Site icon IMLebanon

عُمران.. الحقد الأسدي

 

شوكة بعين النظام السوري وأزلامه ستبقى المملكة العربية السعودية وكذلك الرئيس سعد الحريري. فهذا النظام حيث يظنّ أنه أطبق على قلب اللبنانيين من عرسال، لا يعلم أن النجدة تأتي من حيث لا يدري ولا يريد، فهو لم يتعوّد على العطاء، أو مساعدة لبنان ولو «بفلس الأرملة»، كونه نظام أخذ وسرقة وقتل واغتيال ونهب الخزينة اللبنانية وكل ما في جيوب المواطن اللبناني طيلة عهد الوصاية السورية.

في وقت الشدّة يهرع الأصدقاء الى النجدة من دون مقابل، بينما يُفرج الأعداء عن مكنونات القهر التي تعتريهم، وفي هذا الإطار يصبّ تصريح «وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال» عمران الزعبي، الذي بيّن في كلامه الضعف الذي بلغه النظام السوري المقهور من قبل جهودهم «المضنية» للتحريض على المملكة.. باءت بالفشل. خيبة ما بعدها خيبة كشفت مخطط الشرّ الذي كان بدأه النظام السوري في العام 2005 مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وحتى قبل ذلك.

كلامياً، صفة الببغاء يريدها البوق الأسدي في إطار الكلام الشتّام للتقليل من قيمة المبادرة الشخصية والعلاقة المتينة التي تربط الحريري بالمملكة، فهل من شكّ بأن النظام السوري يخاف من الببغاء القادر على افتضاح شرّه وكشفه على حقيقته؟ ألَمْ يفضح الكلام حقيقة قراءة النظام السوري للهبة السعودية للجيش والتي بلغت أربعة مليارات؟ ولمَ على دمشق أن تبتهج بهذه المساعدة أصلاً ونظامها هو من أضعف الجيش اللبناني؟

المشهد السياسي هو أكبر دليل. دخلت الهبة من الباب فهرب الإرهابيون من الشباك! حقد في الهجوم على عرسال وأهلها وجيشها وكأنه انتقام، ومن ثم سمّ في التصريح وافتضاح النيات الكامنة خلف الحدود. تكتيك قديم لا تتميّز به سوى الأنظمة الديكتاتورية وقد ذاق لبنان علقم النظام السوري في عهد الوصاية. من يقصف حدود لبنان اليوم بالصواريخ؟ من قتل أطفال عرسال وهدّم منازلها المفتوحة للنازحين؟ لمَ يا تُرى أخرج النظام السوري إرهابييه من السجون؟

«عمرانة» مع عمران. «عمرانة»؟ فالنظام السوري لم يحاول منذ عهد الأسد الأب أن يضع حجراً على حجر، بل هدم لبنان وغذّى فيه الخلافات وحكمه بالحديد والنار والاغتيال والسجن والنفي. المملكة العربية السعودية لم تبخل على لبنان بالدعم المادي حتى بعد حرب «لو كنتُ أدري»، فأعادت إعماره. مع عمران «عمرانة» بالحقد والبغض والضغينة والعداوة، فقد استشاط غيظاً لمجرّد إعلان الحريري قرار المملكة بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية بمليار دولار، وهذا الدعم لا بدّ أن يُطلق العنان للإجماع السياسي على سيطرة الجيش على الحدود لحماية الداخل، وبعدها سيحسب النظام السوري ألف حساب لما سيواجهه إرهابيوه على الحدود مع لبنان.

تصريح الزعبي يفضح نظامه. فالحريري الذي سعى لجلب المساعدة للبنان، لم يكن ليقوم بذلك لولا شعوره بالمسؤولية تجاه اللبنانيين والجيش اللبناني. الحريري ليس متفرّجاً، بل لاعب أساسي في لبنان وصديق صدوق للمملكة، وليس على الزعبي ونظامه اتّهامه «بقيادة الإرهاب الدولي»، فالحريري لا يملك سجوناً ولا عصابات مسلّحة، ولا قطّاع طرق، أو عناصر تؤتمر في إيران أو في أقبية النظام السوري، وتاريخ 7 أيار يشهد على ذلك.

ولا تخرج تصريحات الزعبي عن المواقف الاستفزازية، من خلال قوله بأن «الحريري يفضل أن يكون ناطقاً باسم النظام السعودي على أن يساند جيش بلاده في مواجهة الإرهاب«. وماذا يعرف الزعبي والنظام السوري بأسره عن مساندة الجيش، هم المختبئون في أقبية يصدرون قرارات البطش والقتل؟ وما هو مفهوم الزعبي عن المساندة، فهل عرض يوماً على أفراد نظامه التطوّع لقتل الأطفال ورمي البراميل المتفجّرة؟ أم المقصود استفزاز الحريري للعودة الى لبنان والانتقام منه؟

لا لنظام باطش قاصر عن السيطرة على أرضه وقاتل شعبه لأن يتّهم غيره بعدم مساندة الجيش.

الوقاحة بلغت مداها مع نظام باطش قاتل شعبه، لا يستحي من اتهام غيره بعدم مساندة الجيش والإرهاب وهو رمى جيشه وشعبه بنار الإرهاب.