Site icon IMLebanon

فورد ومسؤولية أوباما الإرهابية!

كان روبرت فورد من أعرق السفراء الاميركيين الذين عملوا في الشرق الاوسط وافريقيا، لكنه منذ استقالته في شباط الماضي بعد ثلاثين عاماً في الخدمة، حرص على ان يقدّم مضبطة اتّهامية واضحة تؤكّد ان سياسة باراك اوباما لا تتحمل المسؤولية عن المذبحة السورية وما أفرزته من كوارث فحسب، بل عن الأخطار التي يرتبها نهوض الإرهاب الذي بات يقلق اميركا والدول الغربية هذه الأيام!

في بداية حزيران الماضي كتب فورد مقالاً في “النيويورك تايمس” ركّز فيه على “ان بشار الأسد والجهاديين على السواء يمثّلون تحدياً لمصالح الولايات المتحدة الاساسية، وان سياسات الأسد الوحشية تسببت بسيل من اللاجئين يمكن ان يقوّض الاستقرار في المنطقة والعالم”!

بعد شهر على هذا الكلام الذي شكّل إدانة واضحة لسياسة واشنطن، إنهار الجيش العراقي واعلن تنظيم “داعش” دولة الخلافة وتأجج القتال في اليمن وتوالت الاعتداءات الإرهابية على حدود السعودية، وظهرت حال من الذعر في اميركا والدول الغربية، من ان الإرهابيين الذين نشطت اجهزة الاستخبارات الغربية والروسية ايضاً في تسهيل ذهابهم الى القتال في سوريا، لا بل في تشجيعهم على الذهاب الى مصيدة النظام للخلاص منهم بعيداً، يمكن ان يعودوا الى بلادهم انتحاريين وقنابل موقوتة!

لم يتردد السفير فورد في السخرية من اوباما قبل ايام، عندما رد على كلامه بأنه لا يمكن الفلاحين واطباء الأسنان السوريين ان يسقطوا نظام بشار الاسد، بالقول ان الضباط والجنود الذين عرفتهم لم يكن احدهم فلاحاً او طبيب اسنان، بل كانوا ضبّاطاً وجنوداً وانشقوا ولديهم الخبرة المطلوبة لتسلم اسلحة فتّاكة نقدمها لهم، وان هذا التسليح لا يشكل واجباً بل مصلحة وطنية اميركية!

“داعش” الذي يتوسع في سوريا والعراق كانت فصيلاً وتفصيلاً، عندما كتب فورد منتقداً سياسة اوباما حيال إغفال حقيقة “ان نظام الاسد إهانة للكرامة الإنسانية “، وان إلقاء براميل متفجرة على المدنيين، وهو ما يجري الآن في العراق، سيخلق البيئة النموذجية لازدهار مشاعر اليأس والكراهية التي تساعد قادة المنظمات الإرهابية للحصول على المزيد من الانتحاريين الذي يرغبون في تفجير انفسهم!

هيلاري كلينتون تقول في كتابها الصادر قبل شهر بعنوان “خيارات صعبة” انها كانت تريد منذ بدء النزاع تسليح المعارضة السورية لكن اوباما عارض الأمر دائماً، والسفير فورد يذهب الى اتّهام اوباما بالكذب لأنه كثيراً ما اوحى بأنه سيسلّح المعارضة، لكن القصة ليست هنا بل في ذلك التصريح الذي ادلى به رئيس موظفي البيت الابيض في ٢٣ تشرين الأول ٢٠١٣ “ان من مصلحة اميركا استمرار القتال بين “القاعدة” و”حزب الله” في سوريا”… وها هي الفتنة تحرق سوريا والعراق!