كيف ينظر جنبلاط الى الاستحقاق الرئاسي ويعتبر المفاتيح اقليمية ودولية؟
لا نصاب يوم الأربعاء ولا بعده واستياء 8 و14 اذار من كلام الراعي
السلسلة تنتظر وإضراب عام الثلثاء في المدارس الرسمية والخاصة وتظاهرة كبرى
لا نصاب في جلسة الاربعاء الرئاسية ولا في الجلسات التي تليها والبلاد متجهة الى الفراغ الرئاسي، وكانت جلسة الحكومة امس في السراي «بروفة» للجلسات المتتالية بعد 25 ايار ومغادرة الرئيس سليمان قصر بعبدا عند انتهاء ولايته واستلام الحكومة لمقادير دفة الحكم في البلاد حسب ما ينص عليه الدستور، رغم تأكيد رئيس الحكومة ان الحكومة لم تأت لملء الفراغ، لكن الحكومة بدأت الاستعداد لهذه المرحلة.
وفي موازاة ذلك، تكثفت الاتصالات ومعظمها بعيد عن الاضواء بين قيادات 8 آذار وكذلك 14 آذار لدرس كيفية التعامل مع جلسة الاربعاء في 30 نيسان. وعلمت «الديار» ان اتصالات جرت بين العماد عون والرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله وان عون اطلعهما على قراره جراء اتصالات مع الرئيس سعد الحريري بشأن الاستحقاق الرئاسي ومعرفة موقفه من تأييده كمرشح توافقي.
اما بالنسبة لقوى 14 آذار فلا تزال تعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية مرشحها الرئاسي في جلسة الاربعاء، وهذا ما اشار اليه الوزير بطرس حرب مؤكداً استحالة تأييد قوى 14 آذار لمرشح غير الدكتور سمير جعجع.
اما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فيواصل اتصالاته لتأمين حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده، واجرى اتصالات بالرئيس سعد الحريري والتقى الرئيس سليمان في روما، فيما نفت مصادر قريبة من المستقبل ان يقوم الرئيس الحريري بزيارة روما للقاء غبطته، كما تردد، مؤكدة ان الحريري في الرياض، وهو يتابع مع الرئيس السنيورة ونواب المستقبل ومستشاره نادر الحريري وقوى 14 آذار الاستحقاق الرئاسي والاتصالات بشأنه.
اما 8 و14 آذار فأبدتا، وحسب نواب من الطرفين استياءهما من كلام الراعي بعد زيارته الرئيس بري وايمانه بأنه يريد رئيسا مقبولا من جميع اللبنانيين اي بمعنى رئيس ليس من 8 و14 آذار، وهذا ما أثار استياء قيادات القوى المسيحية في 8 و14 آذار، وادى كلام الراعي الى الغاء لقاء اللجنة السياسية المنبثقة من اجتماع الاقطاب الموارنة الاربعة الذي كان مقررا عقده في بكركي امس الاول والغي قبل ساعتين.
مواقف جنبلاط
اما النائب وليد جنبلاط فكشف للمقربين منه ان الهامش المحلي بالنسبة لانجاز الاستحقاق الرئاسي وصل الى طريق مسدود والكل بانتظار الاشارات الخارجية وترقب هذه الاشارات.
وكشف جنبلاط عن اتصالات يقوم بها السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل وكذلك السفير الفرنسي. وان مسؤولين فرنسيين يقومون باتصالات مع ديبلوماسيين ايرانيين وسعوديين بشأن الاستحقاق الرئاسي، وان الاميركيين في اجواء هذه الاتصالات، ونحن بانتظار نتائج الاتصالات اذ كشف جنبلاط انه في اجوائها ايضا.
وكشف المقربون منه ان جنبلاط لن يقدم على اي خطوة تثير الثنائي الشيعي وفي الوقت نفسه «خربطة» علاقاته مع السعودية التي تحسنت مؤخرا بشكل كبير.
وكشفت مصادر «وسطية» عن تنسيق دائم ومتواصل بين بري وجنبلاط بشأن الاستحقاق الرئاسي، والقطبة المخفية بينهما لم تعد كذلك لمصلحة دعم ترشيح جان عبيد، رغم استمرار جنبلاط في دعم ترشيح هنري حلو في المرحلة الحالية كوسطي.
