هذا ما قاله وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية خلال زيارته المفاجئة الخاطفة الى لبنان.
طبعاً استفقدنا وزير خارجيتنا الصنديد جبران، ولكننا نقدّر ظروفه لأنّه يلتزم القرارات الدولية، فكم بالحري المؤتمرات الدولية فنكرر التهنئة له، خصوصاً وأنّه متوجّه في مهمّة البحث عن أسواق للغاز الذي سيستخرج من تحت المياه اللبنانية.
نعود الى جون كيري الذي ينطبق عليه المثل المصري الشهير «أسمع كلامك يعجبني، أشوف أفعالك أستعجب».
ثلاث سنوات مرّت على الأحداث السورية والرئيس الأميركي يطلع يومياً بتصريحات متناقضة… فيوماً يقول ان النظام ساقط، ويوماً آخر يقول يجب أن يكمل ولايته، وفي اليوم الثالث يطلع بنظرية جديدة.
ويبدو أنّه بعدما حضّر الأجواء لتوجيه ضربة قاصمة الى سوريا فجأة يصدر موقف بريطاني لافت: مجلس العموم لم يوافق على المشاركة في الضربة.
فرنسا بقيت وحدها: اليد الواحدة لا تصفّق!
وأصبح الهمّ الوحيد لباراك أوباما تجريد سوريا من الكيميائي وكأنّ الأزمة محصورة هنا، فلا شعب يُقتل ولا بلد يُدمّر.
ولكن معلوم أنّ الهدف من ذلك كون الكيميائي السوري يشكّل خطراً على إسرائيل… فالتخلص منه واجب والباقي تفاصيل.
ويأتينا كيري ليقول لنا إنّ بالهم مشغول على لبنان، وأن لا مرشّح للرئاسة لديهم… وفي إطار المتناقضات الأميركية: يريدون رئيساً قوياً ولا يتدخلون…
فمِن أين تأتي القوّة؟ بالحَبَل بلا دَنس؟ بحلول الروح القدس؟
طبعاً، الكذب الأميركي يذكّرنا بالحرب العراقية – الإيرانية: سبع – ثماني سنوات حرباً والدور الأميركي كان فقط: عندما قوي العراق وضعفت إيران حدثت صفقة «إيران غيت»…
وهكذا بقيت الحرب سنوات طوالاً حتى دمّر البلدان…
واليوم كأنّ التاريخ يعيد نفسه في سوريا لتدمير سوريا.