Site icon IMLebanon

لا حقّ عودة… ولا قُدس!

عن سؤال: هل من حل نهائي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؟ أجاب الموظف الرفيع السابق نفسه في إدارة أميركية مهمة، والمستمر في تعاطي الشأن العام، رغم انتقاله إلى الخاص، أجاب: “ليس هناك حل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. حل الدولتين كذبة كبيرة في رأي الإسرائيليين. عندما نقول دولتين، ثم نطلب من دولة إسرائيل أن تقبل عودة مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى إراضيها، ماذا تفعل؟ لذلك يصرّون في إسرائيل على يهودية دولتهم. لماذا توصف مصر وسوريا وغيرهما من الدول بأنها عربية وإسلامية، ولا يقبل العرب وصف دولة إسرائيل باليهودية؟ في أي حال، يريدون في إسرائيل حلاً مع الفلسطينيين. لكنهم، وبسبب طريقة التفكير الفلسطينية والعربية الحالية، لن يصلوا إلى أي حل. وعلى العرب أن يغيّروا مفاهيمهم. وهذا أمر صعب، وربما مستحيل. مثلاً، عليهم أن ينسوا حق العودة. ومدينة القدس لن “يشوفوا” شيئاً منها. تقطع الطائرة إسرائيل جواً بست دقائق. انها دولة صغيرة، الأردن تقطعه الطائرة بثلاثين دقيقة. لذلك لن تغامر إسرائيل بقبول أي حل يضعفها أو يجعلها هشّة. وهذا يعني أن أجواء الدولة الفلسطينية ستكون وستبقى تحت سيطرة إسرائيل. أما استعمال وسائل حديثة لضمان الأمن، فسيكون غير فاعل. فوسائل الاتصال كلها يمكن اختراقها كما تبين. في ظل كل ما شرحته لك، كيف يمكن الحديث عن دولة فلسطينية؟”
سألت: ألا تعتقد أن في عقل كل يهودي إسرائيلي، وربما غير إسرائيلي، اعتقاداً أو تمنّياً، أن الأردن في النهاية هو الوطن الفلسطيني البديل؟ أجاب: “وجود الأردن هو حاجة إسرائيلية دائمة. لن تتخلى إسرائيل عن الأردن حتى لو حكمه الفلسطينيون. وهذا أمر يمكن أن يحصل. لكنه يحتاج إلى وقت طويل”.
كيف ترى أميركا في العالم اليوم؟ سألت. أجاب: “فقدت أميركا صدقيتها ونفوذها وهيبتها في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط. لذلك لا استبعد أن يبدأ حلفاؤها (مثل مصر والسعودية وغيرهما)، بالتوجه إلى مصادر أخرى للتسلح، مثل روسيا والصين وغيرهما، وربما أوروبا. صحيح أن نوعية السلاح الأميركي، على تنوعه لا تقاس بنوعية السلاح الروسي أو الصيني، لكن لا يحتاج العرب، والشرق الأوسط عموماً، إلى أكثر من السلاح الخفيف والمتفجرات، لأن الحروب فيها ستكون في غالبيتها أهلية وإرهابية. أطلقت أميركا في أثناء الثورة الليبية، وقبل التدخل الدولي فيها، لمصلحة الثوار شعار القيادة من الخلف. هذه سخافة، إذ كيف تقود وأنت في الخلف؟ مَن في المقدمة؟ يعني ذلك أن لا قيادة عملياً. وهذا ما يحصل الآن”. ماذا عن لبنان؟ سألت. أجاب: “في لبنان “حزب الله” قوي ومسلّح ومستند إلى الطائفة الشيعية. وفيه إسلاميون سنَّة جهاديون يتسلحون، أو سيتسلحون لمواجهة الشيعة. وماذا يفعل المسيحيون؟ ربما يكون عليهم التسلّح بطريقة منظّمة وحديثة، كي يتمكنوا من القتال بجدية. سمعنا أنهم تسلَّحوا، ولكن على طريقة التسلح اللبنانية والعربية”. هل الحرب الأهلية ثم المذهبية في لبنان واردة في رأيك؟ سألت. أجاب: “هذا ما أخشاه. إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب، عندها قدرة عسكرية على خوض أربع حروب في وقت واحد، أي حروب على أربع جبهات. كما عندها قدرة على مكافحة الإرهاب. وهي أساساً شُيدت كقلعة. ولن يغيّر هذه الحقيقة شيء الآن، وحتى في المستقبل المنظور ربما. في اليمن هناك إرهاب حوثي وإرهاب “قاعدي”. أوباما وقع في الفشل التام (Complete failure)”.
ماذا عن الأردن، في جعبة مسؤول رفيع في مركز أبحاث عريق جداً في واشنطن، يكاد أن يكون متخصصاً في هذه الدولة؟
قال في بداية اللقاء: “لا أحد يريد إسقاط النظام في الأردن. هناك خوف عند الفلسطينيين فيه أن “يتغوَّل” عليهم الأردنيون، أي أن يسيطروا عليهم. وهناك خوف آخر عند الأردنيين (الضفة الشرقية) من الفلسطينيين. النظام الملكي حاجة لفرض التوازن والمساواة، ولتأمين الحقوق للجميع في الأردن. ولا أحد يريد أن يجعل النظام الملكي الأردني رمزيّاً أي ملكية دستورية بالكامل، مثل بريطانيا التي يملك فيها الملك، ولكنه لا يحكم. الأردنيون يريدون نظاماً قوياً. لكنهم وبغالبيتهم الكبرى، يريدون إصلاحات الحد الأدنى. الملكية لا تزال محترمة في الأردن وشعبية”.
هل الملك شعبي، وماذا عن الفساد الذي يقال انه موجود في الأردن؟