Site icon IMLebanon

في «داعش» والوظيفة

 

تقدّم «موقعة» سدّ الموصل الدليل الحسّي الملموس على أنّ «داعش» وظيفة قبل أي شيء آخر. بل إنّ «الموقعة» في ذاتها ليست سوى فضيحة برسم إدارة باراك أوباما قبل غيرها وفوق غيرها. وأوّل ذلك الغير هو الاستديو الإيراني الأسدي المشترك الذي أنتج هذا الفيلم وعمل ويعمل بشغف استثنائي على توزيعه على أوسع نطاق ممكن.

«الموقعة» المذكورة تؤكد أنّ وظيفة «داعش» في الشقّ العراقي مُضافة وبدأت تنتهي.. وكان يكفي بضع طائرات حربية أميركية وبضعة عشرات من المقاتلين البشمركة كي ينتهي «جبروت» ذلك التنظيم في سدّ الموصل! وكي يتبيّن مدى الخبث الغربي في مقاربة ذلك المُعطى من أوّله إلى آخره.

.. اشتغل المالكي واجتهد. رأى أنّ الاستخدام البدائي البائس لورقة الإرهاب التكفيري كافٍ لدقّ النفير من حوله ودفع كل رافضي ولايته الحكومية الثالثة إلى الركوع واستجدائه كي يبقى في مكانه لـ«الاستفادة» من خبرته في مواجهة ذلك المدّ العدمي!

لكنّه اجتهد حتى شطّ، فسقط! وستبيّن الأيام الآتية (إذا أمكن وتكرّرت ويكيليكس!) أنّ قصة «سقوط» الموصل ونينوى وصلاح الدين والأنبار و«انهيار» الجيش العراقي بكل عدّته وعتاده، كانت الفصل الأكبر والأهم في تلك المسرحية المخزية، لكنه كان فصلاً مُضافاً! وأنّ المالكي لعب دوراً أكبر منه. وعندما خرج عن النصّ وخرجت تلك الأداة الوحشية عن حدود السيطرة، انتهى الموضوع بلمح البصر وانهار المسرح فيما بقي السدّ في مكانه!

.. النسخة العراقية من فيلم «داعش» كانت محكومة بالاحتراق: شطط المالكي كلّف المخرج الإيراني الكثير. وعندما التقط الأميركي طرف الخيط وراح يشدُّ به في اتجاهه رضّخ الاثنان: المالكي وطهران. سقط الأوّل في بغداد فسقطت «داعش» في سدّ الموصل. ولن يطول الوقت قبل السقوط الأخير في كل المحيط العربي العراقي بعد إتمام عملية تشكيل الحكومة المطلوبة البديلة: خطوة مقابل خطوة!

والنسخة العراقية مُضافة لأنّ وظيفة «داعش» الأساسية والرئيسية هي في سوريا بالميداني المباشر، وفي المحيط العربي بالمدى غير المباشر. والمطلوب تعميم الفكرة القائلة بأنّ الإرهاب التكفيري حكرٌ على مكوّن إسلامي بعينه! وأنّ ما يجري في سوريا هو من تداعيات ذلك الإرهاب! وما يعاني منه «العالم» لا يخرج عن ذلك السياق والزقاق!

فضيحة سدّ الموصل دلّت بالأصبع المجروح على مدى الاستهتار الذي تُساس به مصائر أهل العراق بعد أهل سوريا. ومدى جموح أصحاب القرار الإيراني الأسدي في استخدام كل أداة وأي أداة من أجل ردّ السقوط الحتمي عن سلطة المافيا في دمشقن وتصفية الحساب بالجملة مع دول الجوار العربي من خلال إيصال نار التطرّف الأعمى إلى حدودها وإلى داخل تلك الحدود إذا أمكن!

بهذا المعنى تُفهم تماماً أهمية واستثنائية خطوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوفير كل ما يلزم لمواجهة الإرهاب التكفيري وأهدافه خصوصاً وأنّه وليد ذلك التطرّف والكيد السياسي المخزي الذي لا يتورّع أصحابه عن تشويه الإسلام خدمة لمراميهم ومشاريعهم وطموحاتهم.