«لبنان غائب عن الاهتمامات الغربيّة ولا تسوية رئاسيّة» مقرّبون من جنبلاط : أحداث كبيرة مُرتقبة إقليميّـاً ومحليّـاً والإرهاب غير المحدود جغرافيّـاً يُنذر بتفتيت دول عربيّة
ينقل مقرّبون عن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أنه عاد من زيارته الباريسية الأخيرة بانطباعات قاتمة تثير القلق حول الوضع في لبنان في المرحلة المقبلة، ذلك أنه شعر بعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المناخات الدولية لا تنبئ باحتمال وجود أي توجّه لتسوية المأزق الرئاسي في لبنان، نظراً لانهماك العواصم الكبرى، وخصوصاً واشنطن بالوضع في أوكرانيا، كما بالحرب في سوريا وبالتدهور الأمني السريع في العراق، حيث يتردّد في الكواليس الديبلوماسية الغربية أن أحداث العراق وما وصلت إليه من تطوّرات دراماتيكية قد طوت حالياً مسألة الإستحقاق الرئاسي اللبناني. وبالتالي، أضاف هؤلاء المقرّبون، أن ردّة الفعل الأولية للنائب جنبلاط أتت بعد لقاءاته في باريس لتدعو إلى ضرورة تنظيم الخلاف السياسي على الساحة الداخلية، وتحصين هذه الساحة، بعدما لمس أن أحداثاً كبيرة وخطيرة مرتقبة في المنطقة، ومن المحتمل أن تصل تردّداتها بقوة إلى لبنان، في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة للحدّ من هذه التردّدات، وذلك عبر التنسيق السياسي المتين بين كل المكوّنات الداخلية على الصعيدين السياسي والأمني، وذلك في إطار «تقطيع» هذه المرحلة، لأن التقاعس عن هذا التنسيق سيعرّض لبنان إلى الخطر الناجم عن جولات العنف التي تنتظرها المنطقة بسبب الإرهاب المتنامي، والذي بات غير مقيّد بحدود جغرافية واضحة وينذر بتغييرات في أكثر من دولة في الجوار، مما قد يؤدي إلى تفتيت بعضها وتقسيمها إلى دويلات طائفية ومذهبية متناحرة.
وأضاف المقرّبون من النائب جنبلاط، أن هذه الأجواء السلبية والمتشائمة سينقلها الوزير وائل أبو فاعور إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري لوضعه في صورة الموقف الدولي. كما أن النائب جنبلاط يستعد لاستكمال جولاته الخارجية ولكن من دون تحديد وجهته المقبلة لأسباب أمنية، علماً أن كل جولة ستكون تحت عنوان واحد وهو الإستحقاق الرئاسي وتكرار دعم المرشّح الوسطي لكتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو، والذي يشدّد جنبلاط على وصفه بـ«المرشّح التوافقي»، ولكن من دون أن يسقط إمكانية التشاور والتوافق مع القوى المحلية على أي مرشّح توافقي آخر بمن فيهم النائب حلو. كذلك سيطرح رئيس الإشتراكي في لقاءاته الخارجية إنعكاسات تطوّرات العراق على لبنان، وضرورة دعم الجيش والمؤسّسات الأمنية الرسمية لتحييد الساحة اللبنانية عن كل ما يجري على الساحتين السورية والعراقية من صراع مذهبي.
على صعيد آخر، وفي سياق متصل، نقلت أوساط سياسية عن جهة فاعلة في 14 آذار، أن المرحلة دقيقة أمنياً، وأن الخطر الإرهابي المتمثّل بالعمليات الإنتحارية قد تطوّر إلى خشية سجّلت في اليومين الماضيين من سيناريو فتنة طائفية يجري الإعداد لها من خلال البيانات التي يتم التداول بها على مواقع التواصل الإجتماعي. وأضافت أن مطبخاً تابعاً لأطراف خارجية يفبرك هذه البيانات، لكنه فشل حتى الآن في تحقيق أي هدف، بسبب التوافق الذي برز بين أفرقاء 8 و 14 آذار، وتحديداً بين الساحتين المسيحية والإسلامية والإدانة الواسعة لأي خطاب أو طرح مذهبي أو طائفي من أي جهة أتى. وأضافت المعلومات نفسها، أن المجلس الأعلى للدفاع ومجلس الأمن المركزي قد اتّخذا إجراءات سرّية، لكنها حاسمة لقطع الطريق على مثل هذه المخطّطات، كما على اي عمليات إرهابية يجري الإعداد لها. وبالتالي، أتى قرار الإبقاء على الإجتماعات مفتوحة لتبادل المعلومات بين كل الأجهزة الأمنية والبقاء على حال الإستنفار والترقّب للتدخّل في أي لحظة.