معه حق الشيخ نبيل قاووق: 14 آذار شريرة وتريد الفراغ في موقع الرئاسة! لكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يفعل هو وحزبه العكس؟ ولماذا لا يؤكد فعل إيمانه الحديدي بمؤسسات دولة لبنان وبضرورة عدم السماح بإلحاق إهانة موصوفة بها وبأهلها من خلال الفراغ في موقع الرئاسة؟ ولماذا لا يبعث ببرقية فورية تتمم سياسياً وعقيدياً هنا ما يفعله ميدانياً في سوريا.. لماذا لا يفعّل التزامه منطق تحالف الأقليات عندنا مثلما يفعله عند بشار الأسد هناك؟ ولماذا لا يقول للمسيحيين اللبنانيين إن الموقع العائد لهم وهو الوحيد من نوعه في العالمَين العربي والإسلامي، لا يجب أن يضمحل ولا أن يبور ولا أن يؤخذ رهينة «المقاومة» وسلاحها؟!
لماذا لا يبطش حزب «المقاومة» (في حمص وريف دمشق) بفريق 14 آذار في معركة الرئاسة اللبنانية، ويفخّت أهدافه الشيطانية ويقفل عليه الباب من خلال إعلانه (مثلاً وليس حصراً) أنه يرشح شخصية غير فئوية وغير حزبية وليست محسوبة عليه وعلى محوره في مقابل المرشح «الفئوي الاستفزازي» الذي يرى الشيخ قاووق أنه السبب الوحيد في الفراغ المرتقب!
بل لماذا لا يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول للبنانيين عموماً وللمسيحيين خصوصاً إن رئيس جمهورية الطائف لا يمكنه أن يكون مثل بشار الأسد، وأن ما حصل مع إميل لحود أعاد لبنان إلى أسوأ وأشرّ وأعنف مستويات الانقسام.. كما لا يمكنه أن يكون خلاصياً قطعياً هوائياً يفترض نفسه مصلحاً إلهياً لبشر لا يرعوون فيما العينّات التي قدّمها والتي لم تتخطَ العناوين العائلية والأُسرية قدّمت أسطع دليل إصلاحي ممكن على إيثاره الانوية على الوطنية، والذاتية على العامة، والخزعبلات الحاقدة على الموضوعية وبيان الأحقاد على الحقائق؟
الأرجح أن ذلك كله لن يتم، والأرجح أن يشغر موقع الرئاسة الأولى لفترة قد لا تكون قصيرة، لأن «حزب الله» لا يستطيع على ما يبدو قيادة معركتين كبيرتين في وقت واحد: معركة تثبيت وتأبيد طغيان الأسد في سوريا، ومعركة تثبيت وشرعنة ما أخذه من لبنان واللبنانيين بسلاحه.
الأمر أعقد من ذلك بقليل! إسألوا من جرّب قبلكم!