بين خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الأخير ودعوته الى عدم ربط الاستحقاقات الداخلية بملفات المنطقة، لا سيما الاستحقاق الرئاسي، وكلمة الرئيس سعد الحريري في إفطار «المستقبل» الرمضاني ودعوته للبحث عن توافق رئاسي، كان لا بد من ترجمة سياسية ما.
اتجهت الأنظار صوب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يتكئ على «حليف متين لا تنفك عرى التناغم معه في أحلك الظروف»، هو الرئيس نبيه بري الذي شجع «حليفه اللدود» على التحرك في كل الاتجاهات، على قاعدة أنه «لا يضيع البوصلة في المفاصل التاريخية».
استقل «البيك الاشتراكي» طائرة صديقه النائب نعمة طعمة ميمماً وجهه شطر العاصمة الفرنسية، فكان هناك لقاء مطول مع سعد الحريري استطاع خلاله حيــاكة حوار هادئ مع رئيس «المستقبل» ولم يتأخر في نقل أجوائه الى بري أولا ثم السيد نصرالله الذي نصحه بالانفتاح على العماد ميشال عون.
لماذا هذا الحراك؟
يقول مصدر مواكب «انه ما دام هناك مواقف معلنة تبدي الاستعداد للبحث عن مسار ثالث للاستحقاق الرئاسي، في ظل الظرف الأمني الخطير الراهن، لا بد من حراك يقوده من هو في موقع بيضة القبان النيابية، بدل الاستمرار في الدوران في حلقة مفرغة لا تفضي سوى الى المزيد من المراوحة القاتلة والمكلفة، من هنا، كان لا بد من الأخذ والرد مع العماد عون لعل ذلك يفضي الى تفاهمات تؤدي الى إمرار الاستحقاق الرئاسي».
وفي هذا الإطار، جاء عشاء اليرزة الذي ضم امس الاول الى مائدة الرئيس العماد ميشال سليمان كلاً من البطريرك الماروني بشارة الراعي، رئيس الحكومة تمام سلام، رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة وجنبلاط، وحسب المصدر المواكب تمت مقاربة التطورات المستجــدة في عرسال والهبة السعودية الإضافية بقيمة مليار دولار والتي مهد لها الرئيس سليمان مع السفير السعودي ثم أصبحت مؤكدة خلال الاتصال الذي أجراه الملك عبدالله بالرئيس السابق للجمهورية.
تناول المجتمعون أيضا الاستحقاقان الرئاسي والنيابي، ولقي جنبلاط تشجيعاً بأن يواصل حركته، مستفيدين من دعم قوتين وازنتين (نصرالله والحريري)، «مضافا اليهما الثقل الوسطي، سعياً الى محاولة تحييد لبنان من خلال توافق الحد الأدنى بما يعيد تكوين شبكة الأمان الداخلية والخارجية في مواجهة المخاطر، ولا سيما في ضوء تطورات عرسال»، حسب المصدر المواكب.
ويوضح المصدر أن الخطر يدق باب الجميع، ولا يجوز أن تكون هناك محرّمات تمنع فتح الأبواب، ويضيف: «هناك شيء ما على مستوى الاستحقاق الرئاسي ولكن لن تحرق مراحل إتمامه التي يتم إنضاجها وفق توافقات وتفاهمات أشبه بما اصطلح على تسميته السلة الكاملة، والمهــم هو الاستعداد لدى كل الأفرقاء لملاقاة الطروحات الحوارية بروح من المسؤولية الوطنية بعيدا من التشنج والانغلاق على مواقف محددة».