Site icon IMLebanon

شبكة إرهابية بدأ العمل على تفكيكها والقبض على أفرادها مجلس الوزراء الخميس والمرحلة المقبلة للاستثمار في الأمن

تجاوز لبنان التفجير الارهابي الذي حصل الجمعة عند حاجز قوى الامن الداخلي في منطقة ضهر البيدر، فعاش عطلة نهاية اسبوع أكثر من عادية وأحيت بيروت ومناطق اخرى عيد الموسيقى وعيد الأب.

وفيما تتابع الاجهزة الامنية التحقيقات مع الذين أوقفتهم في الحمراء وبينهم فرنسي أصله من جزر القمر، كان رئيس الوزراء تمّام سلام يطمئن من الكويت الى ان “لا مجموعات ارهابية في لبنان انما خلايا نواجهها ونضع حداً لها، وان الوضع الامني مستقر، وحادثة ضهر البيدر عابرة وقد شهدنا أكبر منها”.

مجلس الوزراء

الى ذلك، يوجه سلام اليوم دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل بعد الاتفاق على تسيير عمل الحكومة في ظل الشغور الذي يركز رئيس الوزراء على مخاطر استمراره وتقدمها على ما عداها من الملفات حتى الملف الامني.

ويقضي الاتفاق كما افادت “النهار” قبل أيام على تكوين خلية حكومية من وزراء يفوض اليهم زملاؤهم في الكتل المختلفة ان يوقعوا مع رئيس الوزراء المراسيم التي تتطلب توقيع رئيس الجمهورية. وكذلك ان يوزع جدول الاعمال على الوزراء قبل 72 ساعة من موعد الجلسة، ويحق للوزراء في الساعات الـ 48 الاخيرة طلب سحب اي موضوع خلافي من الجدول، وبذلك يتأمن سير الحكومة بالحد الادنى ويحميها من تفجر أو تعطيل داخليين.

ومن المقرر تثبيت منهجية العمل التي ستعتمد والتي كانت موضع مشاروات. وكان الانطلاق لاعداد هذه المنهجية من النصوص الدستورية إضافة الى اختيار مجموعة من سبعة وزراء يمثلون الاتجاهات السياسية في الحكومة ليوقعوا القرارات التي يصدرها مجلس الوزراء، الى توقيعيّ رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء والوزير المختص، الا اذا كان الوزير المختص من مجموعة السبعة. ولا بد من انتظار الايام القريبة لمعرفة ما اذا كانت هذه المنهجية ستعتمد نهائياً أم ان هناك حسابات أخرى.

الكويت

وفي الكويت التي عاد منها ليلا، استرعت الانتباه المواقف التي اطلقها الرئيس سلام من الملفات الداخلية أو المحيطة، إذ كشف عن تبلغ لبنان معلومات من الخارج عن أعمال أمنية تعد للبنان دفعت الاجهزة الامنية الى التحرك بقوة وفاعلية لإستباق حصول أي إخلال بالامن، كما رفض توصيف عناصر “داعش” الموجودة في لبنان بالمجموعات، مشيراً اليها على أنها خلايا وهي موجودة في كل مكان وليس فقط في لبنان.

وعن قرار دولة الامارات العربية المتحدة حظر السفر الى لبنان، قال إن الامور تحت السيطرة الى حدود بعيدة والحوادث محدودة ومحصورة وليست مسلسلا، وناشد دول الخليج ألا تقسو على لبنان وان يطمئن الخليجيون ويعودوا، مشيراً الى ان كثيرين من الكويتيين والسعوديين يأتون الى لبنان ولم ينتظروا قرار السماح، وهذا ما سمعته من المسؤولين الكويتيين.

وقد لخصت مصادر وزارية نتائج زيارة رئيس الوزراء للكويت بتوجيه رسائل دعم سياسية تلقاها من أمير الدولة ورئيس مجلس وزرائها، فضلا عن دعم من الصناديق الكويتية التي ابدى مسؤولوها إستعدادا للمساعدة ولكن مقابل معالجة المشاكل التي تعترض وصول المساعدات والمتمثلة في مسألة التشريعات العالقة في مجلس النواب.

ولاحظ المراقبون ان الرئيس سلام عقد مؤتمره الصحافي في الكويت من غير ان يكون الى جانبه رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح.

