Site icon IMLebanon

لا رئيس اليوم فالسادسة ليست ثابتة

كتب عبد الامير بيضون:

دخل لبنان يومه الخامس عشر من دون رئيس جمهورية، وتغيب المفاجآت، نتيجة عدم ظهور أي تعديل في مواقف الافرقاء المعنيين، وكل يحمل الآخر مسؤولية التعطيل، ومسؤولية الفراغ، وسط استحقاقات لبنانية ضاغطة، تهدد بأزمات بالغة الخطورة، ووسط تطورات إقليمية لافتة، بدأت تتظهر يوماً بعد يوم، وتمثلت أمس، في حفل تنصيب الرئيس المصري الجديد المنتخب (وزير الدفاع السابق) عبد الفتاح السيسي، بحضور حشد كبير، وغير مسبوق من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات والمسؤولين الدوليين والعرب، من بينهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي توجه الى القاهرة صباح أمس، بدعوة من الرئيس المصري (السابق) عدلي منصور، على رأس وفد ضم نائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع، سمير مقبل… ليعود مساءً ويحضر نفسه لجلستي مجلس النواب المقررتين اليوم، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وغداً، لمتابعة مناقشة واقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي قفزت الى أولى اولويات الاهتمامات، بالنظر الى مضاعفاتها «السلبية» او «الايجابية»… لاسيما بعد تمسك «الهيئات النقابية» المعنية بمواقفها واعلان وزير التربية الياس بوصعب أنه «اذا لم تقر السلسلة فنحن في أزمة…»؟!

جلستان واحدة ممكنة وثانية متعذرة

اللافت ان الجميع باتوا يسلمون بـ«أمر واقع» استحالة اكتمال نصاب جلسة مجلس النواب المقررة اليوم لانتخاب الرئيس، على رغم الدعوات التي تطلقها بكركي، ولا تجد التجاوب المطلوب لتجاوز العقد والعراقيل، وكل فريق يرمي المسؤولية على الآخر… وسط تحذيرات، يتبناها الصرح البطريركي، من ان يطول أمد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية و«قيام حكومة محل الرئيس» الامر الذي اعتبره «انتهاكاً خطيراً للميثاق، إذ يقصي المكون المسيحي الماروني عن الرئاسة الأولى…»؟؟.

والواضح الى الآن، وعلى ما تبين المواقف المعلنة، فإن التركيز سيكون على «الجلسة التشريعية» يوم غد الثلاثاء… لاقرار «سلسلة الرتب والرواتب» وسط حظوظ مرتفعة باكتمال النصاب، بعد اعلان «جبهة النضال الوطني» انها ستحضر «بصرف النظر عن المواقف» ورجحان كفة حضور نواب «تكتل التغيير والاصلاح»، على خلفية «عدم تعريض مصالح اللبنانيين للحظر».

وفي هذا، كشف عضو «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر، ان الرئيس بري «يضع كل قدرته والاتصالات التي يقوم بها لتأمين نجاح جلسة يوم غد الثلاثاء، لكي يكون هناك نصاب، وحتى بالفعل نستطيع ان نسحب كرة النار من الشارع اللبناني…» إذ «لم يعد يجوز ان تبقى الأمور على ما هي عليه، وهناك مطالب بالفعل محقة…» داعياً الى «الانتهاء من مبدأ تعطيل العمل التشريعي وتعطيل المجلس النيابي…».

الاضرابات… وتحذيرات بوصعب

وعشية الاضراب العام والشامل في الوزارات والادارات والمؤسسات العامة والبلدية، وفي المدارس، على مدى الساحة اللبنانية، المقررة اليوم وغداً، بدعوة من «هيئة التنسيق النقابية» احتجاجاً على عدم التوصل الى اقرار «سلسلة الرتب والرواتب» فقد دعا وزير التربية الياس بوصعب الى «اتخاذ القرار الوطني المناسب ورفع هيمنة الهيئة عن قرار التربية» مجدداً دعوته الطلاب الى «ان يكونوا مستعدين، لأن الامتحانات الرسمية في موعدها وستنطلق الخميس المقبل…».

