أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن «الدولة تبذل كل الجهود الممكنة لتأمين الافراج عن الأسرى والمخطوفين من افراد الجيش وقوى الأمن الداخلي»، مشيراً الى أن «الدولة لا تفرط بمصير ابنائها ولن تتخلى عنهم». وإعتبر أن «أحداث عرسال تهدد الوطن برمته».
اهالي الاسرى والمفقودين
وقال أمام لجنة أهالي الاسرى والمخطوفين من الجيش وقوى الأمن التي زارته في السراي الحكومي أمس، للاستفهام عن المساعي المبذولة للافراج عن العسكريين المفقودين والمطالبة بعدم توفير اي جهد لتحريرهم: «ما حصل في عرسال كاد يهدد الوطن برمته لأنه جاء في ظرف عصيب تمر به المنطقة، وفي وضع داخلي غير مستقر لم تفلح القوى السياسية حتى الآن في ايجاد حل له. ما جرى في عرسال لم يكن ابن ساعته، ونحن كنا نتوجس من الوضع في البلدة منذ فترة بسبب انتشار أعداد هائلة من النازحين السوريين فيها، لكن لم يكن أحد يتوقع أن يقوم المسلحون من داعش وغيرها بما قاموا به بهذه السرعة وبهذه الوحشية التي مارسوها على عرسال وأهلها وعلى الجيش وقوى الأمن».
وأكد أن «الأمور لم تكن لتنتهي بالطريقة التي انتهت اليها لولا القرار السياسي بالمواجهة»، منوها بدور الجيش. وشدد لأهالي المفقودين على أن قضية ابنائهم «لن تنام أو تتوقف»، داعيا اياهم الى «الصبر والتحمل والتنبه من محاولات استغلال مأساتهم واستثمار عواطفهم». وأشار الى أن «الجهود التي تبذل للافراج عن الموقوفين يجب ان تحاط بكثير من الدقة والعناية والتكتم لعدم تعريضها للخطر».
وفد اهالي عرسال
وكان سلام إستقبل أول من أمس في دارته في المصيطبة، تكتل الجمعيات الأهلية والمدنية ومخاتير وفاعليات بلدة عرسال، في حضور الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير. في بداية اللقاء أشاد سلام بأهل عرسال وصمودهم في وجه الهجمة الأخيرة التي تعرضت لها بلدتهم، معربا عن تضامنه معهم. وأكد حرص الحكومة على «تقديم كل ما يلزم لرفع الضيم عن عرسال وأهلها». ونبه من «الجنوح نحو إلباس مطالب أهل عرسال طابعا مذهبيا وطائفيا لإثارة المشاعر تحت ما يسمى تارة بالغبن وأخرى بالحرمان». وقال: «إن أبناء عرسال هم قدوة في المواقف الوطنية في البلد، ويسجل لهم أنهم استطاعوا أن يصمدوا ويثبتوا وحدتهم تحت سقف الوحدة الوطنية بعيدا عن أية مصالح خاصة أو فئوية أو سياسية»، مشيرا الى أن «من يحمي لبنان اليوم هم أهله وليس السياسة والسياسيين».
صمود الاهالي
أضاف: «أنا أثمن عاليا صمود أهل عرسال، وما سمعته من مطالب ليس أقل من الحاجات الحقيقية. أنتم تعلمون أن قدرات الدولة ليست بالكبيرة، وأنتم تطالبون بالحد الأدنى ومنه التعويض عما اصابكم أثناء الأزمة التي مررنا بها ورفد عرسال بما تحتاج لتقوية المناعة عندها». وأوضح أن «جزءا مما تعانيه عرسال عائد الى الاعداد الكبيرة للنازحين السوريين»، وقال: «عرسال أخذت الحصة الكبرى بإمكاناتها المتواضعة، ومع الأسف تم إستغلال الكرم والضيافة فيها بطريقة سلبية وتم توريط عرسال بمشكلة كبيرة. وبالمقارنة مع ما كانت عليه عرسال قبل اسبوعين حين كانت مخطوفة، فإن الاوضاع اليوم أفضل، علما أن الأمور مازالت دقيقة وحرجة وخطرة وتحتاج الى تحصين. يجب متابعة الوضعين العسكري والأمني كما يجب متابعة الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والعمرانية، وطبعا لا يمكننا ان نستكين وسنبذل جهدنا لمعالجة موضوع النازحين، وسنسعى جاهدين لتخفيف مسألة النزوح عن عرسال لنتمكن من معالجة وضعها بشكل أفضل ولنعطها فرصة بعد حالة الخطف التي عانت منها».