Site icon IMLebanon

ضغوطات على محلات المجوهرات في طرابلس لمنع بيع الصلبان والأيقونات

ضغوطات على محلات المجوهرات في طرابلس لمنع بيع الصلبان والأيقونات

كيف يعرف المواطن أن بري جدّي في رفض التمديد أو سيتراجع؟

الحريري رأى أن الساحة السنيّة بحاجة لعلاج للاعتدال فتحرّك

جال عدد من الشباب السلفيين على محلات للمجوهرات في طرابلس اصحابها مسيحيون وحتى قسم منهم مسلمون وطلبوا اليهم وقف بيع الصلبان والايقونات المسيحية وسحبها من الواجهات، والا فان الضرر سيصيب من يمتنع عن ذلك.

سألت «الديار» مراجع رسمية في محافظة الشمال فنفت علمها بالخبر وقالت: انه ليس لديها اي ملف في هذا المجال او ايّ شكوى، وتابعت تقول «ان بعض المواطنين الذين يرون في واجهات اي محل للصاغة والمجوهرات شعائر مسيحية لا يدخلونه وهم قلة في طرابلس.

وقد علمت «الديار» ان اصحاب المحلات الذين تلقوا التهديد هم ج.أ وم.ك وج.ن، وقد رفضوا كلياً تصوير محلاتهم او الادلاء بأي تصريح متمنين على «الديار» عدم ذكر محلاتهم او اسمائهم لانهم خائفون. وقال احدهم: «سوف انقل محلي الى منطقة الكورة واترك طرابلس».

واكد اصحاب المحلات انهم لن يشتكوا لاحد وسيبقى الموضوع سرياً كيلا يُصابوا بالضرر، ولذلك لم يتصلوا لا بقوى الامن ولا بأحد، ولا بنواب طرابلس، مفضلين الابقاء على كتمان الموضوع حفاظا على مصلحتهم.

بري ورفض التمديد

كيف يعرف المواطن اللبناني اذا كان الرئيس نبيه يري جدياً في رفض التمديد لمجلس النواب ام انه سيتراجع، مع العلم ان وزيراً واحداً يكفي ان يعترض على قانون التمديد كي يقف القانون ولا يعود ساري المفعول، ولا يسير الى المجلس النيابي.

ولذلك فان كلام بري خطر، والرئيس بري ليس مبتدئاً في السياسة بل عتيق واذكى اذكياء السياسيين اللبنانيين. فهل قرر بري مقايضة التمديد للمجلس بانتخاب رئيس للجمهورية ام انه سيتراجع ويقبل نتيجة التمديد؟ مع العلم ان ما صدر عن بري من رفض للتمديد بات كلاماً محسوباً عليه، ولا يستطيع رئيس «حركة امل» ورئيس مجلس النواب ان يدلي بتصريح بهذا الحجم ثم يتراجع عنه بشكل عادي كأن شيئاً لم يكن.

ولذلك، المواطن الذي يفتش عن علم السياسة في لبنان يسأل هل رفض بري جدي ونهائي ام انه سيتراجع عن رفض التمديد؟

الحريري والطائفة السنيّة

اكتشف الرئيس سعد الحريري ان الطائفة السنية بأكثريتها تواليه، وهي ما زالت مع «تيار المستقبل»، الا انه نمت قوى اصولية متطرفة وسلفية لم تعد تأتمر بأوامر الحريري بل تتصرّف من عندها وتؤثر في الشارع السني، وهو يريد الاعتدال ويرفض هذا التطرف وهذه السلفية، وبالتالي فانه بدأ المعالجة فوراً، فرأى انه كي يستطيع اعادة عرسال الى الاعتدال، كان لا بد من تقديم 15 مليون دولار من امواله الخاصة. مع العلم ان عرسال ليست مدمرة وليست مصابة بقصف كبير، لكن رأى الحريري ان عليه ان يساعد ماديا وان يستقطب اهالي عرسال كي يعيدهم الى الاعتدال ويبعدهم عن «داعش» و«جبهة النصرة».

كذلك، فان الحريري وجد في طرابلس بقعة صالحة للسلفية وللتطرف، وان اخصاما سياسيين له يقدمون اموالا للمتطرفين لاضعاف «تيار المستقبل»، لذلك فهو يدرس خطة لايجاد فرص عمل للشبان في طرابلس وتقديم اموال، اضافة الى الاجتماع بفاعليات المدينة عبر عدة جلسات لاعادة عاصمة الشمال الى الاعتدال.

اما بالنسبة الى صيدا والبقاع الغربي، فلا يجد الحريري مشكلة كبرى في استيعاب القاعدة السنية. والاهم عنده انه مرتاح للعاصمة بيروت ونفوذ تياره، ويعتبر ان الشارع السني في العاصمة مضبوط على ايقاع تيار المستقبل.

