لم ينجح الوفد الماروني الذي زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في إطار جولته على القيادات المارونية لإقناعه بوجوب التعاون لملء الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي إذا طال عن حدّه يستسهل اللبنانيون الاعتياد على بقاء لبنان من دون رئيس طالما أن مجلس الوزراء مجتمعاً يحلّ محل الرئيس ويسدّ الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وجاء جواب العماد عون محبطاً لعزيمة الوفد الماروني كونه أكد للوفد أنه الأقوى بين القيادات المسيحية والأكثر تمثيلاً شعبياً ونيابياً والأقدر على حل مشاكل لبنان واللبنانيين في حال وصوله الي رئاسة الجمهورية كرئيس توافقي وهو ما زال يعمل على هذا الخط ويتواصل مع رئيس تيار المستقبل الذي يمثّل السنّة ومع حزب الله الذي يمثّل الطائفة الشيعية للحصول على موافقتهم على ترشحه كرئيس توافقي يجمع اللبنانيين من كل الطوائف حوله ولا يفرّقهم كما هو الحال اليوم حيال ترشح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حيث انقسم اللبنانيون حول هذا الترشح عمودياً وأعلن فريق منهم أنه يرفض تحت أي ظرف وصول رئيس حزب القوات اللبنانية الى رئاسة الجمهورية ولو أدّى ذلك الى العودة الى الحرب الأهلية التي عاش اللبنانيون مأساتها ومآسيها أكثر من عقد ونصف العقد.
وطلب العماد عون من الوفد الماروني إعطاءه مهلة حتى العشرين من شهر آب المقبل موعد انتهاء المهلة الدستورية لإجراء الانتخابات النيابية، لكي يعطي جوابه الى الوفد في ما إذا كان سيستمر في معركته كمرشح توافقي أو يعلن عن فشل حواره مع رئيس حزب تيار المستقبل سعد الحريري وبقاء كل فريق قابع في موقعه الذي انطلقت منه المفاوضات.
ورغم محاولة الوفد الماروني إقناع رئيس تكتل التغيير والاصلاح بأن حواره مع رئيس تيار المستقبل عقيم ولن يؤدي الى نتيجة وذلك استناداً الى ما صدر حتى الآن من مواقف منسوبة الى رئيس تيار المستقبل أو تلك التي صدرت عن معظم نواب التيار والتي تُجمع على أن الحوار لن يؤدي الى أي نتيجة ما دام عون لا ينجح في الحصول على تأييد مسيحيي 14 آذار وفي مقدمهم سمير جعجع والرئيس الأسبق أمين الجميّل، فإن جواب العماد عون كما أبلغه الى الوفد الماروني هو أنه لا يزال متفائل في الحصول على تأييد رئيس تيار المستقبل له، ليصدر بعده موقف من حزب الله بتبنّي ترشيحه كرئيس توافقي يسدّ الفراغ الذي يخشى الموارنة من أن يصبح عُرفاً أو قاعدة متّبعة في لبنان.
وتصبّ كل المؤشرات على أن خشية الوفد الماروني في محلّها لأن اللبنانيين والعرب والغرب بدأوا يعتادون على وجود لبنان بلا رئيس، وبكلام أكثر وضوحاً بدأوا غير متحمسين للانتخابات الرئاسية ما دام يوجد حكومة تفي بالغرض المطلوب وتؤمّن استمرارية الجمهورية اللبنانية الواحدة والموحّدة في ظل حكومة تحفظ الأمن وتسيّر أعمال الدولة وتستجيب لحاجات الناس ومطالبهم.