Site icon IMLebanon

«فتحة الموت» معبر النازحين إلى حياة بلا معنى

  ناجية الحصري

«رجاء ابتسم»، لافتة تكرر إلصاقها على جدران غرفة حُشر فيها مكتبان متهالكان مع صناديق ادوية ومعقمات وعشرات الاوراق والجداول. هي محاولة للتخفيف من حزن يخيم على المكان. والمكان هو مسجد يطلق عليه اسم «ابو طاقية» خصصت غرف فيه لعيادات خاصة هي امتداد للمستشفى الميداني المخصص للنازحين السوريين والذي يديرونه بانفسهم، ويقع خلف مدافن بلدة عرسال قبالة الجرود الجرداء التي تحجب الاراضي السورية.

والى هذا المكان يتردد النازحون يومياً بالمئات للطبابة والاستشفاء و…التلاقي. يجلسون القرفصاء امام الابواب وتحت الاشجار وعلى مصطبات حجرية، يخرجون من وحدتهم ومن شعورهم بأنهم متروكون لقدرهم. يشكون همومهم لبعضهم بعضاً ويفيضون حنيناً الى وطنهم. في ذاكرتهم القريبة عشرات القصص عن اهوال «طريق الحية» و «فتحة الموت» ما توقعوا يوماً انهم سيتعرضون لها… وينجون منها، وفي ضمائرهم الكثير من العذابات التي لا تزال تحفر فيها عقداً من الملامات والاسى. فما الذي فعلته حرب تكاد تطوي سنتها الرابعة، بهؤلاء النازحين وماذا فعلوا هم خلالها؟

يتشارك اطباء وجراحون وصيادلة وممرضات واساتذة وحملة شهادات بكالوريوس وماجستير في الاداب والنقد والبلاغة والعلوم الطبيعية يسكنون الآن الخيم، شعوراً واحداً يتملكهم انهم كانوا، على رغم الحرب التي تشن عليهم، بحال افضل يوم قاوموا الظلم في بلدهم قبل ان تتعرض ثورة «الحرية والكرامة» لتشويه، فتصبح حرباً مذهبية وحرب مصالح وكراهية وتصور على انها ارهاب».

تسأل «ام عبيدة» (38 سنة) بصوت متماسك، وهي ممرضة نزحت منذ شهرين الى عرسال هاربة من يبرود وهو نزوحها الثالث بعد النزوح من حمص الى القصير ومن القصير الى يبرود: «لماذا يكرهنا الجميع، ما الذي فعلناه؟ لماذا وضعتم خطوطاً حمراً على بشار الاسد، بأي حق يتم اقتحام القصير وقتل ناسها؟ كنا نساعد الناس وزوجي كان مسعفاً ينقل الجرحى، لا اعرف عنه شيئاً الآن، وابني كان يحمي الناس حين أصيب برصاصة شلت يده ويحتاج الى جراحة في الاعصاب غير متوافرة، كيف اصبحنا على لوائح الارهاب؟ تنظيم «داعش» صنعه النظام لتشويه الثورة ولسنا نحن الارهابيين، والحرب صارت ثارات شخصية».

طالبنا بالاصلاح صرنا مطلوبين

فرح «ام عبيدة» مؤجل «حتى ارجع الى بلدي ولو سكنت في خيمة»، شعور تشاطرها اياه «سامية» الممرضة التي تتنقل بين الاروقة تسجل هذا المريض وترد على ذاك بدماثة وطول بال، تذكر انها كانت في «قبو بناية من خمس طبقات حولناه الى نقطة طبية لاسعاف الناس في يبرود، سمعنا هدير طائرة حربية في الليل وسقط برميل علينا، صوت الانفجار لا يوصف، تهدمت ثلاث طبقات من المبنى ولم اصدق اننا بقينا على قيد الحياة، هربنا بالسيارات تحت قصف الراجمات والغارات الجوية، على طريق الثوار ويلقبونها بـ «طريق الحية» لكثرة تعرجاتها في الجرود وعبرنا الى عرسال. لي شقيق استشهد وشقيق اعتقل، الجيش النظامي يقتل بلا رحمة، فكلما قتلت حصلت على ثقة قادتك أكثر. كنا نطالب بالاصلاح صرنا مطلوبين، تهمتنا اننا نساعد المصابين يعني اننا ضد النظام، لكن في يبرود عشنا اجمل ايامنا، كانت همة الشباب تزيدنا قوة واندفاعاً واحساساً بأهمية الحياة».