وعلى رغم ان الوزير بوصعب زار رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، وكانت جلسة «ماراتونية» لنحو ساعتين، فإن المعلومات تؤكد ان «المستقبل» تميل الى عدم حضور الجلسة بسبب غياب التوازن بين النفقات والواردات… فيما أكد الوزير وائل ابو فاعور، حضور نواب «جبهة النضال»، الجلسة، وتأكيد الوزير بوصعب حضور نواب تكتل «التغيير والاصلاح» (عون).

جعجع: نرفض مأسسة الفراغ

في المواقف، فقد تواصلت خلال اليومين الماضيين المواقف والردود حول ما استجد، لاسيما خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، ونفى فيه علمه بـ«المثالثة»… وفي هذا أكد عضو «المستقبل» محمد الحجار ان «المطلوب اليوم الالتزام باتفاق الطائف وتطبيق بنوده…»، بدوره قال عضو الكتلة النائب احمد فتفت ان «لا تنازل عن الطائف الذي أخرج لبنان من آتون الاقتتال الداخلي…».

من جهته، وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» (المرشح الرئاسي) سمير جعجع، الوضع السياسي العام في البلد بأنه «خيانة عظمى»، مستغرباً كيف «ان بعضهم يبحث في مأسسة الفراغ، بدلاً من النظر في كيفية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكأنه يحاول تحضيرنا لفترة طويلة من الفراغ…».

ورأى جعجع، خلال «مناسبة حزبية» أنه «لا توجد ضغوط من قبل أي دولة إقليمية، او دولية، بل توجد كتلتان نيابيتان لا تشاركان في جلسات الانتخابات الرئاسية وتقوم بتعطيل هذه الانتخابات…

حرب: ما طرحه نصر الله مرفوض

أما وزير الاتصالات بطرس حرب فأكد ان «اتفاق المسيحيين على رئيس لا يحل المشكلة، بل المطلوب اتفاق كل الفرقاء، والرئيس سعد الحريري لا يتحمل مسؤولية التعطيل…».

وعن دعوة السيد نصر الله الى النزول الى البرلمان لانتخاب «الرئيس القوي»، الذي له حيثية على الساحة المسيحية قال حرب: «ما طرحه مرفوض، خصوصاً لجهة تخييرنا بين شخص او لا أحد…». داعياً الى «وجوب ان ينتخب رئيس غير معاد للمقاومة…» معتبراً ان «الفراغ في رئاسة الجمهورية يهدد الوجود المسيحي في الشرق…» معلناً أنه «مع بكركي لقيادة الضغط الشعبي للاسراع بانتخاب رئيس جديد…».

قاسم: ثلاث أولويات

وفي المقابل فقد دعا نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى الاهتمام بأمور ثلاثة واعطائها الأولوية: «أولاً: انتخابات رئاسة الجمهورية، ثانياً: انجاز سلسلة الرتب والرواتب، ثالثاً: «اعداد قانون انتخابات عادل ونزيه…». مؤكداً اننا «نريد انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لكن لنكن واضحين، كل المؤشرات تدل أنه لا إمكانية لانتخاب رئيس من دون توافق…» لافتاً الى «ان شغور الرئاسة سيستمر طويلاً وطويلاً إلا اذا حصل توافق وأنتم تتحملون هذه المسؤولية…».

ريفي يهنىء قوى الأمن في عيدها

على صعيد مختلف، وفي مناسبة العيد الثالث والخمسين بعد المئة لمؤسسة قوى الأمن الداخلي فقد وجه وزير العدل (اللواء السابق) أشرف ريفي، برقية تهنئة لقيادة هذه المؤسسة وعناصرها «المؤسسة الساهرة دوماً على حفظ الأمن والنظام…» لافتاً الى «انها مناسبة مهمة لذكرى عزيزة في عيد مؤسسة عريقة…» مثمناً التضحيات «وكل خدمة تؤدونها في سبيل استقرار الأمن والأمان هي العيد…» مؤكداً ان المؤسسة ستبقى قوية ومتفانية في عطاءاتها وتضحياتها… وستبقى الى جانبكم بوجه كل من يعرض سلامة الوطن للخطر… مهما بلغت التضحيات…».