ما زال رئيس التيار البرتقالي العماد ميشال عون، رغم ما صدر من مواقف غير مشجعة حتى لا نقول عدائية من نواب التيار الأزرق، ما زال يصرّ على تقديم نفسه على أنه مرشح توافقي، ويُحرج حلفاءه كحزب الله وسليمان فرنجية ونبيه بري بهذا الموقف من دون أن يأخذ في الاعتبار أن هؤلاء الحلفاء، ولا سيما حزب الله له حسابات مختلفة عن حساباته بالنسبة الى انتخابات رئاسة الجمهورية والشخص الذي يرشحه هذا الحزب لهذا الموقع وذلك انطلاقاً مما صرّح به السيّد حسن نصر الله في آخر كلام له حول هذا الأمر، وأن الحزب يعمل لإيصال شخصية لرئاسة الجمهورية لا تُعادي المقاومة، ولا تتآمر عليها ونقطة على السطر. وهذا الكلام ومثله معناه أنه لا يمكن لحزب الله أن يلتقي مع التيار الأزرق وحلفائه في قوى الرابع عشر من آذار على مرشح موالٍ للمقاومة ولبقاء سلاحها أبد الدهر لتتحكم بكل قرارات الدولة اللبنانية، فضلاً عن هيمنته الكاملة على المواقع الأساسية في هذه الدولة.
ذلك لأن التيار الأزرق وحلفاءه في قوى الرابع عشر من آذار من كتائب وقوات لبنانية، ونواب مسيحيين مستقلين يرفضون بإصرار منطق حزب الله ومن ثوابتهم الوطنية أن لا سلاح بيد أي كان إلا السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية المولجة بحفظ الأمن والدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله وكل سلاح آخر في يد أي كان هو سلاح ضد الدولة والإرادة الشعبية يجب إزالته حتى تُستكمل السيادة وتبسط الدولة وجودها بفعالية على كل الأراضي اللبنانية، من دون استثناء أي منطقة منها كما هو واقع الحال اليوم.
وإذا كان التيار الأزرق تجاوز هذه الثوابت أثناء تشكيل الحكومة الحالية، فإنه فعل ذلك للخروج من الأزمة، بموجب ربط نزاع مع الحزب، لا يتخلى فيه التيار عن ثوابته الوطنية لجهة وجوب نزع سلاحه أو تسليمه الى الدولة ليبقي الجيش والقوى الأمنية الأخرى مسؤولة عن الأمن الداخلي والخارجي، ولا يبقى على الساحة، سلاح بيد حزب الله أو غيره من التنظيمات أو الميليشيات، ومع ذلك لا يزال العماد عون ينتظر للحصول على جواب نهائي من الرئيس سعد الحريري من دون أن يتخلى عن تحالفه مع حزب الله، بل ما زال يضغط على الحزب لكي ينتظر ولا يسمّي مرشحه لرئاسة الجمهورية الى أن يحصل على جواب نهائي من رئيس التيار الأزرق بالقبول به كمرشح توافقي أو الاعتذار، علماً بأن الجواب النهائي أصبح واضحاً ويعرفه الجميع وهو أن لا مانع عند التيار الأزرق من القبول به مرشحاً لرئاسة الجمهورية إذا حصل على موافقة وقبول باقي الحلفاء من سمير جعجع الى أمين الجميّل الى بطرس حرب الى كل أطياف ومكونات قوى الرابع عش من آذار، الأمر الذي لم يحصل ولن يحصل، فماذا ينتظر إذاً رئيس التيار البرتقالي لكي يعلن عزوفه والمساهمة الى جانب البطريرك الماروني مار بشارة الراعي وقيادات الموارنة الأخرى في تقديم مرشح توافقي أو وفاقي لرئاسة الجمهورية يكون موضع ترحيب من الجميع ويُنقذ المسيحيين من أزمتهم بل من محنتهم وهواجهسم المحقّة.