«مُشاورات موسكو بين أطراف المعارضة السورية ستَنطلق في موعدها المحدّد في 26 من الشهر الجاري». بهذه العبارة يَختصر ديبلوماسي روسي موقف بلاده تجاه الجدل الحاصل حيال مقاطعة بعض قوى المعارضة تلك اللقاءات ومدى تأثيرها على المساعي الديبلوماسية.
الديبلوماسي الروسي، وهو أحَد المسؤولين عن تنظيم المشاورات وتنسيقها التي ستحتضنها موسكو، يستغرب رفض بعض الاطراف المشاركة، في اعتبار أنّ بلاده أبلغت إلى جميع المعنيّين منذ بدء التحضيرات أنّ كل القضايا مطروحة على الطاولة من دون تحفظ، ما يعني أنّها متاحة لكلّ من يؤمِن بالحلّ السياسي للأزمة.
وعلى رغم رفضه الكشف عن لائحة المدعوّين، إلّا أنه يشير الى أنّ الدعوة وجّهت لشخصيات فاعلة في الائتلاف السوري المعارض وهيئة التنسيق الوطنية وشخصيات سياسية سورية أخرى، ويؤكد أنّ اكثر من نصفهم قد أبلغ إلى موسكو موافقته على المشاركة.
وعن أسباب توجيه الدعوة بشكل شخصي، وليس إلى تكتلات واحزاب، يؤكد الديبلوماسي أنّ الدعوة وجّهت لشخصيات لأنّه لقاء تمهيدي، ولكي لا يحاول أيّ طرف فرض شروطه في الحوار وفق حجم تأثيره.
إضافة الى ذلك فإنّ حضور شخصيات سياسية يُسهم في طرح الآراء المختلفة كافة، لأنّ روسيا ترى أنّ هناك تبايناً في المواقف والرؤى بين العديد من مكوّنات بعض التكتلات السياسية، وانطلاقاً من ذلك فإنّ الحضور الشخصي يعطي المشاركين مساحة أكبر من الحرية في طرح مواقفهم من دون النظر الى مواقف محددة يلتزمونها لأنهم ضمن هذا التكتل او ذاك، كما أنّ ذلك يُمهّد لإطلاق حوار أكثر شمولية وجدية في المراحل المقبلة.
وينفي الديبلوماسي مزاعم البعض بأنّ روسيا تحاول تشكيل أرضية جديدة للحوار بديلاً عن جنيف، مؤكداً أنّ حوار موسكو مبنيّ على أساس مقرّرات «جنيف 1»، في اعتباره أساساً لأيّ تسوية محتملة لأنه حظيَ بموافقة ومباركة دولية. ويشير الى أنّ بلاده تشدد على ان يكون المبدأ الاساس لتلك الحوارات هو وَقف القتال وإيجاد تسوية سلمية للأزمة.
وفي ما يتعلق بإمكان حضور المبعوث الدولي ستيفان دو ميستورا الى موسكو للاطلاع عن قرب على سَير الحوار، يؤكد الديبلوماسي دعم بلاده مبادرة دو ميستورا، ولكنّ حضوره غير متوقع الآن لأنّ الحوار بين السوريين. لكن لا بدّ من الحضور الاممي والدولي في حال تمّ التوصّل الى توافق معيّن بين السوريين، لأنّ الخطوة الثانية ستكون بين المعارضة والحكومة.
من هنا فإنّ ايّ لقاء سيتبع المشاورات هذه سيحتاج إلى رعاية لتنفيذ البنود التي ستنتج عن الوثيقة التي سيتم التوصل اليها. ويكشف الديبلوماسي أنّ اللقاءات ستعقد خلف الابواب المغلقة، ولن تكون هناك مشاركة روسية في اللقاءات لأنّ موسكو تؤمن بأنّ نقطة انطلاق الحوار يجب ان تكون سورية وبين السوريين أنفسهم، وما على الديبلوسيين الروس سوى توفير الرعاية اللازمة بهدف تذليل العقبات أمام توحيد رؤى قوى المعارضة تمهيداً لخوض مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية.
وعلى رغم التكتم الشديد الذي يحيط مشاورات موسكو من أركان الخارجية الروسية، إلّا أنّ «الجمهورية» تمكنت من معرفة عدد من الشخصيات التي أبلغت موافقتها المشاركة في الحوار.
ووفق مصادر سياسية روسية متابعة لملف الازمة السورية، فإنّ كلاً من هيثم مناع، عبدلله السنكري، خالد المحاميد، حسن عبد العظيم، سمير العيطة، محمود مرعي، ميس الكريدي، مجد نيازي، سهير سرميني، نواف طراد الملحم، علاء عرفات، قدري جميل، فاتح جاموس، عارف دليلة، صالح مسلم، قد وافقوا على المشاركة. أمّا في ما يتعلق بالائتلاف السوري المعارض، فإنّ أحداً لم يُبلّغ رسمياً قبوله أو رفضه المشاركة حتى الآن.