Site icon IMLebanon

سلام يخاطب العقول

جاء كلام الرئيس تمام سلام، ليل أمس، في رسالته الى اللبنانيين، من منطلق معلومات توافرت حول «استعدادات» من شأنها أن تدخل البلاد في فتنة كبيرة.

لذلك اختار كلامه بعناية فائقة وخاطب عقول اللبنانيين وبالذات عقول أهالي العسكريين الشهداء والمخطوفين، فركّز على بضع حقائق أساسية:

أولاً- المعركة هي مع الإرهاب الظلامي الذي لا يفهم إلاّ بلغة الذبح.

ثانياً- المعركة طويلة.

ثالثاً- بعض أماكن تجمّع النازحين السوريين تحوّلت الى بؤر خرج منها إرهابيون، ولكن التصدّي لهذا الوضع هو من مسؤولية الدولة وليس من مسؤولية أي طرف آخر.

أمام هذا الواقع ما هو المطلوب؟

رئيس مجلس الوزراء حدّد المطلوب بوضوح كامل:

أولاًـ اللبنانيون مدعوّون اليوم الى التمسّك بنهج التصدّي للفتنة التي يسعى إليها الإرهابيون لضرب السلم الأهلي.

ثانياً- يجب عدم الوقوع في الفتنة المذهبية بالذات.

ثالثاً- الشكر الذي وجهه الى «كل الدول العربية التي تساعدنا» ومنوّهاً بأمير قطر الذي يلعب دوراً مهماً لدى المتطرفين.

رابعاً- للإعلام دور كبير في هذه المرحلة الحساسة وبالذات بضرورة الإبتعاد عن إثارة الحساسيات والمشاعر.

خامساً- اللبنانيون مدعوّون الى رصّ الصفوف «لوقف موجة الإرهاب الظلامي على وطننا».

ولكن لبنان ليس في حال يأس رغم خطورة المرحلة ووقتها وصعوبة الأزمة، لذلك طمأن الرئيس سلام اللبنانيين (وعبرهم العالم كلّه) الى الآتي:

أولاً- ليس لبنان في موقع ضعف.

ثانياً- بين أيدينا عناصر قوّة.

ثالثاً- الجيش لن يتخلّى عن أبنائه وسيعيدهم الى مؤسّسة الشرف والتضحية والوفاء.

رابعاً- لن تضعف إرادتنا.

خامساً (وهنا بيت القصيد)- لبنان لن ينكسر.

تلك هي مضامين الرسالة التي وجهها رئيس مجلس الوزراء الى اللبنانيين، وقد تكلّم فيها بصدق وواقعية… ولم يتوجّه الى المشاعر ليدغدغها، بل توجّه الى العقول كما قلنا، ليحفزها على التمعّن بحقيقة الأزمة، ثم ليحثها على أن يعمل أصحابها على درء الفتنة.

وفي تقديرنا أنّ أضعف الإيمان التجاوب مع هذه الدعوة الصادقة… ولعلّ في ما صدر عن والدَيْ الجنديين الشهيدين علي السيّد وعباس مدلج من مواقف وطنية يثبت أنّه لا يزال في هذا الوطن مكان للعقل بالرغم من كل دواعي الإستثارة.!