Site icon IMLebanon

قيادي في 14 آذار : جنبلاط يحلم بحكم بعبدا

قيادي في 14 آذار : جنبلاط يحلم بحكم بعبدا

لذا يرفض انتخاب الأقوياء ويُرّشح حلو

الكل عاتب عليه اليوم من فريقيّ 8 و14 آذار لانه أفهم الجميع بأنه لن يكون مع احد خصوصاً في الاستحقاق الرئاسي، هو قال: «لا للنائب ميشال عون ولا ثانية للدكتور سمير جعجع، ولا ثالثة للمرشح الاتي من المؤسسة العسكرية، فكثرت اللاءات حتى وصلت الى حاكم مصرف لبنان. انه وليد جنبلاط الداعم فقط للمرشح المعتدل هنري حلو الآتي من كتلته، لكن إنطلاقاً من هنا لم ينجح الزعيم الاشتراكي في جعل موقفه مقبولاً لدى فريقّي النزاع السياسي الذي تنقل بين أروقتهم على مدى سنوات، اذ لا تزال صفة التقلّب السياسي تسيطر عليه، فهو منذ اسابيع معدودة وجّه الغزل السياسي الى الموارنة وتحديداً خلال مصالحة بلدة بريح، فكانت الكلمات الرنانة توجّه الى المسيحيين من كل حدب وصوب، اما اليوم فالوضع تغيّر فالزعيم الدرزي ينظر فقط الى مصلحة الوطن ككل بحسب ما يعتبر، فتتجه انظاره الى النائب هنري حلو فلا يرى سواه مناسباً في المركز الاول.

في هذا الاطار يرى قيادي مسيحي في قوى 14 آذار خلال حديثه لـ«الديار» بأن جنبلاط يحلم بكرسي بعبدا لذا رشح نائباً من كتلته نكّن له كل الاحترام، فهو ابن بيت سياسي عريق لكنه ليس الرئيس المناسب لهذه المرحلة التي تتطلب رجلاً قوياً من الاقطاب الاربعة الموارنة، أي رئيس لا يدير الازمة بل يعمل للقضاء عليها، لكن في لبنان اعتدنا دائماً ألا يصل الرجل القوي لان مصيره يكون معروفاً.

ويعتبر القيادي بأن جنبلاط يطرح أفكاراً ويناور لتعبئة الفراغ الرئاسي، فيطلق إسم هنري حلو علّه يكون توافقياً وتقبل به كل الاطراف، لانه من خلال وصول حلو الى الرئاسة سيكون جنبلاط الحاكم على بعبدا وهذا لن نقبله بتاتاً كمسيحيين، لذا لا يعرف أحد ماذا يدور في ذهن هذا الرجل، احياناً يدعو الى تعديل الطائف حرصاً منه على صلاحيات رئاسة الجمهورية وهذه حيلة لا تنطلي علينا، لان هدفه إعطاء الطائفة الدرزية مزيداً من الحقوق في تركيبة النظام اللبناني، كما يعمل من اجل بقائه بيضة القبان فلا يريد أي تحالف مسيحي ـ اسلامي كي لا يبقى الاضعف على الساحة، معتبراً ان جنبلاط يشكل خطورة ولذا يجب مسايرته دائماً.

وعن تصريح جنبلاط الاخير بأن جبهة «النضال الوطني» لن تسحب ترشيح حلو من أجل عسكري او حاكم مصرف لبنان او اي شخص آخر، اعتبر المصدر بأن جنبلاط يريد الفراع الرئاسي ولذا يطلق هذا الموقف، لانه يعرف سلفاً بأن لا حظوظ لحلو في الوصول الى بعبدا، ولذا طلب منه القيام بجولة على الاقطاب الاربعة لجّس نبضهم من ناحية نسبة موافقتهم عليه لكنه عاد خائباَ، مع العلم انه يطرح نفسه كمرشح يتماشى مع مسيرة الرئيس ميشال سليمان، لكن هو بعيد عن هذا الطرح، ونحن لم ننس بعد تقلبات جنبلاط السياسية التي جعلتنا ندفع الاثمان الغالية لذا لا نثق ابداً بطروحاته.

ويكشف القيادي ما يقوله جنبلاط في مجالسه الخاصة الضيقة «بأن تحالفه السابق مع بعض الرموز المسيحية لم يكن صائباً كثيراً، لان التحالف مع سمير جعجع ضد الطبيعة، وكذلك الامر مع ميشال عون، فالتحالف معهما غير وارد، فنحن كدروز نتحالف فقط مع المعتدلين مثل آل البستاني وآل طعمه وغيرهما من الوسطيين»، ويشير القيادي الى ان ما يهم جنبلاط اليوم هو البقاء على تواصل فقط مع الرئيس سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، لانه يؤمن بإمكانية التوافق بينهما على الرغم من الصراع السّني ـ الشيعي الحاصل منذ سنوات، ولانه يؤمن على خط معاكس بأن الانقسام المسيحي وخصوصاً الماروني سيستمر وهذا مؤسف للغاية، لذا لا يكترث كثيراً للتواصل مع المسيحيين لانهم لا يفيدونه بشيء بحسب ما يعتقد.