سلام لـ«المستقبل»: لبنان جزء من التحالف ضدّ الإرهاب
موقفان ميّزا الساحة المحلية أمس، الأوّل داخلي تمثّل في تأكيد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لـ«المستقبل» انّ «لبنان جزء من التحالف الدولي ضدّ الإرهاب ولا خيار أمامنا سوى مواجهته»، والثاني أممي على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دعا اللبنانيين عبر «المستقبل» إلى «تخطّي خلافاتهم وانتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الفراغ يتيح المجال لانتشار الإرهاب».
وفي حوار مع «المستقبل»، شدّد سلام على أنّ جميع اللبنانيين «متّفقون ولا يختلف اثنان على مواجهة الإرهاب لأنّه يستهدف الجميع، لا دين له ولا قيم، ولا خيار أمامنا سوى مواجهته». وأضاف انّ وزير الخارجية جبران باسيل «شارك في اجتماع جدّة قبل أيام باسم الحكومة اللبنانية وكنت على تواصل دائم معه، وقد وافقنا على القرارات التي اتخذت في هذا الاجتماع»، مؤكداً أنّ مواقف الحكومة اللبنانية «واضحة في هذا الصدد وهي مجمعة على وجوب مكافحة الإرهاب التكفيري والتدميري لأنّه يهدّد لبنان ووحدته، ومَن يشكّك بهذا الموقف يساهم بإضعاف لبنان ووحدته لأنّ سلاحنا الأمضى هو وحدتنا».
ولفت سلام إلى أنّ «لبنان يعاني من الإرهاب وأي استهداف لهذه الآفة وأي محاولة لوضع حدّ لها نستفيد منها لأنّنا متضرّرون من هذا الإرهاب الذي استهدفنا»، مؤكداً أنّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية «في قلب المواجهة مع هذا الإرهاب والحكومة تمنحهم الدعم الكامل وغير المشروط، ونسعى إلى الحؤول دون حصول أي تشكيك بدور هذه القوى أو بدور الحكومة، وإفشال أي محاولة لخلق إشكالات بين الدولة والأهالي بدلاً من أن يبقى عدوّنا واحداً وهو هؤلاء الإرهابيين الذين استباحوا سيادتنا وخطفوا جنودنا».
وأكد أنّه سيتابع مع القيادة القطرية «مساعيها المشكورة لتحرير العسكريين»، خلال زيارته للدوحة غداً التي اعتبرها «استكمالاً للعلاقات الوطيدة ولدور قطر المميّز الذي ظهرت مفاعيله في قضيتي أعزاز وراهبات معلولا»، موضحاً أنّه سيقوم بزيارات إلى دول عربية أخرى «لا بل سأسعى لزيارة كل الدول العربية»، من البحرين إلى الامارات إلى مصر والأردن وسلطنة عُمان وغيرها.
كي مون
ومن نيويورك أطلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صرخة ضدّ الفراغ الرئاسي في لبنان، معتبراً أنّه «يتيح المجال لانتشار الإرهاب». وقال لمراسلة «المستقبل» الزميلة سارة مطر خلال استقباله في مكتبه «مجموعة الـ15» التي تشارك في «برنامج زمالة رهام الفارا للصحافيين» أنّه يأمل «أن يتخطّى السياسيون اللبنانيون خلافاتهم وانقساماتهم وأن يتوحّدوا وينتخبوا رئيساً للجمهورية». أضاف: «انّ ما تنتظره المجموعة الدولية لدعم لبنان التي ستعقد اجتماعاً لها في 27 الجاري هو انتخاب رئيس»، وقال: «من المؤسف أن يكون لبنان لا يزال يشهد فراغاً رئاسياً منذ أيار الماضي موعد مغادرة الرئيس ميشال سليمان القصر، ومن الصعب أن تتحمّل الحكومة وحدها الأعباء الأمنية والهموم المعيشية والاجتماعية، وهذا ما يتيح المجال لانتشار الإرهاب».
وردّاً على سؤال قال كي مون إنّ المجموعة الدولية «تتحلّى بإرادة جيّدة تسعى عبرها إلى تخفيف عبء اللاجئين السوريين، بعد أن تخطّى عددهم في لبنان المليون لاجئ، وهذا عبء كبير على الحكومة اللبنانية، والأمم المتحدة تساعد في هذا المجال. كما أنّ المجموعة الدولية تأخذ في الاعتبار ما يملكه لبنان من حضارة وتاريخ عريق وموارد بشرية ناجحة لا يجب خسارتها بسبب الخلافات».
الهيئات الاقتصادية
صرخة كي مون من نيويورك تزامنت مع صرخة مدوية للهيئات الاقتصادية في بيروت تحت شعار «انتخبوا رئيساً كي تبقى لنا جمهورية». وحذّرت في مؤتمر صحافي عقدته أمس لهذه الغاية من أنّ استمرار الشغور في الرئاسة الأولى «يهدّد بضرب كيان الدولة».
واعتبر رئيس الهيئات عدنان القصّار أنّ تمنّع النواب عن انتخاب رئيس «طعنة قاتلة في صميم الديموقراطية»، وهو ما أكده رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، محذّراً من أنّه «إذا إنهار الاقتصاد فلن تستطيع أي إجراءات أمنية منع الانفجار الاجتماعي القادم».