برّي والأمن

من جهة اخرى، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره وبعد الوقائع الامنية التي ظهرت في الايام الاخيرة في بيروت والمناطق، إن “المطلوب الأن هو الاستثمار في الامن. وسأدفع وادعو الحكومة الى تطويع ثلاثة آلاف جندي في الجيش وألف في قوى الامن الداخلي وألف في الامن العام. صحيح ان هذا الامر يحتاج الى اموال من أجل تطويع هؤلاء، لكن الارقام التي ستدفعها الدولة تبقى أقل من التكلفة والخسارة المادية التي ستتكبدها في موسم سياحي”.

واضاف ان “الاستثمار في الامن يدفع الجماعات الارهابية وكل من يفكر في الاعتداء على لبنان الى التفكير أكثر، ولن نقبل ان تكون اجهزتنا مكسر عصا، وفي حال لجوئنا الى هذا الفعل والخيار سيحسب الارهابيون والتكفيريون الف حساب قبل اقدامهم على مثل هذه الافعال”.

واعتبر ان “لا مبالغات في التحذيرات والاحتياطات التي اتخذت. ولا نخفي اذا قلنا ان ثمة معلومات وصلت الى الاجهزة المعنية وكان مصدرها الاستخبارات الاميركية وجهات غربية اخرى”.

وخلص الى أن “امتدادات ما يجري في الاراضي العراقية سينعكس على الملفات الداخلية في لبنان وعلى الاستحقاقات ومنها رئاسة الجمهورية، والمطلوب من الجميع هنا التعاون والوقوف في وجه ما يهدد بلدنا”.

الامن

وعلمت “النهار” من أوساط وزارية ان المعلومات التي تحركت على أساسها الاجهزة الامنية مصدرها الولايات المتحدة، كما ان السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل اتخذ اجراءات احتياطية فألغى كل مواعيده، فيما وجهت السفارة تعليمات الى الرعايا باتخاذ جانب الحيطة والحذر. وفي المعلومات أيضا ان ثمة شبكة ارهابية بدأ العمل على تفكيكها والقبض على افرادها وهذا يتطلب بعض الوقت من غير ان يكون هناك سبب للذعر والتضخيم. وتبيّن من التحقيقات والمعطيات ان سفارات دول في المنطقة تجنّد العناصر في أوروبا وهم من أصول افريقية شمالية للقتال والعمليات في المنطقة. وقد تمكنت سفارة واحدة على سبيل المثال من تجنيد 1800 عنصر من أصل تونسي، مما أثار تحركاً من الدول المعنية التي تعتبر هذا العمل بمثابة تشويه لسمعتها. وهذا الامر يبيّن ان الامر لا يتصل بتنظيم “القاعدة”. في المقابل، يبدو ان الجيش على اطلاع مباشر على هذه المعلومات التي توفرها دول كبرى من اقمارها الاصطناعية في الشرق الاوسط. وهذه المعلومات تفيد ان لبنان لن يكون مسرحاُ لاعمال أمنية شبيهة بالعراق، لكنه سيواجه اعمالاً ارهابية باتت الاجهزة الامنية في المرصاد لها وآخرها التفجير الانتحاري في ضهر البيدر الذي تأكد ان منفذه سوري الجنسية ولم يكن يستهدف شخصية سياسية أو امنية بل تجمعات بشرية.

مصدر عسكري

وأبلغ مصدر عسكري “النهار” ان مخابرات الجيش تمكنت أمس من توقيف المجموعة اللبنانية – السورية التي تنتمي الى “جبهة النصرة” عند حاجز حربتا – اللبوة في البقاع الشمالي، وأحد افرادها هو اللبناني عمر مناور الصاطم ابن عم الانتحاري قتيبة الصاطم الذي فجّر نفسه في حارة حريّك بالضاحية الجنوبية لبيروت. وأوضح المصدر ان مخابرات الجيش كانت ترصد المجموعة من لحظة تشكّلها في طرابلس الى حين صدور الاوامر اليها من “جبهة النصرة” بالتوجه الى سوريا للقتال هناك، مما أدى الى توقيفها عند حاجز حرستا – اللبوة واخضاع افرادها للتحقيق. ووصف المصدر الاوضاع الامنية بأنها “جيدة” مقارنة بما يجري في المنطقة، لكن هذا لا يعني التخلي عن الحذر والمطالبة بقليل من الاستقرار السياسي. ولفت الى ان هناك عدداً قليلاً جداً من التوقيفات اثر عمليات الدهم في الحمراء والتحقيق متواصل مع الموقوفين.