واشارت المعلومات «الوسطية» الى ان ما حصل في الجلسة الماضية وما قام به الدكتور سمير جعجع «مجرد تسلية» وتعبئة وقت حتى الان، وكل ما جرى «بلا طعمه» وان جعجع حاول تكبير موقعه وقطع الطريق على العماد عون كمرشح توافقي واقفل ابواب الهامش المحلي للاستحقاق.
وكشفت المصادر الوسطية ان التعاون بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري جدي وحاصل، لكنه لم يصل بعد الى تبني الرئيس سعد الحريري للعماد عون كمرشح لرئاسة الجمهورية. وحسم هذا الامر متروك للاتصالات ولموقف سعودي، لأن مثل هذا الامر اذا حصل يمثل خرقاً وانعطافة في الحياة السياسية اللبنانية. واكدت المصادر انه اذا لم يحالف الحظ العماد عون في الوصول الى الرئاسة سيكون اللاعب الاول في هذا الاستحقاق لجهة الاختيار والاسم بينما الخاسرون الكبار سيكونون مسيحيي 14 آذار.
إتصالات الراعي ولقاءاته
وكان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس سعد الحريري بحثا خلاله في الاستحقاق الرئاسي في ضوء لقاء الراعي بالرئيس نبيه بري، وكان توافق بين الحريري والراعي على ضرورة اجراء الانتخابات ضمن المهلة الدستورية حرصاً على الاستقرار ودور لبنان. واكد على ان الوقت الذي يفصل الجلسة الانتخابية عن الاخرى يجب ان يكرّس للتشاور جدياً بين الكتل من اجل انجاز الاستحقاق. وكان الراعي الذي وصل الى روما للمشاركة في احتفالات تقديس البابوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا بولس الثالث والعشرين التقى الرئيس ميشال سليمان الموجود في روما وتمّ البحث في الاستحقاق الرئاسي وضرورة مشاركة النواب في الجلسات التي يدعو إليها الرئيس نبيه بري بعيدا عن الاملاءات الخارجية. وذكر ان الاتجاه لدعم مرشح خارج 8 و14 اذار ومقبول من كل اللبنانيين.
إلغاء الاجتماع في بكركي
فيما كشفت معلومات مؤكدة ان اعضاء اللجنة السياسية المنبثقة من اجتماع الاقطاب الموارنة الاربعة في بكركي تلقوا اتصالات امس من المونسنيور سعيد سعيد ابلغهم فيها بإرجاء الاجتماع الذي كان مقررا بطلب من النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، وان التأجيل على خلفية اعتراض ممثلي بعض الاحزاب على موقف كان قد اطلقه البطريرك الراعي اعلن فيه انه يشجع على انتخاب رئيس توافقي ومقبول من جميع اللبنانيين ولا ينتمي الى أي من فريقي 8 و14 آذار وعلم ان الاجتماع تم الغاؤه وليس تأجيله.
وتضيف المعلومات ان الاقطاب الموارنة الذين اجتمعوا في بكركي في 28 اذار الماضي كانوا توافقوا على عقد لقاء تنسيقي بينهم بعد الجلسة الاولى، لكن الاجتماع تم الغاؤه وليس ارجاءه، خصوصا ان ما جرى بين القادة الموارنة بعد الجلسة الاولى والتصاريح السياسية ادت الى «تطيير» الاجتماع، اما قوى 8 آذار فأكدت مصادر نيابية انه اذا لم يتم التوصل الى توافق حول اسم الرئيس فانها لن تشارك في جلسة الاربعاء. وبالتالي فإن الجلسة لن تعقد.
بان كي مون
من جهته شدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان ضمن مواعيدها، وبناء على الاجراءات الدستورية والممارسة الديموقراطية، معتبرا ان حيازة حزب الله للسلاح خارج سيطرة الدولة لا تتوافق مع حتمية اجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وكرر دعوة الجميع في المنطقة الى ايقاف تدفق السلاح والمقاتلين من لبنان الى سوريا والى احترام سيادة لبنان وسلامة اراضيه بشكل كامل.
