«تحية وسلام لكما، في الرابيه ومعراب،
… لأنكما رئيسا أكبر تنظيمين مسيحيين مارونيين في لبنان، تتمتعان بأوسع شعبيتين على مستوى الوطن وبلدان الانتشار، ولأنكما، بهذه الصفة، أبرز مرشحين طبيعيين لرئاسة الجمهورية، أتوجه اليكما باحترام ومحبة: ليس بصفتي نقيبا لمحرري الصحافة ، بل لأنني واحد من هذا المجتمع المدني الذي يضم ابناء لبنان من المثقفين والعاملين كل في حقله لأجل اعلاء وطنهم.
بعد ان تكرر افراغ رئاسة الجمهورية، واستعصى انتخاب رئيس، فدب الشلل في المؤسسات، وتزعزع كيان الدولة، بتغييب الدور المسيحي الماروني الناظم للعيش المشترك، ولأن الرئاسة في لبنان هي رمز الحضور المسيحي العربي في الشرق، فان تغييبها لا يمكن أن يخدم قضية او يرضي طموحا، بل هو نذير بتصفية الكيان التعددي.
سيدي العماد، حضرة الدكتور،
لقد عانى لبنان، على مر تاريخه القديم، وفي الأمس القريب، شدائد كثيرة ما زال يتحمل مضاعفاتها وينوء تحت أعبائها، جراء الانقسامات الطائفية والمذهبية، ومن افدح ما مني به، صراعات اخوية قاتلة، على الساحة المارونية، كانت لها نتائج كارثية على كل المستويات، فأوقعت خسائر لا تعوَّض في الارواح والممتلكات، بعد أن شردت الاجتياحات والاحتلالات والحروب مئات الالوف، دمرت مناطق، هجرت سكانا، أباحت الحدود للطامعين، فاستبيح لبنان أرضا ومياها واجواء، استنزف مرافق وامكانات، أثقل ديونا وشح واردات، وما برح يتخبط كطير ذبيح.
كل ذلك، واكثر، تعرفانه، والكل يعلمه، فقد عشناه معا، في المنافي، في السجون والمعتقلات، وفي انتظار المغيَّبين والمفقودين، في الغربة، في مآتم الشهداء والضحايا…
جميعنا مسؤولون، كل بحسب حجمه، وموقعه، فليس لأحد أن يعفي نفسه من التبعة، ويتهم غيره، ليس الوقت اليوم للثأر الشخصي ولا للتعويض الشخصي، انه زمن الصحوة والاعتبار، للغفران، للمصالحة، لخلاص لبنان ومستقبل شعبه!
حضرة الجنرال، حضرة الحكيم،
دعنا من ترتيبات الجمع والاجتماع، ومفاوضات الاضداد التي لا نتيجة لها غير الانتقاص والالغاء، دعنا من المساجلات، ومن كلام الاستهلاك كله، فنحن في ساعة الحقيقة!
بكل تواضع وبساطة أقولها: المطلوب ان تأخذا المبادرة معا، فيخلو كل منكما بنفسه، يفحص ضميره، يراجع مسلسل الآلام والفواجع، ويستخلص… فيمد يده للآخر، بصدق، شرف وكرامة!
المطلوب منكما ان تصلا الى نتيجة حتمية لا مناص منها: الاتفاق على مبدأ، على ان الاولوية للوطن، للحضور المسيحي في لبنان «حر سيد مستقل، أصغر من ان يقسم واكبر من أن يبتلع» كما قال ابن جزين، وتبنيتما كلاكما عبارته، ورددها لبنان كله!
إن الرئاسة وسيلة لا غاية، المهم ان تكون حقيقية، وتبقى عنوانا لرسالة حضارية، لا مجرد كرسي مستعار او قصر مهجور!
أيها الزعيمان القائدان،
المطلوب بالحاح أن تتفقا على احدكما رئيسا، أو على ماروني ثالث مؤهل وجدير، صاحب تاريخ مشرف، رجل عنفوان ومهابة، غير مرتهن ولا حديث نعمة، تكونان معا الى جانبه، فيلتف الشعب كله حوله، يحيي المؤسسات، يوطد سيادة الدولة، يضع حدا للتفتت البنيوي، يعيد الأمل بالوطن الى اليائسين والمشككين ويستعيد مكانة لبنان بين الاشقاء العرب وفي محافل الأمم.
وصدقاني، أيها الكبيران، إن دوركما هذا، إذا أديتماه، سيكون أعظم من أي كرسي وأعلى من أي برج، لأنكما تكونان، معا، قد أنقذتما لبنان واستحققتما مجد التاريخ!
فهل تقدمان، فيكون للجمهورية رئيس في جلسة 23 تموز؟ والله من وراء القصد».
————–
*