Site icon IMLebanon

عون للحريري: احسم خيارك.. الوقت يضيق!

الأزمة الرئاسية المفتوحة أسيرة “كلمة سر” مؤجلة

عون للحريري: احسم خيارك.. الوقت يضيق!

إذا كانت جلسة “لزوم ما لا يلزم” التي خصصت، أمس، لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى مجلس النواب قد عقدت بـ”طلوع الروح”، على اساس الحد الادنى من النصاب.. والنقاش، فإن جلسة الانتخاب المفتوحة بدءاً من اليوم ماتت قبل أن تولد بعدما تأكد أن نصابها لن يكتمل، بفعل المراوحة المستمرة في مستنقع الخيارات المستحيلة او المؤجلة: ميشال عون ينتظر سعد الحريري، والحريري ينتظر السعودية، والسعودية تنتظر الحوار مع إيران، وإيران تنتظر التفاوض مع الولايات المتحدة.. ولا أحد يملك “كلمة السر” الرئاسية حتى الآن.

وبرغم أن الإحساس بـ”الفراغ” تسرّب الى الكثيرين قبل 25 أيار، إلا ان ذلك لا يمنع ان اليوم الاخير من المهلة الدستورية سيشكل حداً فاصلاً بين مرحلتين، وسيكون ممراً نحو أزمة مفتوحة، سياسياً وزمنياً.

ولعل الحريري وعون سيكونان الأكثر عرضة لضغط الفراغ، باعتبار ان الاستحقاق الرئاسي تحوّل الى “رهينة” للحوار القائم بينهما، والذي لم يسفر بعد عن نتائج حاسمة على مستوى حسم المصير الرئاسي لـ”الجنرال”، فلا الحريري قال “نعم” واضحة أو “لا” قاطعة له، ولا عون ربح الرهان على زعيم “المستقبل” او خسره، ليطغى بذلك اللون الرمادي على الأزرق والبرتقالي، برغم “النصيحة” التي وجهها رئيس “المستقبل” لبعض كوادره بالتعوّد منذ الآن على شرب عصير البرتقال بدلاً من الليموناضة!

والسؤال المطروح الآن يتعلق بالمدى الذي سيستغرقه هذا الحوار بعد 25 ايار، والى متى ستستمر إقامة طرفيه في المنطقة الرمادية، لاسيما أن التأخير في حسم “المستقبل” لموقفه من عون، يبقي البحث في الاحتمالات الاخرى مؤجلاً.

وقالت مصادر نيابية بارزة في “التيار الوطني الحر” لـ”السفير” إن الحوار بين “التيار الحر” و”المستقبل” مستمر، بعد 25 أيار، لكن ليس الى ما لا نهاية بالنسبة لـ”الجنرال”، لأن هناك سقفاً لكل شيء ولا يمكن لنا أن نستمر طويلاً في الوضعية الحالية، مشيرة إلى أن 25 أيار يشكل محطة مفصلية لا يمكن تجاهلها، والحريري مدعوّ بعد هذا الحد الفاصل الى الإسراع في حسم خياره، وإذا تطوّرت الأمور نحو المزيد من الإيجابية، يصبح الوقت عاملاً ثانوياً.

واعتبرت المصادر أن الكرة هي الآن في ملعب الحريري، لافتة الانتباه الى ان “التيار الحر” نفذ ما هو مطلوب منه على مستوى تسهيل تشكيل الحكومة ووضع البيان الوزاري وتنفيذ الخطة الأمنية وإنجاز التعيينات. واعتبرت أن ما تحقق حتى الآن يستأهل البناء عليه “فقد ثبت ان الحوار كان مفيداً ومنتجاً، وإن يكن ليس كافياً بعد لحسم مسألة التفاهم على انتخاب عون، رئيساً توافقياً”.

وفي سياق متصل، أكدت أوساط قيادية بارزة في “قوى 8 آذار” أن مَن يراهن على يأس او تعب عون فهو “مخطئ جداً، فالجنرال هذه المرة ليس بوارد التنازل عن حقه في الوصول الى رئاسة الجمهورية، كما حصل في العام 2008، والذين ينتظرون منه أن يخوض في تسويات او مساومات بعد وقوع الفراغ وتصاعد الضغوط عليه، سيكون عليهم الانتظار طويلاً، لأن “الجنرال لن يكرر تجربة الماضي، ولن يقبل برئيس تسووي او وسطي على حساب الرئيس القوي الذي يملك حيثية شعبية وميثاقية، مهما طال الزمن والفراغ، وهو لا يملك لا الوقت ولا الترف لوضع “الخطة باء” البديلة إذا كان هناك مَن يراهن على بلوغ حتمي لهذه المرحلة”.

