Site icon IMLebanon

زيارة كيري لبيروت عشيّة تجديد البيعة للأسد مُلفتة فهل لمباركة الفراغ أم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي؟

توقفت الاوساط الضليعة في اسرار الاروقة والكواليس السياسية امام الهجمة الاميركية المستجدة على لبنان، بعدما كان يعيش في غرفة الانتظار الدولية لجهة الاستحقاقات الداخلية وفي طليعتها ملف الانتخابات الرئاسية حيث تربع الشغور على الكرسي الاولى والمرشح ان يتحول الى فراغ في رأس الدولة يخشى ان يتأقلم معه اللبنانيون حتى اشعار آخر، فهل الهجمة المذكورة تصب في خانة مباركة الفراغ ام لتسريع انجاز الاستحقاق الرئاسي، خصوصا ان حكومة الرئيس تمام سلام قد تنفجر من الداخل على خلفية الخلافات بين الوزراء حيال آلية عملها انطلاقا من جدول الاعمال وصولا الى الخلاف على التوقيع بين المطالبين بالاكثرية وجماعة الثلثين، ما يشير الى ان الحكومة الحالية قد يكون مصيرها مصير الاستحقاق الرئاسي وقد ينسحب الامر لاحقا على المجلس النيابي في ظل الكباش حول التمديد او الدعوة لاجراء انتخابات نيابية تتم للدعوة اليها انطلاقا من 20 آب كما طالب الجنرال ميشال عون بها كي لا يمدد المجلس لنفسه كما حصل إبان الحروب الاهلية لاكثر من عقد من الزمن.

وتضيف الاوساط ان زيارة المبعوث الاميركي السابق الى لبنان ريتشارد مورفي لبيروت والادلاء بدلوه في موضوع الاستحقاق الرئاسي محملا ديوك الموارنة مسؤولية شغور الكرسي الاولى والقائهم اللوم على الاخرين، فان هذه الزيارة لم تأت من فراغ، بل ربما كانت مقدمة تمهيدية للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري لبيروت ولقائه رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك مار بشاره بطرس الراعي وتداول معهم الشؤون المحلية الدقيقة والحساسة ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول اهداف الزيارة المعلن منها والمخفي، ولعل اللافت ان توقيتها جاء عشية الانتخابات السورية وتجديد البيعة للرئيس السوري بشار الاسد لولاية اخرى، وتولي الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر، ما يعني وفق المراقبين ان الخارجية الاميركية ارادت من زيارة كيري تأكيد دورها على الساحة المحلية التي حان الوقت لاخراجها من غرفة الانتظار ووضعها على سكة الحلول بعد انتهاء الانتخابات العراقية والمصرية والسورية والتي على اساس نتائجها ستبني واشنطن على الشيء مقتضاه في لبنان.

وتقول الاوساط ان زيارة كيري الخاطفة هدفها التأكيد على اولوية الاستقرار في لبنان لان الامن فيه خط اميركي احمر، ولا سيما ان المجريات السورية ستأخذ منحى تصعيديا خطرا بعد الانتخابات ما يقلق واشنطن من خلل امني على الساحة المحلية، لذلك سيذكر كيري المعنيين بأن دعم الادارة الاميركية للجيش اللبناني في سبيل مكافحة الارهاب مستمر، وان اتفاق «الطائف» ممنوع المساس به كونه صناعة اميركية سعودية بالدرجة الاولى وان اسقاطه سيخلق معضلة لا حل لها ويعيد عقارب الساعة الى الوراء خصوصا وان الاتفاق الذي بات دستورا قابل للتعديل في بعض المواد المختلف على تفسيرها كما ترى الادارة الاميركية انه حان الوقت لتمرير الاستحقاق الرئاسي.

وترى الاوساط ان زيارة كيري الخاطفة تصب في خانة عزل لبنان عن المجريات السورية، في ظل الفراغ الذي ضرب رأس الدولة لا سيما وان واشنطن وفق المراقبين لم تقف في وجه التمديد للرئيس ميشال سليمان وانها قالت كلمتها بفم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كون البديل لم يكن جاهزاَ لديها وان المعنيين اضاعوا الفرصة في انتخاب الرئيس العتيد، وانه حان الوقت لانجاز الاستحقاق حيث يسجل للسفير الاميركي دايفيد هيل حركة مكوكية بين بيروت وباريس والرياض وواشنطن لجمع الاوراق المبعثرة ووضع اسماء الطامحين للكرسي الاولى فوق الغربال، وان زيارة كيري تحمل في مضامينها رسائل الى جهات اقليمية على خلفية «نحن هنا» خصوصاً ان الادارة الاميركية بعد تجديد البيعة للأسد تخشى من دور لدمشق في اختيار الرئيس العتيد، لا سيما ان الانتخابات السورية التي جرت في السفارة السورية في لبنان اعتبرتها واشنطن رسالة واضحة اليها تقول ان لا احد يستطيع تجاهل الدور السوري على الساحة المحلية وان بمقدور القيادة السورية بعثرة الاوراق اذا لم تراعِ مصالحها وانها على الرغم من الاحداث لا تزال تمسك الارض وان الانتخابات التي جرت دليل على ذلك.