد، وأن موقفنا الحقيقي ينطلق من أن انخراط الحزب في هذه الحرب هو مشروع مجنون يستدعي جنوناً مقابلاً على بلدنا، نشهده كل يوم مع الأسف، على شكل إرهاب وانتحاريين وخوف وشلل اقتصادي وأزمات اجتماعية.
نحن سنبقى صوت العقل، ومنحازين للعقل، ومتأكدين من إنتصار العقل، عند كل اللبنانيين الذين جربوا الجنون 20 سنة، وعادوا بعدها إلى العقل، ومنذ ذلك اليوم لم يسمحوا ولن يسمحوا لأي مشروع مجنون أن ينتصر على مشروع العقل، مشروع رفيق الحريري، مشروع الدولة مشروع لبنان الحقيقي، مشروع الشراكة التامة بين كل اللبنانيين، مشروع الاعتدال، مشروع المناصفة التامة بين المسلمين والمسيحيين، المشروع المدني، الديموقراطي لخدمة الناس العاديين، الطيبين، من كل الطوائف والمناطق، ومعالجة مشاكلهم الحقيقية، الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والتربوية والصحية والبيئية والثقافية، وليس تصديرهم ليموتوا في حروب على أرض الآخرين، ولا تحويلهم إلى ضحايا، في خدمة حروب الآخرين على أرضنا!
أيها الأحبة،
في ختام كلمتي إليكم، نجدد الإيمان معا، بقدرة اللبنانيين، بإذن الله، على مواجهة التحديات. أنتم جيش الدفاع الحقيقي عن وحدة لبنان وصيغة العيش المشترك. أنتم قوة الاعتدال التي ستحمي لبنان من التطرف والإرهاب والحروب العبثية. أنتم قوة البناء التي ستنهض بلبنان، كما أراد لكم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
مرةً جديدة، أتمنى لكم جميعاً شهراً مباركاً، على أمل اللقاء بكم قريباً في لبنان، الله كريم، ورمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عشتم وعاش لبنان».