وشدّدت الاوساط على ان المشاركة في جلسة الانتخاب المقررة اليوم “ليست واردة، لأن اسم الرئيس المقبل لم ينضج بعد، وعلى “فريق 14 آذار” ان يعرف انه مهما تكررت جلسات الانتخاب في هذه الظروف لن يكون هناك رئيس للجمهورية، في ظل التوازنات الحالية، علماً أن هذا الفريق يعرف ذلك أكثر منا، وبالتالي يجب ان يكف عن التشاطر والمزايدة بمسألة النصاب”.

في المقابل، قالت أوساط نيابية في “المستقبل” إن الاستحقاق الرئاسي مسيحي بامتياز، وشددت على وجوب عدم انتظار نتائج المشاورات الإقليمية، خصوصاً السعودية ـ الايرانية لأن لبنان منذ تأليف الحكومة وضع خارج سكة “الاشتباك الكبير” في المنطقة، ونفت أن يكون الحريري قد قدّم أية التزامات لعون.

وقالت الأوساط نفسها لـ”السفير” إن المطلوب من “الجنرال” تسويق فكرة ترشيحه التوافقي لدى مسيحيي “14 آذار”، وأكدت أن لا صحة لما يُقال بأن الحريري ينتظر جواباً سعودياً لأن السعوديين أبلغوا كلّ من راجعهم أنهم لن يدخلوا في لعبة الأسماء لا قبل 25 أيار.. ولا بعده.

عون يدعو لـ”تفاهم ثلاثي”

وكان عون قد أبلغ “المنار” أنه يحاول ضمّ جميع الأفرقاء إلى التّفاهم (بين “التيار الحر” و”حزب الله”) لمصلحة لبنان، وهذا الأمر أيضاً هو جزءٌ من التّفاهم، أي نقل التّفاهم إلى فريقٍ ثالثٍ لم يكن معنا، وعندها يثبت بشكلٍ أكبر.

وعن إمكان حصول تفاهم ثلاثي بينه وبين الحريري والسيد حسن نصرالله، قال عون: بكلّ تأكيد هذه هي الغاية النهائية، لأنّني سبق أن قلت إنّه يجب أن نكون كالمثلّث المتساوي الأضلاع. ثلاثة أقطاب يمكن أن يشكّلوا مثلّثاً، أي السّيد حسن نصرالله والرّئيس سعد الحريري وأنا، بحيث لا نستطيع أن نفكّك هذا المثلّث ونرمي كل قطعة في مكان، بل يجب أن نكون مرتبطين ببعضنا. وأضاف: الحمدالله أنّنا نجحنا حتّى الآن في المسار الّذي بدأناه في روما وانتهى بتأليف حكومة ووضع خطّة أمنية، وتشكيلاتٍ حقّقت فيها الحكومة ما لم يتحقّق منذ العام 2005، والحبل على الجرّار. كلّ ذلك تحقّق بفضل هذا التّعاون”.

وشدّد عون على أنه من دون حضانة شعب، ومن دون جيش يحفظ الهدوء وراء المقاومة.. لا وجود للمقاومة، ورأى أن المقاومة هي حقّ لكلّ شعب تُحتلّ أرضه، لا بل واجب عليه أن يحرّرها. “لذلك لا يمكننا أن نلعب في الموقف تجاه المقاومة بأن نعطيها نصف حقّ أو ربع حقّ.. للإنسان حقّ كامل بأن يحرّر أرضه”.

جعجع: أفكار للفراغ

في المقابل، تمنى رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي “لو أن العماد عون ينزل الى الجلسة ويحث النواب للتصويت له، وفي حال نال أكثرية الأصوات أي 65 صوتاً، سأكون أول من يهنئه، ولكن تعطيل الانتخابات وموقع الرئاسة غير مقبول ويضعنا امام حائط مسدود”. وتابع: نفكر بحلول لعدم الوقوع في الفراغ مهما كان الثمن، وكي لا يطول وقد طرحت بعض الأفكار مع الراعي “ولا أستطيع الإفصاح عنها حالياً”.

يذكر أن النائب وليد جنبلاط قدم مداخلة أمام مجلس النواب أشاد فيها بشجاعة الرئيس سليمان، وقال: “كنا نختلف معه، ولكن التجارب مع الغير كانت مريرة وأحياناً كانت بالمدفعية، والله يستر من الآتي من الجهتين”