Site icon IMLebanon

شكراً أيها المليك.. باسم المؤمنين بالحضارات والأديان

مرّة أخرى يقرن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز القول بالفعل، ويؤكد مدى مصداقية المواقف الكبيرة والجريئة، التي أعلنها في الشهرين الماضيين، حول حرص المملكة العربية السعودية على مكافحة ظاهرة الإرهاب والممارسات البشعة التي يقوم بها الارهابيون متسترين بشعارات إسلامية، والدين الحنيف منهم براء.

لم يكتف خادم الحرمين الشريفين بإصدار الأوامر الصارمة بملاحقة ومعاقبة كل مواطن سعودي يُشارك في نشاطات إرهابية، أو يُموّل أو يُساعد أو حتى يُسهّل انتقال الشباب السعودي إلى الخارج، للالتحاق بتنظيمات إرهابية.. بل عمد أيضاً إلى إطلاق الدعوة تلو الأخرى، للمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته الإنسانية، في صون الأمن والسلام العالميين والتصدّي لهذه الآفة السرطانية التي لم تعد أخطارها محصورة في إقليم مُعيّن، بعدما أصبح انتشارها في القارات الخمس يُهدّد الحضارة الإنسانية، والتعايش بين الأديان.

في مطلع الأسبوع الحالي، وجّه الملك عبد الله خطاباً جريئاً إلى الأمتين العربية والإسلامية، وإلى المجتمع الدولي، ندّد فيه بهذا الصمت غير المبرّر عن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وما يقوم به الإرهابيون باسم الدين، بقتل النفس التي حرّم الله قتلها، داعياً «قادة وعلماء الأمة الإسلامية للوقوف في وجه الإرهابيين الذين يحاولون اختطاف الإسلام، وتقديمه للعالم بأنه دين التطرّف والكراهية والإرهاب».

وبالأمس، بادر خادم الحرمين الشريفين إلى الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية، في تصدّيها للهجمة الإرهابية على عرسال، وحَرص على اقتران موقف المملكة العربية السعودية المتضامن سياسياً، على تقديم هبة جديدة بمليار دولار لدعم الجيش والقوى الأمنية في تصدّيهما البطولي للمحاولات الإرهابية، التي تهدّد أمن واستقرار لبنان.

وليس خافياً على أحد مدى حاجة المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان إلى مثل هذا الدعم الأخوي السخيّ، لتتمكن من القيام بالأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقها، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلد والمنطقة بأسرها.

ولا بدّ من الاعتراف، بأن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الجديدة، ستساعد على توفير احتياجات فورية، وتجهيزات ضرورية، وبعض المعدات الحديثة اللازمة، لتعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية في التصدّي للمخططات الإرهابية، وإفشال المحاولات التي تستهدف نشر الفكر الظلامي في لبنان والمنطقة.

مرّة أخرى، يُؤكّد خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة العربية السعودية على الوقوف إلى جانب الأشقاء في محنتهم، ويُثبت من جديد أن محاربة المملكة للإرهاب ليست مجرّد شعارات، ولا هي بالمواقف الجريئة وحسب، بل هي تتم من خلال مبادرات وخطوات شجاعة، توفّر كل الدعم والمساندة للدول والقوى التي تواجه خطر الإرهاب.

شكراً، أيها المليك المفدّى، باسم كل لبناني يؤمن بحوار الحضارات وتعايش الأديان، وباسم كل إنسان يشجب ويُدين ممارسات هذا الفكر الإرهابي التكفيري.