Site icon IMLebanon

«لوائح الأحزاب» تستغيث: إنتخبونا وإلاَّ..

 

الحسيني ينسحب من لائحة باسيل في بعلبك – الهرمل.. واتهامات باطلة ضد المنافسة في العاصمة

تدحرجت اللوائح دفعة واحدة، لا سيما الكبرى منها، في بيروت والشمال والجبل والجنوب، على وقع انسحابات أبرزها انسحاب الرئيس حسين الحسيني من الماراتون الانتخابي، في دائرة بعلبك – الهرمل المدعومة من التيار الوطني الحر، وبداية احتكاكات انتخابية لا سيما في بيروت، حيث اقدم شبان على تمزيق صور المرشح نبيل بدر قطب المرشح على لائحة «بيروت الوطن» الأمر الذي أدى إلى بلبلة، ما لبث ان تمكن وجهاء في المنطقة من احتوائها، على قاعدة ان التعبير حر، والانتخابات تنافسية وليست عدائية.

وتميز إعلان لوائح المستقبل في طرابلس والضنية والمنية وعكار بمواقف سياسية للرئيس سعد الحريري، حيث هاجم خصومه المرشحين، لا سيما الرئيس نجيب ميقاتي ووزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي، معتبراً ان المعركة مع حزب الله في كل اللوائح في لبنان، وان دور السنة في المعادلة الوطنية اقوى من أي سلاح، ومن كل سياسات الممانعة، موضحاً ان مشروع قانون العفو عن الإسلاميين، سيرى النور قريباً.

ولعل القاسم المشترك بين لوائح الأحزاب في كل الدوائر: (المستقبل، حزب الله، أمل، التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي)، هو الدعوة لانتخاب مرشحيها بما يشبه الاستغاثة تحت طائلة: الويل والثبور وعظائم الأمور..

ومن الملفت الذي رافق الحراك الانتخابي الحملة على اللوائح المنافسة للائحة «المستقبل لبيروت» واتهامها بأنها تعمل على السعي لهيمنة حزب الله على قرار العاصمة.

معارك ساخنة

وقبل اقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية منتصف ليل اليوم – الثلاثاء في وزارة الداخلية، باتت صورة المشهد الانتخابي مكتملة تقريباً في الدوائر الانتخابية الـ15، بما في ذلك العدد النهائي للمرشحين الذين سيسقط منهم من لن يكون في عداد لائحة، بحسب القانون الجديد، لكن اللافت ان العدد الكبير من اللوائح الذي سترسو عليه بورصة اللوائح اليوم، والذي يرجح ان يقارب المائة لائحة، يؤشر إلى ان المعارك ستكون محتدمة في كل الدوائر، بما في ذلك دائرة صور – الزهراني (الجنوب الثانية) التي أعلنت فيها لائحة غير مكتملة في الزرارية برئاسة رياض الأسعد، بعد ان كانت جميع القوى السياسية من غير الثنائي الشيعي تحجم عن خوض المعركة فيها.

وفي تقدير مصادر سياسية، انه لن تكون هناك دائرة يمكن ان توصف «بأم المعارك» بحسب ما كانت توصف معركة الشمال الثالثة (زغرتا – بشري – الكورة – البترون) نظراً لوجود 4 مرشحين لرئاسة الجمهورية مرشحين في هذه الدائرة، بل ان كل الدوائر ستخاض فيها معارك شرسة وغير مألوفة بسبب وجود عدد كبير من اللوائح والمرشحين بمعدل (5 أو 6 لوائح) في الدائرة الواحدة، وان التنافس على كسب الأصوات سيكون حتى داخل الاصطفاف السياسي والطائفي الواحد، بشكل لم يألفه لبنان منذ تاريخه الاستقلالي، بفضل القانون الانتخابي الذي جعل كل فريق وحزب وتيار وقوة سياسية تفتش عن مصلحتها الذاتية، ولو اقتضى ذلك ان يتفرق الاخوان والاصحاب والاحباب من أبناء الصف الواحد والهدف الواحد والمشروع الواحد.

ولعل «النيران» التي بدأت تطل عبر تبادل الاتهامات بالخيانة وقلة الوفاء وفتح الملفات والجروح والذكريات، ما يشي ان الحملات الانتخابية ستكون صاخبة، حتى قبل موعد الاستحقاق الذي ما يزال يفصلنا عنه 40 يوماً بالتمام والكمال، الأمر الذي دفع الرئيس نبيه برّي إلى إبداء اسفه لانحدار الخطاب السياسي كلما اقتربنا من موعد الانتخابات إلى مستويات لا تخدم لبنان ولا وحدته ولا صورته امام العالم.