سجال بين جريج وفنيش والحاج حسن
حول الاعلام والمحكمة الدولية
اما بالنسبة الى مجلس الوزراء الذي التأم في السراي الحكومي للمرة الاولى منذ تشكيل حكومة الرئىس تمام سلام، فقد اعتبرها الوزراء «بروفة» لاجتماعاتهم المتكررة التي ستحصل في حال دخلت البلاد الفراغ الرئاسي. وقد احالت الحكومة ملف التفجيرات والسيارات المفخخة الى المجلس العدلي. كما شهدت الجلسة سجالات لم تخل من الحدة بين وزيري الاعلام رمزي جريج والوزير حسين الحاج حسن، حول قرار المحكمة الدولية بإحالة الزميلين ابراهيم الامين وكرمى خياط الى المحاكمة يوم 13 ايار. وجاء السجال على خلفية موضوع المحكمة والاعلام، اذ اكد الوزير حسين الحاج حسن ان «التسريبات ليست من الاعلاميين بل من المحكمة وشهدنا تسريبات من المحكمة لصحف الفيغارو وC.B.S ودير شبيغل».
وطالب بموقف تضامني مع الاعلام فيما اكد الوزير محمد المشنوق حرص مجلس الوزراء على الحريات الاعلامية، ولم يتطرق البحث الى صلاحيات المحكمة في مثل هذا الادعاء لان الموضوع خاص بنظامها الداخلي، مع التأكيد على ان الحريات الاعلامية مصانة وفق النظام والقانون اللبنانيين، وقد عرض وزراء 8 آذار لوجهة نظرهم المتعارضة مع نظرة وزير الاعلام. اما الرئىس تمام سلام فجدد تأكيده ان الحكومة لم تأت لملء الفراغ، «ونحن حريصون ان يتم الاستحقاق في موعده» فيما طالب الوزير نهاد المشنوق بوضع دراسة جدية وموضوعية لمناقشة تشريع زراعة الحشيشة للاغراض الطبية فقط.
اضراب عام الثلاثاء
وبالنسبة للتحركات النقابية، فقد دعت هيئة التنسيق النقابية الى اضراب شامل الثلاثاء المقبل، في الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة ومعاهد التعليم المهني والتقني وفي الوزارات والادارات العامة، رفضاً لربط الايرادات بالسلسلة وتخفيض ارقامها و«نهب حقوقنا في تصميم مستحق لرواتبنا تأخر موعده 18 سنة».
فيما عقدت المكاتب التربوية للاحزاب اجتماعا اعلنت فيه تأييدها لاضراب هيئة التنسيق والمشاركة الكثيفة.
واعلن عضو هيئة التنسيق النقابية حنا غريب ان لا تفاوض على الحقوق وسيكون الاضراب كبيرا اذا لم تقر السلسلة.
وكذلك تشهد البلاد اضرابا للسائقين العموميين نهار الاثنين مع تنفيذ تظاهرتين واحدة من الكولا واخرى من الدكوانة ويلتقيان في رياض الصلح.
كما دعا الاتحاد العمالي العام الى اضراب عام ايضا نهار الاربعاء رفضاً للسياسة الضريبية.
اما بالنسبة لاجتماع اللجنة النيابية المكلفة درس سلسلة الرتب والرواتب وتقديم تقرير الى المجلس النيابي خلال 15 يوما فستنجز تقريرها الاسبوع المقبل وسط صعوبة في تأمين الايرادات، وهذا ما يفرض تخفيضا في ارقام السلسلة وتقسيطها وترك تحديد المفعول الرجعي للهيئة العامة لمجلس الوزراء واعتماد العدالة، الى التوازن ما بين حقوق العمال والموظفين وقدرة الدولة وامكانياتها.
صاروخان على الهرمل
اما على الصعيد الامني فقد سقط امس صاروخان في خراج بلدة الهرمل، مصدرهما سلسلة الجبال الشرقية من وادي رافع، ولم يسفرا عن وقوع خسائر.
هذا وتبنى لواء احرار السنة – بعلبك عبر موقعه على «تويتر» اطلاق الصاروخين على الهرمل.
فيما اعتقلت القوى الامنية سورياً كان يحمل حزاما ناسفاً ويحتجز مواطنين.