وقد حمل الحريري ملف الطائفة السنية، اضافة الى موضوع تسليح الجيش والقوى الامنية بمليار دولار، الى السعودية لدراسته مع مسؤولين امنيين سعوديين ومع القيادة السعودية، ليعود لاحقا الى لبنان لمعالجة وضع الطائفة وكيفية ان تكون معتدلة وعزل المتطرفين او استيعابهم من خلال تقديم اموال وخدمات اجتماعية ومعيشية، اضافة الى الاجتماع الشخصي معهم والقاء الخطابات في صفوفهم كي يعودوا الى الاعتدال بالتنسيق والتشاور مع السعودية التي سترسل اشارات الى مشايخ وعلماء السنة كي يتعاونوا مع الحريري.

واكدت اوساط نيابية في تيار المستقبل ان عودته الى لبنان ستكون سريعة لمتابعة هذه المواضيع وخصوصا ملف سلسلة الرتب والرواتب، اذ من المتوقع ان يكون قد حدد له موعد للقاء «هيئة التنسيق» والذي من المفترض ان يكون حاسما. ولم تستبعد الاوساط بأن تكون للحريري جولات على دول اوروبية وعربية وخليجية من اجل تحصين الساحة الداخلية وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

قضية المخطوفين العسكريين

وفي موضوع اختطاف العسكريين لدى «داعش» سلمت امس «هيئة العلماء المسلمين» الى رئاسة الحكومة شريط فيديو يظهر صور 7 عسكريين محتجزين لدى احدى المجموعات المسلحة يتحدث فيه كل جندي على حدى لمدة 15 دقيقة.

وقد افادت بعض المعلومات ان الجهة الخاطفة لديها جثة لاحد شهداء الجيش الذي كان قد اعتبر في عداد المفقودين.

على خط آخر، اشارت المعلومات الى ان المسلحين نقلوا عبر وسيط مطالبهم الى الهيئة ومن ابرزها: وفاء الدولة اللبنانية بالالتزامات التي سبق ووافقت عليها في المرحلة الاولى من التفاوض وعادت ونكثت بها، امتناع الاجهزة الامنية عن توقيف السوريين الذين لا يملكون اوراقا ثبوتية، عدم معالجة الجرحى السوريين في مستشفى «دار الامل» في بعلبك، وقف التدابير والاجراءات الامنية وعمليات الدهم لمخيمات النازحين في عدد من المناطق ومنها عرسال وجوارها، اطلاق عدد من المسجونين في سجون رومية. وهذه المطالب نقلت ايضا عبر «هيئة العلماء المسلمين» الى رئاسة الحكومة.

واكدت مصادر متابعة للملف ان المفاوضات تشهد عملية شد حبال وليست بالسهلة، اذ تبين وجود اكثر من قيادي في المجموعات المسلحة، وان العسكريين موزعون بين جبهة النصرة وداعش وربما مجموعة اخرى من بين 18 فصيلاً قاتلت الجيش في عرسال قبل ان تحسم النصرة الوضع لمصلحتها، خاصة ان قيادة الجيش تعتبر نفسها غير معنية بالتفاوض مع المسلحين، طالما ان رئاسة الحكومة هي التي تتولى هذا الامر مباشرة وانها لا تفاوض ارهابيين.

هل باتت عكار بيئة حاضنة للتكفيريين؟

على خط مواز، لاحظت اوساط سياسية عكارية ان عكار منذ اندلاع الاحداث في سوريا تتحول في بعض قراها الى بيئة حاضنة للفكر التكفيري، وان المنطقة دخلت دائرة التأثر بالمنهج السلفي التكفيري الى درجة متقدمة دفعت بالعديد من الشباب العكاري الى الانضمام تحت ألوية جند الشام والنصرة وداعش، وقتل عشرات منهم في مناطق سورية في القصير والقلمون وحلب.

وتشير هذه الاوساط الى ان ابرز الناشطين السلفيين التكفيريين هو الشيخ (ع.خ) الذي جند عشرات الشباب في وادي خالد ومحيطها وارسلهم للانضمام الى جند الشام في قلعة الحصن والزارة، وعند انهيار امارة جند الشام تمكن العديد من عناصر جند الشام من الفرار باتجاه وادي خالد، ومنهم عناصر من المقاتلين السوريين والعرب المنتمين الى جند الشام .

