ما لم يحصل في الفترة الماضية في شأن انتخابات الرئاسة اللبنانية، لن يحصل في الأيام الخمسة الفاصلة عن انتهاء العهد الذهبي للرئيس المثال ميشال سليمان.
منطق الأمور وواقع الحال يقولان بذلك. علماً أن لا منطق أصلاً في صيرورة كل حدث مماثل، كل ست سنوات، محطة لفوران حالات تنجيم وضرب بالرمل وتبصير وقراءات خاصة يحاول أصحابها بيعها باعتبارها خلاصة استنتاجات مستندة الى معرفة «دقيقة» و«أكيدة» و«عميقة» بما يحصل!.
صعب الاستنتاج العدمي والسلبي، لكن الأصعب منه بناء الصروح على رمال متحركة. ثم الذهاب في التيه حتى حدود البلاهة والعبث.. ثم إشاعة ذلك بفخر يقارع الصوان! كأن يدعي مدّعٍ جامح وطامح أنه اليوم غير ما كانه بالأمس تماماً بتاتاً أو أن العامّة في السنوات المنصرمات فهمته غلط! أو أخذته على ظاهره المشوّش والركيك والفاتك بأصول السياسة وسمو الأداء ورفعة البيان العام! وأن باطنه (المشعّ!) ليس سوى كنز مليء بجواهر لا تفنى عن كيفية بناء الدول وتدعيم ركائزها وفكّ أسرها من سلاسل البلاء والاستتباع والمصادرة والمتاجرة والاستباحة!.
الحاصل، هو أن من لم يشترِ البضاعة المغشوشة سابقاً، لن يشتريها راهناً! ومن لم «ينتبه» الى الكنز الإصلاحي المطمور خلف الظواهر والبيّنات والأكيدات على مدى السنوات الماضيات، لن تكفيه الأيام الخمسة الباقية قبل 25 الجاري لتصحيح وضعه! أما الباقي من عدّة البلف والتمويه لصاحب تلك البضاعة، فليس سوى مناورات تشبه الخزعبلات، تبني الآن على ما سيتكرر لاحقاً. وتحاول مسبقاً تعزيز تبريرات الاصطفاف الفتنوي المستمر، وتفعيل بيان الغريزة المؤطر باتجاه طرف واحد بعينه! من خلال تحميله المسؤولية المنفردة عن «ضياع فرصة إنقاذ لبنان»!.
يستحق لبنان غير هذا البيان، وذلك الادعاء. ويستحق اللبنانيون أداء أكثر تواضعاً وواقعية! وهم الذين داخوا من سكرة المشاريع الخلاصية الضاربة في فرادة مشتهاة فيما هي بعيدة وتؤاخي السماء السابعة في بُعدها ونأيها الفلكي!.
.. خمسة أيام ويغادر الرئيس سليمان قصر بعبدا ليسكن أكثر فأكثر في ضمائر الناس وأفئدتهم. وهو الذي خاطبهم من دون أوهام أو مبالغات. وأعاد تذكيرهم برفعة المقام وسمو مركز الرئاسة.. بمعنى الدستور ونُبل القصد من شريعته. وبفصاحة بيان الائتمان على السيادة وصون المصالح العليا للبنان وأهله!.
يحتاج اللبنانيون الى رئيس مثله: يَصْدُق معهم ولا يكذب عليهم وعلى حسابهم! يحترم الذكاء فيهم ولا يبني أمجاده الزائفة على إشعال غرائزهم!
بانتظار ذلك.. أهلاً بالفراغ!