علمت “النهار” أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تلقى عرضاً من وفد زاره من قوى 8 آذار بإجراء تعديل للدستور استثنائياً ولمرة واحدة، يجعل ولاية رئيس الجمهورية سنتين بدلاً من ست، على أن ينتخب رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون توافقياً لرئاسة الجمهورية إثر إقرار التعديل.
لكن البطريرك لم يبد تجاوباً على الإطلاق مع العرض، وقال لناقليه ما مفاده: “ألا ترون مدى الخراب في البلد، تريدونه أن يخرب أكثر؟”.
وفي المعلومات أن البطريرك انتقد بشدّة مقاطعي جلسات الانتخاب الرئاسي فيما هو يبرز تواقيعهم على تعهدين أمامه بعدم اللجوء الى المقاطعة وفرض الفراغ في كرسي الرئاسة.
وتوقعت المصادر دوراً أكبر للبطريرك الماروني في المرحلة المقبلة – سياسياً وإعلامياً – على صعيد السعي إلى حمل المقاطعين على إعادة النظر في موقفهم من خلال تبيان أضراره وأخطاره على لبنان، دولة وشعباً، وعلى المسيحيين فيه خصوصاً، وذلك في مقابل انكفاء للقوى والشخصيات السياسية التي تعارض هي أيضاً موقف المقاطعة.
وربطت المصادر بين رد الفعل اللافت على التطورات والذي يلمسه زوار بكركي، وبين تلقي البطريرك معلومات أكيدة من المعنيين في الدولة الفرنسية، فحواها أن هؤلاء المعنيين تبلغوا ديبلوماسياً من طهران أن سياسة إيران في لبنان لا تقضي بفرض الفراغ في الرئاسة ومنع انتخاب خلف للرئيس سليمان – خلافاً لما تردّد قوى وشخصيات لبنانية مناهضة لـ”حزب الله”، بل هي تدعم الاستقرار في لبنان، ومن أول دعائمه الحؤول دون الفراغ في موقع الرئاسة، “لكن هناك عقبة أمام ذلك، وعليكم أن تجدوا حلاً لها”، وفقاً لما نقله الفرنسيون عن موقف إيران.