Site icon IMLebanon

ضياع

 

في الأيام القليلة الماضية تكاثرت الدعوات الدولية الى القادة اللبنانيين لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، محذّرة من المخاطر التي يمكن أن تُصيب لبنان في حال بقائه في «المراوحة» وعدم وجود أي جهد يُبذل للخروج من هذه الحالة.

وفي الاجتماع الذي عُقد أول من أمس بين البطريرك الماروني بشارة الراعي وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والذي خصصه لحثّ الدول الخمس عبر ممثليهم في مجلس الأمن لممارسة دورهم في وقف الانهيار الحاصل للدولة بسبب عجز القادة اللبنانيين عن انتخاب رئيس للبلاد رغم مضي قرابة الشهرين على الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، في هذا الاجتماع سمع البطريرك الراعي من ممثلي الدول الخمس كلاماً فيه كثير من الإيجابية والحماس لسدّ الفراغ في مقام رئاسة الجمهورية لكنه لم يسمع من أي منهم أن هناك استعداد أو رغبة في التدخل المباشر باللعبة السياسية الداخلية وأنهم يفضلون تركها الى القادة اللبنانيين أنفسهم لأنهم أدرى من غيرهم بشؤونهم الداخلية، مع التأكيد الدائم على الحرص على أمن واستقرار هذا البلد الذي يتعرض لاهتزازات أمنية بسبب تمدد الأزمات التي تجتاح المنطقة من ليبيا، الى اليمن، ومن العراق الى سوريا، فلبنان، وكان اللافت في كلام ممثلي الدول الخمس الى البطريرك الراعي الذي يحمل هموم إخفاق المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً في الاتفاق على رئيس يسدّ الفراغ في رئاسة الجمهورية ويٌنهي حالة الانقسام بين القادة المسيحيين في الوقت الذي تقتضي فيه مصلحة المسيحيين اتفاق هؤلاء القادة والتفافهم حول مرجعيتهم الوطنية، تحذيرهم من المخاطر التي تترتب على بقاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى على الاستقرار النسبي الذي كان ينعم به لبنان بعد اتفاق كل الاطراف على تشكيل حكومة المصلحة الوطنية، وعدم توفّر الفرص لملء هذا الفراغ في أسرع وقت ممكن.

وليس بعيداً عن دعوات وتحذيرات ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي جاء كلام آخر سابق للأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان الضليع في الشؤون اللبنانية الداخلية بحكم كونه كان سفيراً لحكومة الولايات المتحدة الأميركية ولعب أدواراً لا يزال اللبنانيون يتحدثون عنها، وذلك خلال تقديمه احاطة أمام مجلس الأمن الدولي تناولت الوضع في الشرق الأوسط وكان للبنان حصة فيها إذ اعتبر أن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس انتهت في 25 أيار الماضي وانتقلت الصلاحيات الرئاسية الى مجلس الوزراء بقيادة الرئيس تمام سلام وفقاً للدستور وعقدت 7 جلسات نيابية إلا أنه لم يتم تأمين النصاب، من هنا نشدد على ضرورة أن يقرّ القادة اللبنانيون انتخاب رئيس من دون تأخير كما نشدد على أهمية أن تمارس الحكومة مسؤولياتها بشكل فاعل.

في الشكل لم يأتِ فيلتمان بأي جديد يختلف عن تمني ممثلي الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي على القادة اللبنانيين الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للبلاد وعدم المضي في تضييع الفرص.