شدد وزير الخارجيّة الأميركيّ جون كيري على أنّه «لا بد من ملء الفراغ في رئاسة الجمهوريّة من خلال انتخاب رئيس قوي جداً، وأن تكون بجانبه حكومة بعيدة من التدخل الأجنبي ورئيس برلماني يستجيب لتطلعات الشعب اللبناني»، وأضاف: «لبنان يستحق أن تكون له حكومة فاعلة ونأمل في انتخاب رئيس بأسرع وقت».
لا مرشح لاميركا
وأكّد كيري، في مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس الحكومة تمام في السرايا الحكوميّة، أن «لا مرشح للولايات المتحدة الأميركيّة للرئاسة، ولن تقدم اقتراحاً في هذا الموضوع، إنّما ستترك الأمر للقادة اللبنانيين وللشعب اللبناني»، وقال: «نحاول رسم الصورة التي تراها الولايات المتحدة بشأن تأثير الفراغ الرئاسي على الوضع في لبنان، خصوصاً وأنّ عدم انتخاب رئيس قد يؤدي إلى مشاكل في الحكومة ومجلس النواب وبينهما».
ودعا كيري روسيا و»حزب الله» إلى العمل من أجل وضع حدّ للحرب في سوريا، وأعلن عن تقديم 290 مليون دولار كمساعدات إنسانيّة للدول التي تستقبل النازحين السوريين، موضحاً أنّ لبنان سينال 51 مليون دولار منها.
التداعيات السورية
ولفت كيري إلى أنّ «لبنان يشعر بالتداعيات السوريّة أكثر من أي بلد آخر»، وذكّر أنّ «1600 مدينة وقرية في لبنان تستضيف النازحين السوريين من كل الأعمار»، مردفاً: «كل من يعيش في لبنان يدرك أنّ الوضع مختلف، فلا توجد مخيمات تؤوي النازحين ما يشكل عبئاً على البنى التحتية والمدارس والمجتمع».
ولفت كيري إلى أنّ «لبنان دولة مهمة لأمن المنطقة ونحن ملتزمون باستقرار لبنان وسيادته»، مضيفاً أنّه «أطلع سلام أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما ملتزم بدعم لبنان والأمن فيه الذي كان محور اهتمام الولايات المتحدة». وقال: «ندرس دعم المؤسسات الأمنيّة لمحاربة الإرهاب، وأمن لبنان مهم من أجل تأمين أمن المنطقة، وسنعمل لحمايته من المشاريع الخارجيّة».
الحكومة الفلسطينية
ورداً على سؤال عن الحكومة الفلسطينيّة الجديدة التي تشارك فيها حكومة «حماس»، أوضح كيري أنّ «الولايات المتحدة لا تعترف بها، لأنّه لا يوجد دولة فلسطينيّة والموضوع لا يتعلق بالحكومة وسيكون هناك تواصل معها بشكل أو بآخر»، معلناً أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أكّد التزام حكومة التكنوقراط الجديدة رفض العنف والتنسيق الأمني مع اسرائيل».
ورداً على سؤال عن تأثير العلاقات السعوديّة ? الايرانيّة على لبنان، أجاب كيري: «نريد لبنان حراً وبعيداً عن أي تدخل أجنبي».
لقاء الراعي
ثم انتقل الوزير كيري الى مطرانية بيروت للموارنة، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بحضور السفير البابوي غابريال كاتشا والمطران بولس مطر.
ثم زار كيري والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى بحث في الاوضاع العامة.