Site icon IMLebanon

سليمان «يغرّد» خارج سرب التمديد.. و«الداخلية» نحو إجراءات تواكب عودة الخليجيين

سليمان «يغرّد» خارج سرب التمديد.. و«الداخلية» نحو إجراءات تواكب عودة الخليجيين
«السلسلة» في مخاضها الأخير.. و«التنسيق» تحشد لإجهاضها

 

عشية المحاولة الرابعة لالتئام دورة الإنتخابات الرئاسية الثانية، تتجه الأنظار اليوم إلى ساحة النجمة حيث تلتئم الهيئة العامة لمناقشة وإقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب. وإذ تقاطعت معلومات نيابية لـ«المستقبل» عند ترجيح بلوغ المشروع مخاضه الأخير خلال الجلسة فتبصر النور سلسلةٌ متوازنة الحقوق والإمكانات والإصلاحات، تحشد على ضفة الشارع المقابل هيئة التنسيق النيابية لما وصفته «انتفاضة شعبية» بغية إجهاض محاولات إقرار السلسلة وفق صيغة التعديلات التي أدخلتها اللجنة النيابية. وفي الغضون برزت على صعيد متصل بالوضع الأمني، معلومات صحافية تحدثت عن عودة مرتقبة لرعايا المملكة العربية السعودية إلى لبنان على أبواب موسم الإصطياف، وكشفت مصادر وزارة الداخلية لـ«المستقبل» أنّ الوزير نهاد المشنوق سيعقد اليوم اجتماعاً مخصصاً لبحث هذا الملف و«الإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة عودة الرعايا الخليجيين إلى لبنان»، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ المشنوق يعتزم القيام بجولة خليجية خلال الشهر الجاري.

رئاسياً، ومع دخول المهل الدستورية أيامها العشرة الأخيرة، يبدو الجميع مترقباً محطة 25 أيار بوصفه يوماً مشؤوماً سيتربع فيه الشغور على رأس الجمهورية ما لم ينجح مسعى ربع الساعة الأخير وسط تضاؤل منسوب الخيارات إلى خيار وحيد لا يزال «نصاب» تحقيقه مستعصياً، وهو «الإنتخاب»، حسبما أكد الرئيس أمين الجميل أمس من قصر بعبدا. بالتزامن برزت «تغريدة» لرئيس الجمهورية ميشال سليمان خرجت عن سرب «مشاريع تمديد الولاية» وعبّرت عن توقه إلى بلوغ 25 أيار وانتظار «مجيئه بفرح»، في حين لفتت كلمة للبطريرك الماروني بشارة الراعي مساءً لمناسبة اختتام مؤتمر «مذكرة بكركي مشروع وطن» وضع فيها النواب أمام «واجبهم الوطني الخطير» وحضّهم على انتخاب رئيس «ينطلق من حيث بلغ فخامة الرئيس سليمان» معرباً في المقابل عن رفض مطلق لـ«الفراغ في سدة الرئاسة لأنه يقصي المكون المسيحي عن السلطة الميثاقية ولو ليوم واحد»، وحمّل الراعي «المتسببين به نتائجه التاريخية الوخيمة»، مشدداً على أنّ «كرامة لبنان واللبنانيين تأبى بكل شدة أن ترى أبواب القصر الجمهوري مقفلة في 25 أيار».

وكانت كتلة «المستقبل» قد أكدت أمس خلال اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة رفضها «الشغور في موقع الرئاسة عموماً، وعلى وجه الخصوص في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد والمنطقة»، داعيةً في المقابل «فريق 8 آذار إلى إعلان مرشحه من أجل خوض التنافس الإنتخابي» مع مرشح قوى 14 آذار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في سبيل «تلافي الوقوع في مطب الشغور».

هيل

أما على المستوى الديبلوماسي المواكب للاستحقاق الرئاسي، فقد نقل مشاركون في الغداء الذي أقامه منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد للسفير الأميركي دايفيد هيل لـ«المستقبل» أنه وفي معرض التداول في ملف الإستحقاق الرئاسي واحتمال الشغور في سدة الرئاسة الأولى «تمت مناقشة إقتراح البطريرك الماروني أن يستمر الرئيس سليمان في منصبه إلى حين انتخاب رئيس جديد، وجرى الخوض في تفاصيل متعلقة بهذا الاقتراح لا سيما منها ما يتصل بالمهلة الزمنية الواجب اعتمادها ما إذا كانت ستة أشهر أو سنة أو غير محددة الأجل»، وكشف المشاركون في الغداء أنّ «السفير الأميركي أكد عدم ممانعة بلاده هذه الفكرة طالما أنها تمنع الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، إلا أنّ النقاش في هذا الموضوع عاد فخلص إلى وجود عقبة رئيسة تحول دون تحقيقه وهي تكمن في رفض «حزب الله» القاطع للاقتراح لا سيما وأنّ اعتماده يحتاج إلى تعديل دستوري بموافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب».

«السلسلة»

في المواقف، طغت عشية انعقاد الهيئة العامة المناقشات التي عقدتها الكتل النيابية لاتخاذ الموقف من جلسة اليوم. وإذ آثرت كتلة «التنمية والتحرير» إثر اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري عدم الإفصاح عن موقفها حيال السلسلة وسط تأكيد أعضائها رفض زيادة نسبة الضريبة على القيمة المضافة، أكدت مصادر «جبهة النضال الوطني» لـ«المستقبل» أنّ الكتلة ستتخذ قرارها من التصويت أو عدمه لمشروع السلسلة «في ضوء مناقشات الجلسة العامة»، وكشفت المصادر أنّ أعضاء الكتلة سيعقدون مؤتمراً صحافياً صباح اليوم لإيضاح الموقف من هذا الموضوع، معبرةً في هذا الإطار عن «تحفظ لا يزال موجوداً حول بعض التعديلات التي أدخلت على المشروع من دون أن تلامس الإصلاح الحقيقي والجدي في عدد من البنود كالأملاك البحرية على سبيل المثال»، وجددت المصادر في المقابل التشديد على موقف «الجبهة» المتمسك بضرورة إقرار «إصلاحات أساسية بالإستناد إلى البنود الـ14 التي وضعها النائب وليد جنبلاط كخارطة طريق إصلاحية في مشروع السلسلة».

أما كتلة «المستقبل» النيابية، فوجهت دعوة صريحة إلى الهيئة العامة «للعمل على إقرار سلسلة الرتب والرواتب»، وشددت في هذا الإطار على وجوب تأكيد «حقوق العاملين في القطاع العام من إداريين وعسكريين وأساتذة بشكل عادل ومتوازن مع المحافظة على التوازن المطلوب بين مداخيل السلسلة وتكاليفها الفعلية وعلى الاستقرار المالي والنقدي» في البلد، مع إشارتها إلى أنّ «إقرار السلسلة ينبغي أن يترافق مع تنفيذ سلة متكاملة من الإجراءات الإصلاحية التي تؤدي إلى تعزيز الانتاج (…) وتسهم في وقف الهدر والتسيب واستعادة دور الدولة وهيبتها».

على صعيد منفصل، أبدت الكتلة إستنكارها الخروق الإسرائيلية وطالبت وزارة الخارجية بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن، كما استنكرت «عدم تحرك وزارة الخارجية في مواجهة الكلام الصادر عن مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران الفريق يحيى رحيم صفوي والذي نشر عبر وكالة «فارس» للأنباء، واعتبر فيه أنّ حدود بلاده هي جنوب لبنان»، مع تحذيرها من أنّ «هذا الكلام يرتب معطيات خطيرة تمس سيادة لبنان ووحدة أراضيه».