المشنوق يطمئن أهالي العسكريين المفقودين ويؤكد لـ «المستقبل» أنّ تهديد «النصرة» يعبّر عن «أزمة لا قدرة»
قضية المياومين: «توتّر عالِ» على خط الحلفاء
يبدو أنّ كَيْل قضية مياومي «كهرباء لبنان» قد طفح بين الحلفاء من خلال دخول تكتل «التغيير والإصلاح» بثقله أمس في التصدي لهذه القضية التي أظهرت تطورات الساعات الأخيرة أنها قضية «قلوب مليانة» على طول خط «التوتر العالي» الممتد من الرابية حتى عين التينة. فبعدما عجزت إدارة مؤسسة كهرباء لبنان صباح أمس عن فتح أبوابها الموصدة بالسلاسل المعدنية، فتح التكتل معركة مباشرة مع المياومين استخدم فيها عبارات سياسية من العيار الثقيل من نوع «ولّى زمن الاستقواء على وزاراتنا» و«حذار اللعب بالنار، لا تحرجونا أيها السياسيون وارفعوا أيديكم عن هؤلاء العمال فالقرار الصعب يتخذه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح« (النائب ميشال عون) لأن حقيبة الطاقة هي حقيبته«، وفق ما جاء على لسان موفد عون إلى وزارة الطاقة الوزير السابق سليم جريصاتي. ولم يطل الوقت حتى أتاه الرد مكتوباً بمضامين لا تخلو من غمز ولمز سياسي ليسأله الميامون: «بأي صفة تتحدث في وزارة الطاقة؟ هل تطمح لأخذ مكان وزير الطاقة كما أخذت سابقاً مكان (وزير العمل الأسبق) شربل نحاس؟».
وكان جريصاتي قد تحدث خلال مؤتمر صحافي عقده وزير الطاقة أرتور ناظريان في مبنى الوزارة إلى جانب مدير عام «كهرباء لبنان» كمال حايك، متوجهاً إلى المياومين بالقول: «لا تصبحوا «أحصنة طروادة» سياسية لمشاريع نعرف مداها»، مضيفاً: «اسمعوني وقد أُعذر من أنذر، ما تقومون به هو أعمال جرمية، أعيدوا النظر بقراراتكم المتهورة وإذا كان من إملاءات سياسية (عليكم) فاعلموا أنه في آخر المطاف أنتم الذين سوف تُحاسبون لأنّ المحرّض السياسي مغطى في لبنان (…) نحن نضبط شارعنا لأننا نريد وأد الفتنة فكفى كلاماً مذهبياً وطائفياً بغيضاً وفئوياً خطيراً».
أما الوزير نظريان فقد شدد في مستهل المؤتمر الصحافي على أنّ «ما يحصل في مؤسسة الكهرباء يشكل تعدياً صارخاً على القانون والدولة»، واضعاً إقفال أبواب المؤسسة من قبل المياومين في إطار «الاحتلال والممارسات الميليشيوية التي يمكن أن تستدعي الانجرار إلى مثيلها في حال تقاعس القوى الأمنية».
وفي ردهم على المؤتمر الصحافي، اعتبر المياومون من جهتهم أنّ ما تقوم به مؤسسة الكهرباء «هو تعدٍ على حقوقهم»، وأكدوا أنّ مطالبهم «عمّالية بحتة» محمّلين جريصاتي «مسؤولية أي أذى يتعرض له أي مياوم».
العسكريون المفقودون
على صعيد منفصل، برز في قضية العسكريين المفقودين إبان معركة عرسال تهديد نقلته أمس وكالة «الأناضول» التركية على لسان من وصفته «قائداً بارزاً في جبهة النصرة» لوّح فيه بأنّ أي محاولة لاسترجاع العسكريين بالقوة «سيعني موتهم» ونبّه إلى أنّ الجبهة ترى أنّ «التفاوض هو الحل الوحيد» لهذه القضية وإلا فإنها قد تلجأ إلى «الخيار العسكري لتحرير أسراها في السجون اللبنانية».
في المقابل، قلل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من أهمية هذه «التهديدات التافهة» وقال لـ«المستقبل»: «هذا كلام لا قيمة له ولا نهتم بالرد عليه»، مشدداً على أنّ هكذا تهديد إنما «يعبّر عن أزمة لا عن قدرة، بدليل عدم القدرة حتى على ذكر اسم مطلق التهديد».
وزير الداخلية كان قد طمأن وفد أهالي العسكريين المفقودين الذي زاره أمس في الوزارة، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، إلى أنّ «الجهود تُبذل في سبيل إنهاء معاناتهم في أسرع وقت ممكن». وأطلع المشنوق الوفد على الاتصالات القائمة على أكثر من خط في سبيل تأمين عودة أبنائهم سالمين، باعتبارها «مسؤولية وطنية جامعة لا مكان فيها للتهاون أو التلكؤ والانكفاء»، مضيفاً: «حرصنا الكبير على إنهاء مأساة العسكريين المحتجزين، يوازيه الحرص على التعامل مع هذا الملف الحساس بمسؤولية وواقعية، لذلك آثرنا إبقاء المعالجات القائمة بعيداً عن الأضواء، وتحمّلنا الكثير من الانتقادات وحملات التشكيك والتجريح والاتهامات بالتقصير، لرغبتنا في ألا تؤدي أي «دعسة ناقصة» إلى نتائج سلبية تعرّض حياة المحتجزين للخطر لا سمح الله».
وبعد اللقاء لفت المتحدث باسم لجنة أهالي العسكريين علي طالب إلى أنّ المشنوق وضع الوفد «في حقيقة الأجواء بعدما كانت هناك أمور غامضة في المرحلة الماضية»، ونقل عنه الإشارة إلى وجود «مفاوضات جدية وقوية لا تخرج كلها إلى الإعلام» مع تأكيده أنّ «هناك قضايا ستتبلور خلال عشرة أيام». وناشد طالب في الوقت عينه «هيئة علماء المسلمين» بأن تعاود مفاوضاتها «حتى الوصول إلى النتيجة المرجوة».
صواريخ مجدداً
في غضون ذلك، تجددت أمس حوادث إطلاق الصواريخ «اللقيطة» من الجنوب باتجاه المستوطنات الإسرائيلية وسط الخشية مما يعكسه تكرار هذه الحوادث في الأيام الأخيرة من إلحاح بعض الجهات المتقاطعة في الأهداف والمصالح مع مطلقي صواريخ الجولان الأخيرة على الدفع باتجاه فتح جبهة الجنوب. وفي هذا السياق نجح مجهولون مساءً في إطلاق صاروخ كاتيوشا عيار 122 ملم من محيط منطقة الجرمق – الزفاتة في وادي الليطاني باتجاه إسرائيل.
وعلى الأثر، ردت المدفعية الإسرائيلية بقصف عدد من المواقع المحيطة بالمنطقة، بعد تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية سقوط الصاروخ في منطقة مفتوحة في مستوطنة «كريات شمونة» من دون أن يوقع إصابات. في حين عمد الجيش اللبناني إلى فرض طوق أمني حول مكان إطلاق الصاروخ وبادر إلى قطع طريق كفركلا العديسة حفاظاً على سلامة المواطنين تحت وطأة التحليق المروحي الإسرائيلي الكثيف بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة في سماء المنطقة.