Site icon IMLebanon

قبل “تحلل” النظام !

لا ندري كم تبقى من قدرة موضوعية على رهان على حوار داخلي بعد لإقالة لبنان من أزمته الرئاسية المتناسلة أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية الى حد بات ينذر فعلا، وللمرة الاولى بخطر داهم لازمة نظام وربما أكثر. ليس ثمة من يدعي انه يملك مفاتيح السحر لإعادة احياء شيء ما من حيوية سياسية اضمحلت تماماً منذ قررت القوى الداخلية الاستسلام للانتظار والانخراط في آليات انتقالية ظرفية لا أفق لها سوى تبرير العجز الداخلي. وما كان لموضوع الحوار الداخلي ان يثار مرة اخرى لولا عوامل بعضها ينذر بتحلل النظام، وبعضها الآخر يبعث على الدهشة جراء تناقضات غريبة.

من هذه الجوانب مثلا اننا نعاين تجربة حوارية جديدة بين حركة ” أمل” وتيار “المستقبل” لا نظن ان احدا يتحسس منها او لا يشجعها اذا قيض لها ان تشكل جسر عبور الى حل مثلث أزمات مالية واجتماعية وتأمين توافق يوفر انعقاد جلسة تشريعية لمجلس النواب لحل هذه الأزمات الملحة العالقة. تأتي هذه الجولة الحوارية عقب تجربة مماثلة بين الفريق العوني والفريق الحريري التي سال حبر مدرار حولها في ابعادها التطبيقية المباشرة والرئاسية المتصلة بترشيح العماد ميشال عون فنجحت في أمكنة وأخفقت في اخرى. كما ان هذه الجولة وتلك تجريان في ظل حكومة شراكة امنية نادرة بين “المستقبل” و”حزب الله” لولاها لما كان الكثير من معالم الصمود الأمني القائم بحده الادنى متوافرا اليوم.

نقول ذلك ونحن نعاين الوجه الآخر الطالع من زعزعة النظام الجارية بخطورة تفوق لهو اللاهين عن معنى تقويض ما تبقى من معالم مرحلة انتقالية بالكاد يقوى لبنان على اجتيازها من خلال حكومة تحولت مجلسا رئاسيا بأمر واقع قسري سيكون له ما له من تداعيات. اغلب الظن ان الحكومة بواقعها المتآكل متجهة الى ان تغدو مخلوقا هجينا استولد لنفسه صلاحيات مبتكرة فوق ما منحها إياها الدستور، وفي الوقت نفسه تعجز عند كل مفترق عن إقفال اي ملف. وكأننا امام انهيار مبكر لابتداع تجربة انتقالية لا خلاصة صارخة لها سوى ان اي آلية بديلة عن الرئاسة الشاغرة لن تجدي نفعاً أياً تحجج معطلو الانتخابات بضعف الصلاحيات الرئاسية. لا الحوارات الجانبية ستجدي في التخدير ولا اللهو السلطوي الطارئ سيقي أطرافه تداعيات الانهيار الحكومي ومن بعده النظام برمته. لماذا لا تذهبون الى رأس النبع؟ لماذا الحوارات بالمفرق؟ لقد عم العري السياسي الجميع ولن يقيه تستر أمني او وقائي ولن يبقى من مجلس الوزراء سوى هيكل يعمل أسبوعا أسبوعا وربما يغدو مياوما هو الاخر أسوة بواقع “الرعايا” اللبنانيين. ومن يعش ير!