سلام مرتاح لإنتاجية مجلس الوزراء والإجماع حول الهبة السعودية
الإفادات غداً .. والإدعاء على جمعة يصعّب مفاوضات العسكريين .. وتوقيف مشغل «أحرار السنة»
من دون أي تحفظ او اعتراض، وافق مجلس الوزراء على الهبة المالية السعودية التي وجّه بصرفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمصلحة الجيش اللبناني والقوى الامنية وأكد مصدر وزاري ان الهبة توزعت بين الجيش بحصة 500 مليون دولار والرقم نفسه للقوى الامنية الاخرى.
وتوقع المصدر تنفيذاً سريعاً بدءاً من الاسبوع المقبل، وفي ضوء مشاورات الرئيس سعد الحريري الموجود في جدة مع القيادة السعودية، التي طلبت اليها الاشراف على صرف هذه الهبة.
ففي جلسة اتسمت بـ«الالفة والتوافق والانتاجية» تمكنت بعد سبع ساعات متواصلة من المداولات والمناقشات من قبول هبة المليار دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية دعماً لمكافحة الارهاب والتطرّف وتعزيز دور القوى العسكرية والامنية في تثبيت الاستقرار واقرار 80 بنداً منها المالي والاداري والخدماتي، بما فيها «المحافظة على الانواع المهاجرة من الطيور الجارحة في افريقيا واوروبا وآسيا، بعد الموافقة على مشروع قانون بفتح اعتماد اضافي بقيمة 450 مليار ليرة لبنانية في موازنة عام 2014 لتغطية العجز الحاصل في اعتماد معاشات التقاعد.
ومع ذلك، ضاعفت ازمة احتجاز العسكريين اللبنانيين لدى «الجماعات المسلحة» التي غادرت عرسال الى الجرود المتصلة بالحدود السورية من قلق الوزراء، فضلاً عن اجازة المجلس لوزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب «تجرّع الكأس المرة في اصدار افادات الالتحاق بالجامعات داخل وخارج لبنان، بدءاً من يوم غد لطلاب الشهادات الرسمية (بريفيه + شهادات التعليم الثانوي بفروعها الاربعة)، بعد ان تعذر اقناع الاساتذة ولجان التصحيح، بتصحيح المسابقات واعطاء الشهادات الرسمية، الذين ربطوا بين اقرار السلسلة والعودة الى تصحيح المسابقات.
وحيث تعذّر الاتفاق، تأجل اقرار عقود سوكلين الى جلسات لاحقة، بعد الاعتراض عليه من بعض الوزراء حيث تكتم المصدر عن كشف هويتهم، على ان تعقد جلسة تخصص لموضوع النفايات الصلبة ومطمر الناعمة مع ادراج الترخيص لجامعات خاصة اوانشاء بعض الفروع في 19 الجاري.
سلام: التضامن الحكومي
الرئيس تمام سلام، حرص خلال المناقشات لا سيما ما يتصل بالاوضاع السياسية والامنية ووضع العسكريين المخطوفين، على ابقاء التضامن الوزاري عنواناً للمرحلة المقبلة، وعدم تعريضه لأي اهتزاز.
وأكد الرئيس سلام في مستهل الجلسة، ان الاولوية تبقى في السعي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وان انتخاب مفتٍ جديد، كان له صدى ايجابي وطيب لدى المسلمين واللبنانيين.
وجدّد سلام على ضرورة توحيد الموقف من موضوع عرسال، وكيفية معالجة موضوع الاسرى العسكريين، حيث لا تساهل ولا توفير اي جهد او اتصال لاستعادتهم دون قيد او شرط، مشدداً على الدعم العربي والدولي للحكومة في مواجهة الارهاب والتطرّف، وحيث ان الهبة السعودية تشكل تعبيراً عملياً عن دعم لبنان واستقراره ووحدته.
وابدى الرئيس سلام لـ«اللواء» ارتياحه للمناقشات بجدية التي دارت على مدار السبع ساعات واقرت مجموعة مهمة من القرارات لعل ابرزها الموافقة على الهبة السعودية والتي لاقت ترحيباً من كل الوزراء دون استثناء.
الهبة السعودية
كشفت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن النقاش حول الهبة العينية المقدمة من المملكة العربية السعودية بما يعادل مبلغ مليار دولار أميركي لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة كان تقنياً، ولم يسجّل أي اعتراض أو ملاحظات، ووافق المجلس عليها دون أي تحفّظ.
كما استعرض المجلس الأسباب التي تحول دون تسييل هبة المليارات الثلاث السابقة.