المستشفى الميداني الذي تتوزع اقسامه بين غرف للعمليات الجراحية وأخرى للعناية الفائقة، وقسم للاسعاف وغرف للولادة الطبيعية واخرى للقيصرية وغرف المرضى وغرفة لحاضنات الاطفال، يستقبل يومياً نحو 800 مريض، ويجري شهرياً ما مجموعه 200 عملية جراحية و200 ولادة ويعالج نحو مئة طفل مريض في اليوم ومثل هذا العدد تستقبله عيادات طب الاسنان والامراض الجلدية. وأكثر ما يرصده الاطباء امراض التهاب الكبد «بشكل مخيف»، كما يقول الدكتور محمد الاحمد وهو اختصاصي في الامراض الداخلية (من دمشق – الزمالكة)، «نتيجة تلوث مياه الشرب وهي مياه صهاريج».

ويعمل في المستشفى 64 عنصراً طبياً (13 طبيباً والبقية يتوزعون بين ممرضين وصيدلة ومختبر) يلخصون دورة حياتهم بأنها «من الخيمة الى الشغل ومن الشغل الى الخيمة، فكلما انغمسنا في انقاذ حيوات الناس، كلما تخففنا من ثقل تعذيب الضمير». يتحدث الاطباء عن تجربة قاسية خاضوها في القصير بعدما قرر النظام اعتماد الارض المحروقة، واستخدم «حزب الله» الصواريخ الفراغية التي لا يملك مثلها الجيش النظامي وهي تحمل على الكتف. ويقول الدكتور قاسم الزين (اختصاصي امراض جهاز هضمي) وهو مدير المستشفى ولولبها: «منعنا حصول مجزرة بخروجنا من القصير، اخبرنا الناس اننا لن نبقى وسنغادر البلدة التي سقط فيها ثلاثة آلاف ضحية على مدى سنتين، طلعنا مع الجرحى وطلع الناس معنا وبقي بعض العجزة. كان في المدينة 50 الف نسمة ومع ريفها يصبح العدد نحو 150 الف نسمة وجزء من هذا الريف كالحميدية وآبل والضبعة وشق البويضة دمر عن بكرة ابيه، كانت وجهتنا عرسال اللبنانية بعدما اطبق الموت علينا، قصفونا بالمروحيات ثم بطائرات «الميغ» ومن ثم بطائرات «سوخوي». والدي كان عائداً من المسجد حين استهدفته قذيفة ولم اتمكن من اسعافه». ويشير الى زملائه: «هذا الدكتور احمد منذر (طبيب جراح – من يبرود) استشهد شقيقه وكان مهندساً، برصاص قناص، وهذا الصيدلي الدكتور احسان السمر استشهد ابنه وهو صيدلي ايضاً، وكل هؤلاء لم يحملوا السلاح».

فظائع

أكثر الفظائع التي عايشها الأطباء «منظر الاشلاء، اشلاء اطفال، اطفال فقأت الشظايا عيونهم، مصابون تحت الركام لا يمكن سحبهم، مصابون تقطعت اطرافهم او بقرت بطونهم ولا يمكن انقاذهم لعدم توافر الامكانات، تتلو ممرضات آيات قرآنية امامهم ونعطيهم مخدراً كي لا يتألموا وهم ينتظرون الموت، ولا ننسى اماً وابنها استهدفت قذيفة منزلهما فبُترت ساقا الابن وأصيب في بطنه وأصيبت الام بصدرها ورأسها وبقيا على قيد الحياة لساعة ونصف الساعة، كنا نتفرج عليهما ونحن مكبلو الايدي وللمفارقة توفيا في اللحظة ذاتها».

