طريق الوفاق هو الحوار.
والإلتفاف على الموضوعية نفاق.
والمطلوب الآن صراحة لا تعمية.
وما يسمعه الجميع، أقرب الى المواربة، لا الى الصراحة.
لو يصمت دعاة الحرتقات، لكان لبنان تجاوز نصف الطريق الى الوفاق.
لا أحد ضدّ إبداء الرأي.
لكن، لا أحد مع الترويج للارهاب.
ولا خلاص مع إذكاء الخلاف.
وفي البلد ألف موضوع يختلف حوله وعليه الجميع.
يقول الأستاذ الكبير ميشال شيحا، ان الترويج للخلافات، هو عمل سياسي متشنّج. في حين يبقى الرأي الموضوعي، هو الرائد الى المناقشة والسبيل الأقرب الى التفاهم.
البلد يكاد ينهار.
والحوار على وشك الانقطاع.
لا تفاهم بلا حوار.
يومياً، ثمة قصة للخلاف.
ولو أراد اللبنانيون، لرموها في الدهاليز.
وتعالوا على كل ما يباعد فيما بينهم.
الاستحقاق الرئاسي ينطوي، لأن ١٤ آذار تريد عكس ما تطلبه ٨ آذار.
والاثنان لا يردمان الهوّة السحيقة الفاصلة بينهما.
يقولون إن هذا الواقع، كان أحد أبرز العناوين في الحوار الذي جرى في القاهرة، بين الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والنائب وليد جنبلاط.
وحوار المثقفين الكبيرين، هو الطريق الى حلّ مشكلة التباعد بين السياسيين في لبنان، لأن كل فريق فيه كأنه يرابط على الزاوية للإنقضاض على الآخر.
وليس ب الإنقضاض يقوم حوار، وينشأ اتفاق.
ولا اتفاق من دون نقاش.
ولا نقاش بلا صراحة.
ولا تفاهم إلاّ بعد خلاف.
مؤتمر الذود عن الأقليات، يسعى في واشنطن الى الذود عن المسيحيين في الشرق الأوسط.
ويقال إن الوفد الذي يرئسه كاردينال لبنان بشارة الراعي، يريد مقابلة الرئيس باراك أوباما.
والأنباء تزعم ان سيّد البيت الأبيض، قد يترك هذه المهمة لأحد مسؤولي الادارة الأميركية.
هل تتكرّر القصة اللبنانية في الادارة الأميركية؟
في حقبة الستينات قصد الكاردينال مار بطرس المعوشي واشنطن، وطلب مقابلة الرئيس الأميركي جون كينيدي، فأجابوه بأن لا عادة لأن يستقبل الرجل الأول في أميركا، زعيماً روحياً.
إلاّ أن البطريرك المعوشي قام بوساطة لدى الكاردينال كوشينغ، كاردينال بوسطن لدى الرئيس الأميركي القادم من ولاية مساتشوستس، وتم اللقاء لدى تقديم السفير اللبناني أوراق اعتماده في أميركا.
وبامكان الرئيس أوباما ان يفعل ما فعله كينيدي، ويستقبل أهم بطاركة الشرق، من أجل مصير المسيحيين في الشرق.
وهذا اللقاء يكون بمثابة تعويض عن إغضاء النظر الأميركي عن جرائم داعش وطردهم وذبحهم للأقليات في العراق وسوريا.
لا أحد يدري ماذا يجري بين الكاردينال والرئيس الاميركي.
ولكن، ليس بهذا الاسلوب يتجاوز لبنان عقدة الاستحقاق الرئاسي.
ولا بهذه الطريقة تعالج الادارة الاميركية جرائم ابادة المسيحيين، على أيدي طغاة التعصب والحقد.
عندما قصد الكاردينال المعوشي واشنطن، وطلب مقابلة الرئيس كينيدي، كان ذلك من اجل قضية لبنانية.
اما الآن فان الكاردينال الراعي، يحمل مع الوفد المرافق قضية المسيحيين في الشرق.
وأميركا تتحمل نصيباً كبيراً في الترويج لها، أو في محاربة ما يجري، بعد انفضاح اللعبة الاميركية.
القضية الآن تخص المسيحيين والمسلمين في العالم.
وتطرح مصير الاقليات.
وتواجه مستقبل التعقد امام امتحان التطرف.