Site icon IMLebanon

سلام لخاطفي العسكريين: نملك أوراق قوة

الوساطة القطرية: مال وتسريع محاكمات.. وتجميد إعدامات

سلام لخاطفي العسكريين: نملك أوراق قوة

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس بعد المئة على التوالي.

وبرغم الظلام الدامس لبنانياً، سياسياً وأمنياً واجتماعياً وخدماتياً، أعطى الخرق السعودي ـ الإيراني جرعة للعاملين دوليا وإقليميا على خط الاستحقاق الرئاسي، فيما ينتظر أن يشكل الاجتماع الأول من نوعه بين وزيري خارجية السعودية سعود الفيصل وإيران محمد جواد ظريف، في غضون الأسبوعين المقبلين، فرصة لتنظيم جدول أعمال البلدين، بما يتضمنه من عناوين كثيرة، بينها الملف اللبناني الذي يبدو أنه لا يحتل أولوية عند الجانبين في هذه اللحظة الإقليمية!

وفيما بقيت قضية العسكريين المخطوفين «أولوية الأولويات» بحسب تعبير رئيس الحكومة تمام سلام، كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ«السفير» أن الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي زار السعودية غداة زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان لجدة، واجتمع بالوزير سعود الفيصل، وذلك في إطار استكماله مهمةً كان قد بدأها في كل من نيويورك وواشنطن وباريس ويفترض أن يتوّجها بزيارة العاصمة الايرانية، في محاولة لاستكشاف فرص الاستحقاق الرئاسي اللبناني، في ضوء الخرق السعودي ـ الايراني الأخير.

وقالت المصادر ان الفيصل كان حاسما في تكرار وضع «الفيتو» السعودي على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ونصح بانتقال الجميع من مربع المرشحين الموارنة الأربعة (عون وسمير جعجع وسليمان فرنجية وأمين الجميل) الى مربع المرشحين التوافقيين، وأشارت المصادر الى أن فتح الأبواب بين طهران والرياض يمكن أن ينسحب إيجابا على الموضوع الرئاسي اللبناني «لكن ليس في المستقبل القريب».

سلام لـ«السفير»: نملك أوراق قوة

سياسيا، استحوذ ملف المخطوفين العسكريين على اهتمام أمني وسياسي وديبلوماسي، فيما كانت «النصرة» و«داعش» تخوضان معركة إعلامية متقنة، هدفها إشعال الفتنة في الداخل اللبناني.

وقال مصدر لبناني واسع الاطلاع في بيروت لـ«السفير» إن القطريين اجتمعوا في الساعات الأخيرة بممثلين عن «النصرة» في القلمون وعادوا من هناك بانطباع مفاده تجميد أية محاولة للمس بحياة أي من العسكريين الـ13 الذين تحتجزهم وذلك لمدة شهر على الأقل، مقابل أمرين، أولهما غير معلن (دفع مبلغ قطري معين للخاطفين) وثانيهما، أن تبادر السلطات القضائية اللبنانية إلى تسريع محاكمات الإسلاميين في سجن روميه (تخفيف ما أمكن من الأحكام بحق غير المتورطين في قضايا جنائية).

وأوضح المصدر أن القطريين تواصلوا بطريقة غير مباشرة مع ممثلين عن «داعش» (يحتجزون 15 عسكرياً ودركياً على الأقل)، وثمة احتمال بأن يحصل لقاء بين الجانبين، وسيكرر القطريون عرضهم بتجميد أية إعدامات للعسكريين، مقابل التزامات معينة من الجانب اللبناني رفض المصدر الخوض فيها.

وأكّد رئيس الحكومة تمّام سلام لـ«السفير» أنّنا كنا منذ البداية أمام خيار الذهاب للتفاوض لتحرير العسكريين، «لكن ليس لدرجة اللهاث وراء الإرهابيين. نحن ايضا نملك أوراق قوة في التفاوض، لكن المطلوب من الأهالي مساعدتنا لا التهجم علينا، فهذه المعركة مفتوحة مع الإرهاب ويمكن ان يقوموا بأي عمل ولا شيء يردعهم، المهم ألا نضعف أمامهم وعلينا أن نعزلهم وألا ننزلق الى مطالبهم وشروطهم أو أن نستدرج الى الفتنة السنية الشيعية وهي أحد أهداف المجموعات التكفيرية من وراء الخطف».

وقال سلام لـ«السفير»: «اتصلنا بالدول الصديقة والشقيقة وخصوصا قطر وتركيا، وطلبنا مسعاهم مجددا، ولكننا لن نفصح عن أي معلومات تسيء الى المسعى المستمر»، وأشار الى أن لبنان «سيتأثر إيجابا بالتقارب السعودي ـ الإيراني»، وأبدى خشيته من الوصول بعد 20 تشرين الثاني المقبل إلى حالة فراغ كاملة إذا لم تحصل الانتخابات النيابية واذا لم يحصل تدخل خارجي لإجراء الانتخابات الرئاسية اولاً. وقال: «حتى الآن لا قرار خارجيا بالتدخل في الموضوع الرئاسي، وفي الوقت نفسه، هناك قرار بأن لا ينهار لبنان، لذلك صار وضعنا أشبه بوضع مريض يُعطى المصل والحقن لكن ممنوع عليه أن يُشفى نهائيا»، وأشار الى أن لا مصلحة لأي دولة بانهيار لبنان لان تداعيات انهياره ستمتد الى كل دول المنطقة القريبة والبعيدة.

وكان سلام قد ترأس، عصر أمس، اجتماع خلية أزمة المخطوفين، وتقررت خلاله مجموعة خطوات، غير أن اللافت للانتباه هو قرار أهالي المخطوفين بعدم الاجتماع برئيس الحكومة أو خلية الأزمة، وهي قضية ستعالج في الساعات المقبلة، علماً أن أهالي بعض العسكريين من لون طائفي معين شكلوا في الساعات الأخيرة وفداً زار بلدة عرسال والتقى مصطفى الحجيري (أبو طاقية) وحاولوا الحصول منه على ضمانات معينة!

يذكر أن بلدة عرسال، تسلمت مساء أمس، جثة ابنها الشهيد كايد غدادة الذي كان قد خطفه تنظيم «داعش» منذ نحو أسبوع من داخل البلدة، وأعلن أمس الأول عن قتله. وتوعدت عائلة غدادة التي تسلمت الجثة مصابة بطلق ناري في الرأس، في وقت سابق، بقتل عناصر من «داعش» في حال تأكدها من مقتل ابنها.