حرب اتهامات

وإذا كانت كلمة سربت على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق في شريط فيديو عن الثنائي الشيعي وحلفائه عن حجم أصواته في بيروت الثانية اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، فإن إعلان اللوائح وأسماء المرشحين في غير منطقة، لم تخل بدورها من «غمز» و«لمز» دفعت المعنيين بها إلى الرد وتبادل الاتهامات.

من ذلك، ما أعلنه الرئيس سعد الحريري في الشمال عن ان «حزب الله» وبشار الأسد بدأوا بتركيب لوائح في الشمال وغير الشمال، بعدما كان اتهم اللوائح المنافسة في بيروت بالتصويت لـ«حزب الله»، وزاد على ذلك باتهام خصومه السياسيين بأنهم «خبراء وصاية وشركاء وصاية وممثلي وصاية»، في إطار الرد على الرئيس نجيب ميقاتي بأن طرابلس ترفض الوصاية على قرارها، مؤكداً ان زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود وكذلك زمن الفتن، وزمن الاستقواء بالمخابرات والسلاح.

ولم يسم الرئيس الحريري الرئيس ميقاتي بالاسم ولا الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، مع انه ذكّر الأوّل كيف تألفت الحكومة برئاسته في العام 2005 ومن سماه؟ وكيف شكلت اللائحة في العام 2009 ومن اعلنها؟ وواصفاً الثاني «بقلة الوفاء» وبأنه يخدم من حيث لا يدري اللوائح المدعومة من «حزب الله» من خلال خوض الانتخابات في مواجهة لوائح «المستقبل»، الا ان الرئيس ميقاتي شاء الرد على الحريري عبر «تويتر» معيداً إلى ذاكرة اللبنانيين وقائع ليلة 19 كانون الأوّل 2009 التي قال انها «شهدت احتضان الوصاية»، في إشارة إلى زيارة الحريري لدمشق في ذلك اليوم، في حين غرد اللواء ريفي عبر «تويتر» أيضاً داعياً الرئيس الحريري إلى ان ينسجم مع مواقفه وان يستقيل من حكومة «حزب الله» ويسحب من وصفهم «بازلام النظام السوري» من لوائحه وان يتعهد بأن يكون خطابه الانتخابي سياسياً في بيروت في مواجهة مشروع «حزب الله»، معتبراً ان «الوفاء للاشخاص عبودية واستزلام».

اللافت في الأمر، دخول اللواء المتقاعد جميل السيّد على خط التذكير بالليلة الدمشقية ما دفع النائب زياد القادري إلى الرد عليه، فيما تولى النائب سمير الجسر الرد على ميقاتي، في حين قال المرشح على لائحة «المستقبل» في طرابلس جورج بكاسيني ان تعليمة وصلت لازلام الوصاية السورية بالرد على الحريري.

وبعيداً عن تبادل الاتهامات، حرص الرئيس الحريري خلال وجوده في طرابلس على لقاء وفد من أهالي الموقوفين الإسلاميين، حيث وعدهم، بحسب مصادر مقربة، بأنه سيتم خلال أيام انجاز صيغة «المستقبل» القانونية لقانون العفو، لافتا نظر الوفد على ان إقرار القانون يحتاج إلى توافق لضمان عدم سقوطه بالتصويت.

وكان الحريري أعلن في كلمته بأنه بدأ العمل على قانون العفو منذ ان تسلم رئاسة الحكومة، مؤكدا ان صياغة القانون باتت جاهزة، وقال: «هذا الأمر سيحصل، يعني سيحصل».

