Site icon IMLebanon

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

الدعوة التي وجهها أحد الزملاء الصحافيين أمس الى الرئيس سعد الحريري للعودة الى لبنان هي كلام حق يُراد به باطل.

1- من أسف أنّ الذي دعا وكأنّه يعيش في بلاد الماو ماو… وكأنّه لا يعرف مَن قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري والد الرئيس سعد.

2- ثمّ بالرغم من أنّ سعد الحريري يعرف جيداً من قتل والده الشهيد فقد تجاوز الكثير في سبيل لبنان ومن أجل إنقاذ لبنان… فعاد الى لبنان وشارك في تشكيل حكومته التي ضمّت في صفوفها مَن يعلم جيداً أنّهم كانوا على علاقة باغتيال والده.

3- من ثم وبالرغم من أنّ سعد تعالى على الجراح وقَبِل الشراكة مع اولئك في حكومته فقد أسقطوا هذه الحكومة لحظة كان يهم بالدخول الى البيت الابيض لمقابلة الرئيس الأميركي ليبحث معه في الشؤون والقضايا التي تعود خيراً على لبنان.

4- عمل سعد الحريري ربط نزاع من خلال مطالبته «حزب الله» بالخروج من سوريا، فوافق على المشاركة معه في حكومة الرئيس تمام سلام، فاصلاً بين قتال الحزب في سوريا الذي يدينه بشدّة وبين ضرورة اتخاذ خطوات إنقاذية تمثلت بتشكيل «حكومة المصلحة الوطنية» التي ثبت أنّ تشكيلها كان ضرورة وطنية جدّية.

5- لو كانت النيّات جيّدة حقيقة لما كانوا لا يزالون حتى اليوم يعرقلون انتخابات رئاسة الجمهورية والقاصي والداني يعلم من هم المعرقلون… وهذه العرقلة تزيد من تعثّر لبنان كما يعرف الجميع.

لو كان هناك حدّ أدنى من حسن النيّات تجاه سعد الحريري وتجاه لبنان بالذات، لكان بادر هؤلاء الى حلحلة الأزمات التي يعقّدونها في لبنان، والتي تزيد من التعثّر، وتمهّد الطريق أمام كل ما يعانيه البلد حتى في مجال الإرهاب المعروفة أسباب استدراجه الى لبنان…

وفي هكذا أجواء حافلة بسوء النيّة المشفوعة بالممارسات اليومية، هل تصحّ دعوة سعد الحريري للعودة في ظرفٍ بالغ الدقة والخطورة…

طبعاً إنّ أحداً لا يجهل أهميّة حضور الرئيس سعد الحريري المباشر على الساحة اللبنانية… ولكن للظروف أحكامها، وهي أحكام قاسية بـ»فضل» الذين لم يكتفوا باغتيال الأجساد بل اغتالوا أيضاً هناء هذا الوطن وأمنه واستقراره.

يبقى أنّ الذين تشغل عودة الشيخ سعد بالهم نقول لهم إنّها باتت قريبة جداً… مع اقتراب نهاية نظام القتل والإجرام والبراميل المتفجرة والكيماوي في سوريا. ومع كل ما تقدم لا يسعنا في هذه العجالة، الا استذكار اصدقاء لبنان، اذ في هذا الوقت تستوقفنا، ولا تفاجئنا، مكرمة المليار دولار التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الجيش والقوى الامنية اللبنانية في اطار مكافحة الارهاب، ليتم تنفيذها بإشراف الرئيس سعد الحريري.

لقد كان لبنان بحاجة الى يد كريمة تمتد اليه، ولم تكن هذه اليد الا من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفي وقت تزرع ايران المصاعب والمشكلات في لبنان، اخذت المملكة مثل هذه المبادرات الخيرة التي عودتنا عليها في الازمات والصعاب، وستكون لنا عودة الى هذا الموضوع.