وقالت المصادر أن البحث تركز حول ما إذا كانت الهبة مالية أم عينية، فإذا كانت مالية يجب أن تدخل في الميزانية، وإذا كانت عينية يتم إقرار مبدأها، وثم قبولها كهبة عينية.
وأشار المصدر الوزاري الى أن إقرار مجلس الوزراء بناء لاقتراح وزير العمل سجعان قزي مرسوم المنح المدرسية وكذلك إنشاء دائرة عمل ثانية للأجانب في جبل لبنان من شأنه أن يساهم في الاسراع في إنجاز المعاملات ويخفف عن المواطنين أعباء التنقل.
عرسال
وفي موضوع عرسال جرى عرض للوضع القائم، وكان هناك نقاش مطول حول ما جرى، وانتهى هذا النقاش بأن الوضع في هذه المنطقة غير مطمئن على المدى البعيد.
وأعرب المصدر عن قلقه من دخول ملف الرهائن العسكريين لدى المجموعات المسلحة دهاليز المفاوضات التي لا يعرف أحد كيف تنتهي.
وعلمت «اللواء» أن ملف إغاثة عرسال لم يتم التطرق إليه بعد أن أجّل الاجتماع الذي كان مخصصاً للجنة إدارة الأزمة بسبب جدول أعمال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على أن تعقد اجتماعها يوم الثلاثاء المقبل للتدارس بشأن كيفية تنسيق الجهود والتعويضات والإغاثة.
ملف العسكريين المخطوفين
وكشف وزير بارز أن مجلس الوزراء تحاشى الدخول في تفاصيل تتعلق بمفاوضات استعادة العسكريين المفقودين والمحتجزين لدى «الجماعات المسلحة». وقال المصدر أن الرئيس سلام وصف الوضع بالحساس والخطير، مبدياً رغبته في عدم النقاش فيه، وتركه الى ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات من نتائج.
من جهته أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن موقف الحكومة الصارم أدى الى السيطرة على الوضع الميداني، مع أن خطف العسكريين أمر مقلق، لافتاً الى أن أي مناقشة للظروف والمسببات لهذه الأحداث يمكن أن تتم بعد انتهاء العمليات العسكرية.
ولكن مصادر حكومية أبدت انزعاجها من الطريقة التي تعالج بها قضية العسكريين المحتجزين، والتي اتخذت طابع الاستغلال السياسي بشكل لا يخدم الجهود المبذولة لمعالجة هذه القضية وإيصالها الى النهاية السعيدة.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس سلام أهالي العسكريين غداً لإطلاعهم على آخر تطورات هذه المسألة.
طرابلس
ومن خارج جدول الأعمال، حضرت طرابلس من باب التجني عليها وعلى تاريخها في العيش المشترك، عبر نشر بيانات ومعلومات تتعلق بمنع أصحاب محلات الصاغة والمجوهرات من بيع الصلبان، حيث أخذ مجلس الوزراء علماً باستنكار الوزيرين رشيد درباس وأشرف ريفي ما تتعرض له المدينة من افتراءات، والتأكيد أنها ستبقى مدينة العيش المشترك.
وفي مداخلته، دحض الوزير درباس هذا الكلام، ووصف ما يحكى عن منع بيع الصلبان منقوشة عليها صورة العذراء أو إقدام رئيس البلدية على منع بيع الكحول، بأنه كاذب، معلناً أنه لطالما كانت طرابلس تفتخر بالصلبان وأن واجهات محالها تزدان بها منذ عقود وحتى اليوم، متحدثاً عن إشاعات مغرضة تصدر بحق المدينة بفعل الإعلام ولا سيما في ما خص عن وجود «داعش» فيها.
وأكد درباس في مداخلة أخرى له أن رئيس بلدية المدينة لا يحسن التوقيت في قراراته.
وشارك الوزيران أليس شبطيني وروني عريجي بهذا الاستنكار، وطالب وزير الثقافة (عريجي) في مداخلته بالتأكد مما نشر وإعلان صدقه أو كذبه، وفي حال صحته اتخاذ قرارات حاسمة وعدم السماح بذلك لا سيما بالنسبة لبيع الصلبان.
مساعدات عسكرية
أميركية قريباً
وفي سياق الدعم للجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب والتطرف، أعلن السفيرالأميركي في بيروت ديفيد هيل، بعد الاجتماع الى الرئيس سلام في السراي الكبير أن بلاده قررت تقديم مساعدات الى الجيش خلال «الأسابيع المقبلة»، مشيراً الى أنه «استجابة لطلب الجيش اللبناني لمساعدة طارئة لحماية لبنان (…) أطلعت للتو رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل – كما يسرني أن أعلن – أن الولايات المتحدة ستقدم قريباً إخيرة إضافية وعتاداً لعمليات الجيش اللبناني القتالية، الهجومية منها والدفاعية».