الشيخ المذكور على تنسيق متواصل مع شيخ سوري من المتطرفين التكفيريين هو الشيخ (ع. ع ) وشقيقه (أ . ع ) والشيخ السوري ناشط في الدعوة للمنهج الداعشي، ويتنقل بين عكار والمنيه وطرابلس وعلى دراية بخلايا تكفيرية تتمركز في وادي خالد ومشتى حمود وفنيدق وخربة داود وتكريت وببنين ويتمتعون بحماية من احد نواب المنطقة المؤيد جدا لنهج داعش والنصرة وجند الشام.

وتتحدث الاوساط عن تورط عدد من الشباب العكاري بالانتماء الى هذه المنظمات التكفيرية، ومنهم من لا يزال على جبهات القتال مع داعش والنصرة في جرود القلمون وحلب، وقد غادروا عكار منذ حوالى الشهرين الى حلب ومنهم الى القلمون وهم من مناطق الحويش العكارية وفنيدق ووادي خالد .

وذكرت هذه المصادر انه منذ عدة ايام شوهدت مجموعات مسلحة من هؤلاء التكفيريين تتنقل في المنطقة الحدودية في البقيعة ومشتى حمود والنورة وسارعت الى الفرار لحظة وصول وحدات الجيش اللبناني والاختفاء في مناطق جبلية.

كما اشارت الاوساط الى أن هذه الخلايا تعمل حاليا في عكار على اعداد خطة تنقض فيها على قرى علوية ومسيحية للسيطرة عليها بانتظار القرار، وان احباط المخطط في عرسال ادى الى تأجيل هذه العمليات الامنية التي لا تزال واردة لدى الخلايا التي تبقى على تواصل مع قيادة داعش، وان الشيخ السوري (ع.ع) هو من يؤمن التواصل والتنسيق ما بين الخلايا في عكار والشمال من جهة والداخل السوري من جهة ثانية.

وترى الاوساط ان عدة قرى علوية وخاصة القرى المنعزلة في دريب عكار مع قرى مسيحية وضعت كأهداف لهذه الخلايا عند حصول اي تطور امني وسياسي في المنطقة.

نعي «اللقاء الوطني الاسلامي» للرفاعي

على صعيد آخر، لفت انظار الطرابلسيين نعي «اللقاء الوطني الاسلامي» لاحد كوادر جمعية البشائر الاسلامية السلفية المنهج ابو محمد الرفاعي الذي قتل في «معارك دمشق – القلمون» مع سبعة آخرين اثناء قيامه «بواجبه الوطني والديني» حسب ما ورد في مضمون نعي «اللقاء». وان العزاء يقام في مسجد السلام الذي يتولى امامته الشيخ بلال بارودي.

واعتبرت الاوساط السياسية الطرابلسية ان اللقاء الوطني الاسلامي الذي يضم النواب الثلاثة محمد كبارة وخالد ضاهر ومعين مرعبي والمشايخ: سالم الرافعي وبلال بارودي وكنعان ناجي والعقيد عميد حمود والجماعة الاسلامية قد نعى الرفاعي باعتباره احد «المجاهدين»، وانه كان يقوم بواجبه الوطني والديني، وان هذا النعي الصادر عن اللقاء كاف لتوضيح كل المواقف التي صدرت عن هذا اللقاء في ادانته عبر عدة بيانات للجيش اللبناني ولحزب الله، مما يفسر تورط اعضاء اللقاء في علاقات مثيرة للشبهات مع تنظيمي داعش والنصرة، وان الرفاعي قتل اثناء تواجده في جرود القلمون السورية الى جانب هذه المنظمات الارهابية التكفيرية.

وتضيف المصادر الطرابلسية ان الرفاعي المذكور ادى دورا بارزا في طرابلس ومن خلال جمعية البشائر في احتضان الناشطين السوريين لا سيما المقاتلين منهم وعمل على تجنيد العشرات من الشباب الطرابلسي.

النعوة المذكورة ـ حسب المصادر ـ اكدت ان اللقاء الوطني الاسلامي هو الهيكلية القيادية التي تحتضن المنظمات والخلايا التكفيرية في طرابلس، وان عدة مؤشرات تؤكد علاقة اعضاء في اللقاء مع تلك التنظيمات التكفيرية، وهذا ما يفسر السقف العالي المحموم للبيان الذي صدر عن اللقاء وتلاه النائب كبارة، ثم تراجع وحيدا باصداره بياناً منفرداً شكل استدارة غير مسبوقة له بينما أصر كل من معين مرعبي وخالد ضاهر على مواقفهما دون التراجع.

وحسب المعلومات المتوافرة ان اللقاء الوطني الاسلامي يعتبر الغطاء السياسي للحركات والمنظمات التكفيرية، وتبني اللقاء للرفاعي هو تأكيد على منهج اللقاء المنسجم مع داعش والنصرة.