يقف العراق على حافة الانفجار المذهبي الكبير، الفتاوى الشيعية والسنيّة المضادة ترسم خريطة طريق الى مذبحة كبرى، وتمثّل صاعق تفجير يبدأ في العراق والمحيط وقد يمتد الى كل العالم الاسلامي في آسيا وافريقيا.
بكل أسف، يتم الآن استحضار كل تاريخ الدم المذهبي وكل الاحقاد والكراهيات المتراكمة، معطوفة طبعاً على شلال الدم المتفجر في سوريا منذ ثلاثة اعوام ونيف، وسيكون المرء مغرقاً في الاوهام ليظن ان ايران التي تتدخل لدعم نوري المالكي يمكن ان توقف الانهيار، وان واشنطن التي ارسلت حاملة طائرات الى المنطقة لديها رغبة حقيقية في وقف الانفجار الذي سعت اليه وخططت له منذ ثلاثة عقود ونيف!
على الايرانيين قبل ارسال الفرق للقتال دعماً للجيش العراقي، ان يتأملوا جيدا في كيمياء هذا الجيش الفاسد الذي هندسه المالكي مندوبهم السامي في بغداد، وفي السياسات القمعية التي مارسها ضد المناطق السنيّة. فالحديث عن هجوم “داعش” الارهابية المتوحشة، لا يكفي لتمويه كل جوانب الحقيقة الفاجعة التي صنعتها يدا المالكي!
سيكون عليهم وعلى الاميركيين ان يقرأوا جيداً مثلاً كلام مقتدى الصدر عن المالكي و”الديكتاتورية التي كمّت الافواه وهجّرت المعارضين وقتلتهم وعاثت في العراق فساداً وافسدت السياسة والجيش”.
وعلى طهران التي تدفع بالمزيد من قواتها الى العراق، ان تتمعّن جيداً في تصريحات ديريك هارفي الذي عمل مستشاراً للجنرال ديفيد بترايوس في العراق لصحيفة “الواشنطن بوست” اذ قال “ان جوهر الأمر سياسي وما نواجهه اليوم ليس “القاعدة”، وان رئيس الوزراء المالكي يريدنا ان نركّز على “داعش” بوصفها التهديد الرئيسي ولكن عمق ما نراه ونسمعه هو من حيث الاساس عرب سنّة زهقوا وضاقوا ذرعاً”!
ديريك يحمّل المالكي مسؤولية الفشل والانهيار بسبب عمليات التطهير التي اجراها مستهدفاً كوكبة من خيرة القادة العسكريين لدوافع مذهبية، اما إيما سكاي مستشارة قائد القوات الاميركية في العراق فتقول ان المالكي بدل ان يركز على بناء الجيش استخدم صلاحياته للتنكيل بخصومه السياسيين.
محافظ الموصل أثيل النجيفي ابلغ نيكولاي ميلادينوف مبعوث الامم المتحدة صراحة “انني مستعد لقتال الارهابيين ولكنني ارفض العمل تحت راية المالكي او الاجندة الشيعية، وان السنّة وحدهم قادرون على منع الارهاب من التغلغل في ديارهم”، وبالفعل سبق لهم ان نجحوا في ذلك على يد “الصحوات” التي حلّها المالكي.
العشائر في المحافظات الملتهبة تطالب باقالة المالكي وتتهمه بالسعي الى إلباس الثورة السنيّة ضد ممارساته ثوب الارهاب، وتدعو الى تشكيل حكومة انتقالية لإنقاذ العراق، لكن نفير الفتاوى المذهبية، شيعية وسنيّة، التي تحضّ على القتال تكاد تجعل من العراق صاعقاً يفجر العالم الاسلامي كله لا سمح الله!