ووعد ببدء وصول المساعدات «خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتستمر خلال الأشهر القادمة»، مؤكداً أنها ستعزز قدرة الجيش «على تأمين حدود لبنان، وحماية الناس (…) ومحاربة هذه الجماعات المتطرفة العنيفة».
إنجاز أمني مهم
وفي إنجاز أمني بالغ الأهمية، تمكنت شعبة المعلومات من توقيف مشغّل «موقع أحرار السنّة» ببعلبك في منطقة بعلبك، وهو من مواليد عام 1995، ولا يتعدي عمره 19 عاماً.
وكشف مصدر أمني أن الموقوف يدعى حسين الحسين ونقل الى المديرية العامة في بيروت للتحقيق معه، واعترف لدى التحقيق معه «بتشغيله الموقع».
وحسب المصدر إيّاه فإن الحسين «كان فاتح على حسابه»، وأي منظمة لا تقف وراء حسابه، وكان قيد المراقبة منذ فترة لغاية توقيفه.
وقال مصدر مسؤول لـ «اللواء» أن هذا التوقيف يعد انجازاً في غاية الخطورة لأنه يؤدي الى نزع الفتنة، سيما وأن صاحب الموقع لم يكن يملك سوى جهاز كمبيوتر.
الادعاء على علي جمعة و42 سورياً
وفي تطور قضائي، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 43 سورياً بينهم عشرة موقوفين على رأسهم الموقوف عماد جمعة الذي تسبب باندلاع المعارك في عرسال في 2 آب الجاري بين الجيش اللبناني والجماعات المسلحة، بجرم الانتماء الى تنظيمات ارهابية مسلحة والقيام باعمال ارهابية والسعي للسيطرة على مناطق لبنانية لاقامة امارتهم». ويشمل الادعاء «قتل عسكريين ومدنيين، ومحاولة قتل عسكريين وتخريب آليات عسكرية والحاق الاضرار بها بالممتلكات والابنية الخاصة والعامة»، وهي تهم قد تصل عقوبتها الى الاعدام، بحسب المصدر، واشار المصدر الى ان الموقوفين باستثناء جمعة هم «من المشاركين في المعارك في عرسال».
ووصف الشيخ حسام الغالي من «هيئة العلماء المسلمين» التي تتولى مفاوضة المسلحين في جرود عرسال، لتحرير العسكريين المخطوفين القرار القضائي اللبناني بأنه رسالة سيئة للخاطفين، معتبراً انه لا يمكن الاستمرار بالمفاوضات في اجواء تقوم بها القوى الامنية بالمداهمات في تجمعات اللاجئين السوريين.
وافادت محطة «ال بي سي» ان مجموعة ابو حسن الفلسطيني الذي قتل خلال معارك عرسال هي التي تحتجز 7 جنود من الجيش وهي التي ارسلت فيلم فيديو لهم لرئاسة الحكومة.
واشارت الى ان المجموعة التي تحتجز الجنود السبعة تتحدث من ضمن مطالبها عن عشرة موقوفين تطالب بالافراج عنهم وان اسماءهم سلمت لاحد الوسطاء.
الكهرباء: تقنين زائد وخيم!
في ملف حيوي آخر، شهدت فصول المواجهة بين مؤسسة كهرباء لبنان والمياومين وجباة الإكراء أمس احتكاكاً كلامياً وتصعيداً لافتاً، الامر الذي ضاعف ساعات التقنين في بيروت والمناطق.
ففي حين أكد مدير عام مؤسسة الكهرباء كمال حايك خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في معمل الذوق الحراري تمسّكه بالقانون وعدم امتثاله لمطالب المياومين مهما كانت الظروف وكرّر إصراره على أن مقولة الدخول الى الملاك غير موجودة في القانون جاء رد المعتصمين فوري إذ سارعوا الى التأكيد أن «تهديدهم بالقانون لن يمنعهم من متابعة الحملة حتى نيل مطالبهم كاملة».
وبموازاة مؤتمر حايك الصحافي تابع المياومون وجباة الإكراء تحرّكهم فنصبوا الخيم أمام مكتبه داخل المؤسسة وأكدوا عدم تراجعهم مهما وصلت اليه الأمور حتى تثبيتهم جميعاً.
وعن التفاوض مع المعتصمين، أكد حايك أن لا تفاوض إلا من مكاتبنا في مؤسسة كهرباء لبنان وبكرامتنا ملوحاً بالتوجه الى القضاء وهذا امر تريّثت به كثيرا لكن في النهاية قد لا يكون هناك حل آخر». (راجع ص 6)