ويضيف الأطباء بلسان واحد: «هذا لم نكن نتوقعه في حياتنا، عندما كنا في القصير كان يأتينا مئة جريح في اليوم الواحد، كنا نعمل من دون توقف، يشغلنا كيف ننقذ الجريح التالي والذي يليه، نعمل فوق طاقتنا، وكان الضغط كبيراً، هل نخضع هذا المصاب الى عملية جراحية اولاً او ذاك الجريح، واذا توفي الجريح الذي كان ينتظر دوره كان يصيبنا احساس بالذنب فنسعى الى انقاذ الجريح الثالث، لا وقت لنبكي شهداءنا، كنا نعتقد ان من يموت يرتاح والشهيد له مكانة عند ربه».

وقال الدكتور السمر: «لم استطع بكاء ابني ولا ان اراه ولا ان اضع وردة على قبره، ابني قتل اثناء اقتحام «حزب الله» للقصير، كان فضل البقاء لاسعاف الجرحى، وقتل في منزله وبقي لي منه حفيد».

الطبيب الزين يرصد تغييراً في احوال النازحين فكلما طالت الحرب فقد الناس الأمل. ويتحدث عن انقلاب في المعايير، الناس تأكل بلا شبع، ظناً منهم انه اذا توافر الطعام في لحظة ما يجب الأكل منه بلا توقف لأنه ربما لا يتوافر مرة ثانية والامر نفسه ينطبق على الدواء، يأتينا مريض ويطلب علبة دواء ثم يعود في اليوم الثاني ويطلب علبة اخرى منه، خوفاً من الا يجده لاحقاً».

ويقول الدكتور السمر: «في احد المرات اتصل بنا صيدلي في عرسال قال ان نازحاً جاءه واستبدل 12 بخاخاً للربو بعلبة حليب لرضيعه، فقصدنا الصيدلية ودفعنا ثمن علبة الحليب واستعدنا بخاخات الربو لأننا نحتاجها لمرضى آخرين».

مساومة على الكرامة

ويتحدث الزين عن «المزيد من التفكك الاسري، وعن مساومات يجريها نازحون على كراماتهم». ويضيف: «يوم وصلنا الى عرسال وزرنا المخيمات الموجودة فيها وجدنا ان نسبة التعليم مزرية وهناك اختلاط وتحرش (لبناني – سوري وسوري – سوري)، خصصنا مخيماً لعائلات الشهداء وسيّجناه، وبنينا مدرسة لتستوعب اكثر من ألف تلميذ، تقوم بتدريسهم هيئة تعليمية من السوريين، جمعنا المال من خلال اتصالاتنا بمغتربين في الخارج وتطوعت جهات لتمويلنا، البعض يعمل تطوعاً وآخرون يتقاضون رواتب، الصليب الاحمر الدولي يزودنا بجزء من الادوية والجزء الآخر تبرعات».

يتوقف الدكتور الأحمد عند ظاهرة ارتفاع عدد الولادات التي تسجل في المستشفى ويرفقها بجملة «والله خجلانين منكم يا لبنانيين، والحقيقة لا املك تفسيراً لهذه الظاهرة». ويرصد الدكتور الزين من جهته «تغييرات سلوكية لدى النازحين، صار سن الزواج عند الشبان 18 سنة والفتيات 14 سنة، فالعائلات تتخفف من فرد كانت تعيله عندما يجدون فرصة لتزويج بناتهن، لكن «ام عبيدة» تعتقد ان اسباباً اخرى تقف وراء ارتفاع معدل الولادات بين النازحين، تقول ان الشباب الذين على الجبهات يسعون الى الزواج والانجاب حتى اذا ما استشهدوا تركوا من يخلفهم.

