أندراوس لـ «المستقبل»: عودته تشدّ عصب الاعتدال
عودة الروح الى «التيّار»
في الوقت الذي انشغل فيه اللبنانيون في التعبير عن فرحتهم بعودة الرئيس سعد الحريري كلٌ على طريقته الخاصة، سواء برفع الصور، أو توزيع الحلوى على حواجز محبة، أو إطلاق البالونات الزرقاء، أو الشعارات وصيحات الفرح الممزوجة بالدموع، فضلاً عن كتابة التعليقات المرحبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دبّت الحركة بين قيادات «تيار المستقبل»، الذين فؤجئوا أيضاً بهذه الخطوة الجرئية غير المنتظرة والتي وضعت أمامهم تحدياً جديداً في أن يكون التيار عند حسن ظن جماهيره وأن يكونوا على استعداد لاستيعاب الحالة الجديدة وما تطرحه من مهام، لا سيما وأن مرحلة ما بعد عودة الرئيس الحريري غير مرحلة ما قبلها، كما عبر وزير العدل أشرف ريفي ما يبشر بفتح الطريق أمام عودة المؤسسات للعمل وتعزيزها لا سيما القوى الأمنية والجيش اللبناني الملقى على كاهله همّ التخلص من الإرهاب وهم حماية لبنان وحفظ حدوده وعلى خلفية الهبة السعودية. وهذا يعني بالدرجة الأولى انسحاب «حزب الله» من سوريا لا توريط لبنان بمخططات لإغراقه في علاقة مع النظام السوري من جديد تحت عنوان مكافحة الإرهاب، بعد فشل عملية تصديره عن طريق عرسال.
فرحة قيادات «تيار المستقبل» بعودة رئيسه جرى التعبير عنها في أكثر من موقع وتحرك، إذ كانت أشبه بعودة الروح الى الجسد، أو كأنه «فيتنامين» مقوٍ وحاجة ضرورية من أجل إنعاش الحياة التنظيمية داخل التيار كما الحياة السياسية في البلد.
ويؤكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق انطوان اندراوس أن «عودة الرئيس الحريري مهمة كثيراً بالنسبة الى التيار سواء لهيكلته التنظيمية، وهي عودة تعطينا الزخم وتشد عصب المستقبليين، وهذا ما ظهر مباشرة عند جمهور التيار وداخل بنيته التنظيمية، فعودته كان لها الأثر الإيجابي علينا كما على جميع اللبنانيين».
ويجد أن «هذه العودة ستترجم إيجابياتها بالعمل، فهي مهمة ليس سياسياً وأمنياً فقط وإنما اقتصادياً أيضاً، فعودته تبشر بأن لبنان ليس متروكاً لمصير أسود يُرسم له من قبل البعض، وأن هناك حاضنة له من الدول العربية». وعما إذا كان الوضع الأمني سيسمح للرئيس الحريري بالتحرك المريح، يلفت اندراوس الى أن «تحركات الرئيس الحريري ستكون صعبة، لا بل أصعب من قبل، وقد يكون معرضاً للخطر ليس فقط من الذين قاموا سابقاً بعمليات اغتيال لشخصيات من 14 آذار بل أيضاً من جهة متطرفة وإرهابية أخرى «داعش» أو ما شابهها، لكن الرئيس الحريري خاطر بحياته في العودة، وعودته هي تأكيد على أن الأمور لا يمكن أن تسير بعد الآن كما كانت تسير في السابق».
ومع ذلك، يشدد على أن «عودة الرئيس الحريري تلملم الوضع السياسي والأمني والاقتصادي وهي عودة الى معالجة قضايا الناس معهم مباشرة، سواء في طرابلس أو في عرسال أو غيرها من المناطق، وهي تفتح المجال أمام تنفيذ سياسات المستقبل في التنمية بعد معالجة الأوضاع الأمنية والعسكرية ومنع أخذ البلد الى مصير مخيف نتيجة تفجير الأوضاع هنا أو هناك، لذلك فإن دور تيار المستقبل سيكون محركاً من أجل دفع عجلة الاقتصاد والإنماء بدل القضاء على ما تبقى نتيجة سياسات الانقلابات التي اعتمدت سابقاً».
ويجد اندراوس أن «هذه العودة أيضاً تلقي على تيار المستقبل مهمة ترجمة سياسة الاعتدال، وشد العصب باتجاه هذا الأمر ونبذ عصب التطرف والمتطرفين». وأضاف «لقد تفاجأنا بحضوره ولم نكن نعلم بالموضوع نتيجة التدابير الأمنية التي اتخذت من أجل حمايته الشخصية، لكننا كنا نتوقع بعد خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد بن عبد العزيز عن مكافحة الإرهاب، أن تكون هناك خطوة من أجل حماية لبنان ومسك الأمور حتى لا تفلت نهائياً كما كان يخطط لها النظام السوري وحزب الله لا سيما في عرسال».