باسيل

اما احتفال «التيار الوطني الحر» بإطلاق حملته الانتخابية وإعلان أسماء مرشحيه وبرنامجه، خلال المؤتمر الثالث الذي أقامه أمس الأوّل في «الفوروم دو بيروت»، وشارك فيه وزراء التيار ونوابه مرشحوه وحشد كبير من المناصرين، فلم يخل بدوره، من توجيه رئيس التيار الوزير جبران باسيل، انتقادات واتهامات إلى خصومه السياسيين، سواء لتيار المردة أو القوات اللبنانية، أو حتى للرئيس برّي، وان كان حرص على توجيه تحية للأمن العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مؤكدا انه «سيبقى على الموعد يا صاحب الوعد الصادق الذي لم تخل بوعدك يوماً»، موضحا ان شراكته مع الفريق الذي نقوم به بشراكة (المستقبل من دون ان يسميه) فهي شراكة للإصلاح وليس شراكة صفقات وفساد»، متعهدا بأنه «لن يقبل بأن يمد أحد يده على نقطة من نفط لبنان، لا بفساده ولا باعتدائه، لا من الداخل ولا من الخارج».

وفي إشارة إلى خصومه، قال باسيل: «من كان ماضيه سيئاً فلا يمكنه ان يعدكم بشيء، ومن كان ماضيه تبعية للخارج لا يمكنه ان يتكلم عن السيادة، ومن كان ماضيه تبعية للداخل لا يمكنه ان يتكلم بالشراكة خاصة بعدما طير الارثوذكسي والتأهيلي، ومن كان ماضيه قام على تحزيب الدولة لا يمكنه ان يتكلم عن بنائها، ومن كان ماضيه قائما على السرقة وفرض الخوات وطمر النفايات لا يمكنه الحديث عن محاربة الفاسد… «نحنا بكرا وهم امبارح» في إشارة واضحة إلى الشعار الذي رفعه تيّار «المردة».

وتحدث باسيل عمّا اسماه خيانة التيار في خلال مفاوضات تأليف اللوائح، لكنه قال انه سكت عنها والمحافظة على التفاهمات الكبيرة والمحفاظة على البلد واستقراره، غامزاً من قناة «القوات» قائلاً: «يريدون ان يحاصروننا ويصغروا كتلتنا ليخففوا من قوتنا وقدرتنا، ونحن نود الرد عليهم في الصندوق بمزيد من الإصرار على التفاهم».

وسبق كلمة باسيل، الإعلان عن أسماء مرشحي التيار، وبلغ عددهم 61 مرشحاً، لكن الكشف عن اللوائح المدعومة من التيار أظهر ان العدد الإجمالي بلغ 91 مرشحا، وهو أكبر رقم لمرشحين مقدمة تيّار سياسي، في مقابل 37 مرشحا للمستقبل، و28 للثنائي الشيعي و19 مرشحا للقوات اللبنانية و11 للكتائب.

ولفت الانتباه ان اللوائح المدعومة من التيار العوني غطت 12 دائرة انتخابية، من أصل 15، باستثناء دائرة الجنوب الثانية (صور – الزهراني) وطرابلس المنية والضنية والبقاع الغربي- راشيا، لكن مصادر عونية أوضحت ان التيار يدرس تسمية مرشحين في هذه الدوائر لاحقا.

عزوف الحسيني

ولوحظ ان التيار أعلن أسماء اللائحة المدعومة منه في دائرة بعلبك- الهرمل، وضمت: ميشال ضاهر، غادة عساف، حسين الحسيني، علي زعيتر، محمّد حيدر، شوقي  فخري، عباس ياغي، علي صبري حمادة، سعد الحجيري، عبد الله الشل.

وفي المعلومات ان تسمية هؤلاء ومن بينهم اسم الرئيس الحسيني، كانت من ضمن العوامل التي دفعت بالرئيس السابق لمجلس النواب إلى إعلان عزوفه عن الترشح، وبالتالي خروجه من السباق الانتخابي، واصفا الانتخابات بأنها ليست نيابية بل استنيابية، وان الدعوة إليها هي دعوة إلى التصويت على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية، معتبراً بأن القانون انطوى علي تشويه للنظام النسبي بخلاف ما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني والدستور، فضلاً عن تشريع الرشوةلمن اعتاد ممارستها واستخدام مؤسسات الحكم والإدارات والأجهزة الرسمية واستخدام الأملاك الخاصة والشخصية والحزبية في العملية الانتخابية.

وجاء إعلان عزوف الحسيني، في وقت أعلن فيه عن تشكيل لائحة أطلق عليها «المقاومة المدنية» وضمت أسماء 9 مرشحين، الا ان إعلان التيار العوني عن تسمية ترشيح ميشال الضاهر مدعوماً منه، شكل إحراجاً له، لأنه كان يريد أن يكون الضاهر ومعه المرشحة غادة عساف – مستقلين.