نعلم التلامذة «ثقافة العودة»

يجمع اطباء ومدرسون على ان «المشكلة التربوية اخطر من المشكلة الصحية لأنه حالياً يتشكل جيل جاهل، هذا ما يريده النظام السوري لنا، تماماً مثلما تحلم اسرائيل بمجتمع عربي فاشل». ويشير هؤلاء الى ان معظم المناطق التي نزح منها السوريون «هي مناطق ذات نسبة عالية من المتعلمين، فالقصير على سبيل المثال كان يتخرج منها سنوياً ما بين 7 و8 اطباء وفي السنوات الخمس الاخيرة كان الاوائل في الشهادة الثانوية على مستوى سورية من القصير».

وسط مخيمات النازحين شيدت مدرسة من الحجر وسقفها من الحديد بأيدي المعلمين انفسهم، صنعوا الطاولات والخزائن والابواب وأطلقوا عليها اسم زميلهم مهدي عباس الذي استشهد في القصف على القصير فيما كان يدرس التلامذة. يقول خالد رعد وهو مجاز باللغة العربية وادابها انه وزملاءه نزحوا من القصير وبقوا معاً وقرروا تشييد المدرسة ووفر صديق مغترب لهم المال لبنائها وشيدوا مخيماً يقيمون فيه حول المدرسة وبات المخيم يعرف بمخيم المعلمين، يقول: «نحن 30 مدرساً ومدرسة نعطي دروساً في كل المراحل وفق المنهاج السوري ووافق الائتلاف السوري على اعطائنا شهادة تعترف بها الحكومة السورية الموقتة وجامعات تركيا، لا نريد اولادنا بلا علم فيما اولاد النظام يتلقون تعليمهم، حمص كانت عاصمة العلم لا نريدها عاصمة الجهل، نحاول تجاوز عقبات ونصنف التلامذة وفق مستواهم وليس اعمارهم والاهالي حريصون على تعليم اولادهم مثلنا».

ويسترجع رعد وزميله زياد الواو وكلاهما استشهد لهما شقيق ونضال عيوش وهو كان مدير معهد تربوي في القصير، ان الموت الذي اختبروه «صار عادة واختصرت حياتنا بخيمة وحتى الخيمة في احيان تحولت حلماً، نحزن حين نشتري التفاح اللبناني لانه في بلدنا مستحيل ان نشتريه كنا نصدره لكل الوطن العربي»، ويتحدثون عن البراميل المتفجرة التي كانت تلقى عليهم وكيف طمرهم الردم وجرى انقاذهم وبينهم جرحى «وعلى رغم كل شيء كنا مبسوطين، في احد الايام شيعنا 60 شهيداً نصفهم استشهد فيما كان يشيع القسم الاول لأن القصف استهدف الجنازة، كنا نشيع القتلى ونعود الى مخابئنا نتعشى ونبحث عن ضحكة تبدد عتمة الموت الجاثم علينا».

ويقول احدهم: «أكثر ما نندم عليه اننا علمنا طلابنا ثقافة النظام، اهلنا صفقوا للنظام فصفقنا له، لكننا الآن نعلّم طلابنا ثقافة الامل والعودة وانها ثورة شعب يطالب بالحرية وليست ثورة جياع، النظام يمارس عقاباً جماعياً على الناس، ومن كان مع النظام وتعرض للعقاب اسوة بالآخرين أصيب بالضياع ولم يعد له من خيارات، النظام يمارس علينا التطهير الديموغرافي».

ان تكون امرأة في الحرب

«في الحروب ان تكون امرأة اصعب بكثير من ان تكون محارباً»، هكذا تشعر معظم النساء النازحات، منار المصري التي تحمل ماجستير في اللغة العربية – نقد وبلاغة، المتزوجة حديثاً ولا تريد انجاب الاطفال في هذه المرحلة من حياتها التي اختصرت بخيمة، تقول: «هذه الحرب افقدت الناس انسانيتهم، لم يعد احد يفكر بالآخر، كل فرد يريد خلاصه، في احيان لا نملك ثمن رغيف خبز، زوجي ضابط منشق ولا يعرف العمل بأي مهنة، الآن انا أدرس، وأعلم علم اليقين ان لا عودة لي الى سورية، الناس تتملكها نزعة عدوانية، صار عندنا قسوة ولا قدرة لنا على التسامح، والدي ضابط متقاعد ارى الدمعة في عينه كل يوم، كان رجلاً صاحب جبروت، الى هذه الدرجة سحقتنا الحرب، لكننا اقوياء نصرّ على التحدي، خسرنا كل شيء وصرنا لاجئين كنا نسمع عن اللاجئ الفلسطيني ولا نشعر به الآن صرنا مثله».

زميـــلـــتها في التعليم فاطمة زهوري وهي من حملة بكالوريوس في العلوم وتدرس المادة من دون مختبرات بل تعتمد على المخــــيلة، متزوجة ولديها ولدان يلهوان في الخــيمة على رغم هوائها الساخن، قالت ان وجود الزوج «رحمة في النزوح، من الصعب على النساء الاحتكاك بالرجال للحصول على المساعدات وتأمين المياه». هي لا تحصل من مفوضية الامم المتحدة على معونة غذائية لأن لديها معيلاً.

تتجنب منار وفاطمة القيام بأي عمل يعرضهما لـ «كلام الناس». وتعتقدان «ان سمعة النساء في حال النزوح هشة، وغلطة واحدة قد تنعكس على سمعة كل النساء».

ومع ذلك، فإن ما اختبرنه خلال النزوح كشف قوة لديهن ما ظنن يوماً انها موجودة. ولادة تحت القصف في القصير وعبور «فتحة الموت» مع طفلين من دون الزوج تحت وابل من القصف والقنص والاختباء من الشبيحة في «مزارع السياد» مع نحو 50 شخصاً ومغادرتها فجراً بعد اقتحام الجيش النظامي لها وذبح كل من بقي فيها من نساء وأطفال.

تدمع عينا منار حين تتذكر جارتها «ام حيان» التي قتلت مع ابنها الوحيد بقذيفة سقطت على منزلهما بعدما رفضت مغادرته «تشبثاً بالوطن». قالت: «سرقوا كل شيء بيوتنا وسياراتنا ومحلاتنا وأحرقوها، نحن اصحاب البيوت يصبح مصيرنا في خيمة؟ لولا التعليم لكنا متنا من القهر نريد ان نسلح اطفالنا بالعلم. حين كانت طائرة الميغ تغير علينا في القصير كنا نهرب مع الطالبات الى اقرب قبو وكنا نضحك لأننا كنا نتحدى الموت اما هنا فكل يوم نبكي حالنا».

تأسف فاطمة على ابحاثها التي احترقت، «كان طموحي ان اصبح استاذة معيدة في الجامعة، لكني صرت نائمة على الطريق، ومع ذلك وسخ الدنيا يعوض لكن الروح لا تعوض». وتروي كيف ان النساء والاطفال اثناء عبور «فتحة الموت» في الطريق الى عرسال كن حشرن داخل بيك أب ووقف الشبان حولهن كطوق بشري لحمايتهن واطفالهن من القصف والقنص. وحين سقطت قذيفة قريبة من البيك أب أصابت شظاياها شاباً لم يتجاوز الـ16 سنة يدعى عمر السوقي، بقي عمر ينزف حتى الموت على الطريق ودفناه بأرضه وتابع البيك أب رحلة الموت».

«لا عيب في البكاء انه يغسل الروح ويفرّج الهّم»، قالها احد الاطباء وحين سألته هل ما زلتم تضحكون رد بابتسامة: «لا تخافي علينا نحن الحماصنة».